البحرين تكشف عن خلية إرهــابية مكونة من 10 أشخاص زعيمها هـارب إلى إيران
كشفت وزارة الداخلية البحرينية عن خلية مكونة من 10 أشخاص، يشتبه في تورطها في تنفيذ أعمال إرهابية، موضحة أنها ألقت القبض على سبعة من عناصرها، وضبطت كميات من المواد المتفجرة في مواقع مختلفة.
السلطات عثرت على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار والمواد التي تدخل في صناعتها، والتي قدرت بما يفوق 127 كيلوغراماً. |
وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة أنباء البحرين «بنا» إن أعمال البحث والتحري أسفرت عن الكشف عن هذه الخلية، التي يتزعمها المدعو حسين علي أحمد داود (31 عاماً)، أحد قياديي تنظيم سرايا الأشتر، الذراع الإرهابية لما يسمى تيار الوفاء الإسلامي، مسقطة جنسيته، وهارب إلى إيران، ومحكوم عليه بالمؤبد في ثلاث قضايا إرهابية، وحكم آخر بالسجن 15 عاماً، ومتورط في تشكيل العديد من الخلايا الإرهابية، والتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية أدت إلى استشهاد عدد من رجال الأمن، ويدير خلايا إرهابية، وهو على صلة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني، والمدعو مرتضى السندي.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي، أمس، إنها ألقت القبض على سبعة من عناصر الخلية، على رأسهم حسن مكي عباس حسن (27 عاماً)، عامل، ومرتبط بالمدعو حسين علي أحمد داود، ويعد المقبوض عليه الرئيس مسؤولاً عن صناعة العبوات المتفجرة لمصلحة تنظيم سرايا الأشتر، ومنها العبوات التي تم تحريزها بمنطقة صدد في مارس الماضي، وتلقى تعليمات من داود بمواصلة نشاطه في صناعة المتفجرات، بجانب تخزين المواد المهربة من الخارج، وإنشاء مخزن للغرض ذاته.
كما يعد حسن مكي عباس حسن متورطاً في قضايا صناعة وحيازة عبوات قابلة للتفجير، وشارك في عمليات نقل وتصنيع العبوات الناسفة منذ عام 2013، وتلقى دروساً نظرية وعملية في كيفية صناعتها.
وأوقفت السلطات كذلك المدعو محمود محمد علي ملا سالم البحراني (33 عاماً)، معلم لغة عربية، قام بتدريب المقبوض عليه الرئيس في القضية حسن مكي عباس، على كيفية تصنيع العبوات المتفجرة، كما تسلم منه حقيبة تحتوي على سلاح كلاشنكوف ومواد متفجرة، احتفظ بها فترة ثم أعادها، وقد تم القبض عليه عقب وصوله إلى البلاد قادماً من الجمهورية اللبنانية.
إلى جانب المدعوة زينب مكي عباس (34 عاماً)، التي أخفت بمقر سكنها في المالكية حقائب تحتوي على مواد متفجرة وسلاح كلاشنكوف، تخص شقيقها المدعو حسن مكي عباس، قبيل إلقاء القبض عليه، ثم طلبت لاحقاً من زوجها المدعو أمين حبيب علي نقلها من المنزل.
وأوقف كذلك المدعو أمين حبيب علي جاسم (32 عاماً)، موظف، الذي قام بنقل الحقائب التي تحتوي على سلاح الكلاشنكوف والمواد المتفجرة، التي تسلمها من زوجته، شقيقة المقبوض عليه الرئيس في القضية، وسلمها للمدعو حسين محمد حسين خميس، بغرض إخفائها.
كما ألقي القبض على حسين محمد حسين خميس (39 عاماً)، سائق، قام بإخفاء حقائب المتفجرات وسلاح الكلاشنكوف المذكور بمسكنه في منطقة دار كليب.
والمدعو حسن عطية محمد صالح (37 عاماً)، سائق، قام بشراء بعض المواد الداخلة في صناعة العبوات المتفجرة مرات عدة، منها الكرات المعدنية، وكذلك تجهيز أسطوانات الغاز لاستخدامها في عمليات التفجير، بتكليف من قبل المدعو حسن مكي عباس.
وأعلنت الداخلية البحرينية، في بيانها، توقيف حسين إبراهيم محمد حسن ضيف (27 عاماً)، عامل، تم تجنيده من قبل المدعو حسن مكي عباس، وقام بتسلم ونقل المواد الداخلة في صناعة العبوات المتفجرة من مناطق عدة، منها كرزكان ودمستان، وتخزين بعضها في منزله بشكل مؤقت.
ونوه البيان بأن أعمال البحث والتحري لاتزال متواصلة للقبض على بقية العناصر الإرهابية الهاربة، كالمدعو السيد هادي حسن مجيد رضي (26 عاماً)، سائق، وهو محكوم عليه ومطلوب في قضايا إرهابية، منها استعمال مواد متفجرة لتعريض حياة الناس للخطر، والشروع في القتل، وإشعال حريق عمداً، إلى جانب صناعة وحيازة عبوات قابلة للتفجير تنفيذاً لغرض إرهابي، إلى جانب المتهم الثاني، المدعو صادق محمد عبدالرسول درويش (25 عاماً)، سائق، محكوم عليه ومطلوب في قضايا إرهابية، منها إشعال حريق عمداً، وصناعة وحيازة عبوات قابلة للتفجير، وتعريض وسائل النقل العام والاتصالات للخطر، والإتلاف عمداً.
