اللوبي القطري يعمل بنشاط في واشنطن واليمن
يعمل اللوبي القطري في واشنطن واليمن بشكل نشط ومتشعب، إذ إنه يضم إضافة الى المؤسسات المتنوعة صاحبة النفوذ والقدرة على التأثير في صانع القرار في كلا البلدين، مجموعة من مراكز البحث والمؤسسات الصحافية والمختصين في مجالات عدة حتى تتم الاستفادة منهم في إحداث التأثير المطلوب.
وقالت مراجع دبلوماسية عربية في الولايات المتحدة، إن قطر تحاول أن توظف اللوبي الموالي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لتبدو السياسة الخارجية الأميركية منقسمة بشأن الخلاف القائم بين الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وقطر، خلافاً لما هو قائم، فقد سبق أن حسم الرئيس ترامب الأمر بتشديده على تورط قطر في دعم الإرهاب، وضرورة أن تستجيب بشكل كامل للائحة المطالب التي يتمسك بها خصومها.
وقال السيناتور الجمهوري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر، إنه سيسحب موافقته على مبيعات السلاح الأميركية لدول خليجية إلى أن يتم إيجاد سبيل لحل النزاع في المنطقة، حيث تفرض أربع دول عربية مقاطعة على قطر.
وكتب كوركر في رسالة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون: «ينبغي على جميع دول المنطقة أن تبذل مزيداً من الجهد لمحاربة الإرهاب.. لكن النزاعات التي نشبت في الآونة الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ليس من شأنها سوى إلحاق الضرر بجهود محاربة تنظيم (داعش) والتصدي لإيران».
وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتبرون تصريحات كوركر جزءاً من جهود حل الأزمة القطرية. لكن متابعين لشؤون الخليج يعتبرون أن التصريحات تعمل على تبرئة قطر في الأزمة، والمساواة في المسؤولية بينها وبين الرباعي العربي، مع أنها المتسبب الأول فيها، وهو منافٍ تماماً لمواقف ترامب الرسمية، وفيه انحياز لافت ضد تلك المواقف. وحذّر متابعون للشأن الأميركي من أن استمرار التصريحات التي تناقض الموقف الرسمي قد يفقد سياسة ترامب الخارجية القوة والمتانة اللتين أظهرهما الرئيس الأميركي منذ تسلمه منصبه في يناير الماضي، وقد يوحي بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لاتزال متمسكة بخيار توظيف مجموعات الإسلام السياسي ورعاتها الإقليميين، وعلى رأسهم قطر.
ويقول مسؤولون أميركيون سابقون إن مراكز الثقل والنفوذ داخل وزارة الخارجية مازالت تحت سيطرة مسؤولين تم تعيينهم خلال حكم إدارة أوباما. ومازال بعض الدبلوماسيين الأميركيين الكبار يتمتعون بعلاقات وثيقة بقادة في التنظيم الدولي للإخوان.
وأشار المتابعون إلى أن إدارة ترامب، التي تعرض القيام بوساطة لحل الأزمة العالقة مع قطر، ستجد نفسها واقعة تحت ضغوط اللوبي المتمركز بالخارجية، في ضبط ملامح الوساطة، خصوصاً ما تعلق بالتزامات قطر تجاه الدول الأربع والولايات المتحدة قبل ذلك.
ويفهم ترامب سياسة أوباما جيداً، لذلك لجأ إلى تهميش دور دبلوماسيين كبار في وزارة الخارجية، لطالما قدموا دعوات لقيادات في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين من أجل حضور اجتماعات في مقر الوزارة بواشنطن، وعقد مناقشات مع مسؤولين أميركيين كبار، بدعم قطري.
ويتزعم الدبلوماسيون الأميركيون، الذين يشعرون بالتجاهل من قبل البيت الأبيض، جهود الوساطة في الأزمة القطرية، كما يمارسون ضغطاً كبيراً على تيلرسون.
ولا يقل دور اللوبي القطري في اليمن عن نظيره في واشنطن، فهو كبير ومتشعب، يتركز بعضه في مجال الإعلام، والبعض الآخر في مجال العاملين مع منظمات المجتمع المدني، وكلاهما أدوات تنفيذ لمخطط قطر التخريبي في اليمن، عبر تشويه جهود التحالف العربي الداعم للشرعية، والدعاية لميليشيات الانقلابيين الحوثييين، ما يكشف الوجه القبيح لسياسات قطر الرامية لتنفيذ المخطط الإيراني الرامي إلى الإضرار بأمن الدول العربية عموماً، والسعودية خصوصاً.
وكشف موقع «قطري ليكس» بعض أسماء الإعلاميين اليمنيين الذين ثبتت علاقتهم بجماعات الإخوان والحوثيين، وقاموا بتنفيذ المخطط القطري في اليمن، عبر الظهور المتكرر على قناة «الجزيرة» القطرية.
ومن بين الاسماء الإعلامي اليمني أحمد الشلفي الذي انحاز لإخوان اليمن، وانحاز في تغطيته للحوثيين، وراح يروّج زوراً أن السعودية والإمارات تسعيان لاحتلال اليمن، كما اعتاد الهجوم على التحالف العربي لصالح الحوثيين.
كما انتقد مدير مكتب «الجزيرة» في اليمن سعيد ثابت، صراحةً، التقدم الذي أحرزته قوات الشرعية جنوب اليمن، خدمة لجماعة الحوثي، بينما تعمد محمد القاضي الإساءة للسعودية، وادعى أن منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية يجمع إتاوات من اليمنيين، ولم يكتفِ بذلك فحسب بل اتهم السعودية والإمارات بالعمل لإفقار اليمن، كما دافع عن الحوثيين وبرر تحركاتهم على الأرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news