كما أسفرت أعمال البحث والتحري وجمع المعلومات عن ضبط كميات من المواد المتفجرة في مواقع مختلفة من قرى دمستان وكرزكان والمالكية ودار كليب، تستخدم كورش لتصنيع القنابل محلية الصنع، وتخزين المواد الخاصة بصناعة العبوات المتفجرة، وذلك وسط مناطق مأهولة بالسكان.
وأضاف البيان أنه، بعد إخطار النيابة العامة، واتخاذ كامل الإجراءات الأمنية والقانونية المقررة، انتقلت على الفور فرق الأدلة الجنائية لهذه المواقع، لإجراء المعاينات الفنية وتحريز المضبوطات، نظراً لخطورتها التدميرية، وذلك لنقلها إلى موقع آمن، حيث اتضح أنه تم إعداد هذه المواقع بقصد تصنيع العبوات الناسفة والتخزين.
وتم العثور فيها على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، والمواد التي تدخل في صناعتها، والتي قدرت بما يفوق 127 كيلوغراماً، من بينها ما يزيد على 24 كيلوغراماً من مواد «C4 وTATP» ونيترو سيليلوز شديدة الانفجار، إضافة إلى مواد كيميائية، وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام، وسلاح أتوماتيكي، وأسلحة أخرى محلية الصنع، وصواعق، وقنابل يدوية، وكميات من الذخائر الحية.
وباشرت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية اتخاذ الإجراءات القانونية المقررة، وإحالة القضية إلى النيابة العامة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إدراج ستة تنظيمات طائفية ومسلحة من البحرين مرتبطة بقطر، وذلك على خلفية تبنيها الهجمات والعمليات المسلحة التي استهدفت رجال أمن بحرينيين ومدنيين، في مواقع حيوية في البحرين.
فتلك الكيانات البحرينية التي أحيت العمل المسلح في البحرين تم إدراجها في بيان الحظر الخليجي المصري، وهي الكيانات التي قال عنها البيان إنها مرتبطة بقطر، وضالعة، بحسب بياناتها التي تنسبها لنفسها، في عدد من العمليات المسلحة في البحرين، إلى جانب استهدافها مدنيين ورجال أمن، إضافة إلى مواقع حيوية في البلاد. أول هذه الكيانات تنظيم سرايا الأشتر المتطرف، الذي أحيا العمل المسلح في البحرين، كونه يتبع أيديولوجيا التيار الشيرازي المتطرف، الذي يرى «وجوب قيام ثورة شيعية مسلحة لظهور الإمام الغائب المهدي».
وكان تلفزيون البحرين بث، الاثنين الماضي، تقريراً وثائقياً جديداً عن أكاديمية أسستها قطر، بهدف تجنيد شبان عرب في مشروعات لزعزعة استقرار دولهم، في دليل جديد على النهج التدميري للدوحة في المنطقة.
ويتضمن الفيلم الوثائقي شهادات من شبان شاركوا في ما تطلق عليها الدوحة أكاديمية التغيير، وذلك تحت شعارات رنانة، مثل التغيير والنهضة، لكن الهدف النهائي، بحسب المشاركين، كان نشر الفوضى.
وأكاديمية التغيير واحدة من المنابر التي وظفتها الدوحة كقوة ناعمة للوصول إلى غاياتها، في إطار نهجها القائم على التدمير تحت ستار التغيير، لتحقيق أهدافها وأجندتها في محيطها العربي.
وفي التقرير، كشف شابان بحرينيان خاضا التجربة داخل الأكاديمية التي تتخذ من النمسا مقراً لها، المستور عما يدور داخل هذه المؤسسة المشبوهة، وأهدافها غير المعلنة.
ويوسف البنخليل، هو أحد المتدربين، الذي تحدث في التقرير عن تجربته في الأكاديمية وأهدافها في إسقاط النظام في البحرين.
والفكرة الأساسية التي يتم تدريب المنضمين إلى الأكاديمية عليها، هي استخدام أساليب غير عنيفة، يتولون هم لاحقاً نقلها إلى بلدانهم لإحداث التغيير المطلوب.
وتستخدم الأكاديمية الإنترنت ووسائل التواصل والإعلام، وحتى الألعاب الإلكترونية، في عمليات التدريب للشباب، وتوفر التدريب بمبالغ مالية تعد زهيدة مقابل الخدمات التي تقدمها لهم.
والمتدرب الثاني عبدالعزيز مطر، الذي أكد في شهادته أن هدف الأكاديمية الحقيقي هو زعزعة استقرار دول المنطقة، لاسيما الخليج العرب.
واللعب على التناقضات، وتوظيف الخلافات الدينية والطائفية والمذهبية داخل المجتمعات، هما محورا التدريب والتجنيد داخل الأكاديمية، وهو تماماً ما حاولت الدوحة في البداية تطبيقه على الأرض في البحرين، كما اكتشف المتدربون.
ورغم أن البحرين كانت على رأس الأهداف في المحيط الخليجي، فإنها لم تكن الهدف الأساسي أو النهائي للمخطط، بل كانت السعودية هي هدف الرهان القطري، بعد إضعاف كل جيرانها.