الجيش الإسرائيلي أنهى بناءه بطول 42 كم

استكمال الجدار جنوب الخليل.. عزل مؤبّد لأراضي الفلسطينيين

صورة

في الوقت الذي أعلنت إسرائيل اكتمال أعمال بناء الجدار الأسمنتي العازل في مدن وقرى جنوب الخليل، استقبل سكان تلك المناطق فجيعة أخرى، تمثلت بعمليات مصادرة لمئات الدونمات الزراعية من أراضيهم الواقعة خارج الجدار، والملاصقة للجدران الجديدة في منطقة وادي الخليل.

ابتلع الجدار، بحسب الصبار، أحد أهم المصادر القديمة للمياه في الظاهرية، الذي كان السكان يعتمدون عليه بشكل أساسي، وهو نبع البيارة، كما طمس أحد المعالم الحضارية في القرية، وهو مبنى المدرسة الذي شيّد في الأربعينات من القرن الماضي، وذلك لوقوعه داخل حدود الجدار.

مدينة الظاهرية كانت أكثر المناطق عرضة لخطر المصادرة، حيث يلتهم الجدار مساحات شاسعة من أراضيها، وذلك لتوسعة معبر ميتار الإسرائيلي المؤدي إلى مدينة بئر السبع المحتلة، حتى يصبح معابر متعددة، وبالتالي يتمدد التوسع خارج حدود الجدار.

وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد أنهت في بداية أغسطس 2017 عملية بناء جدار الفصل جنوب الخليل، في المناطق المحاذية لحدود إسرائيل، أو كما تعرف بالخط الأخضر، حيث استبدلت القوات الأسلاك الشائكة والسياج الحديدي المقام على طول تلك الحدود، بجدار عازل مكون من كتل أسمنتية بطول 42 كم. ويمتد مقطع الجدار، الذي يبلغ ارتفاعه 10 أمتار، من بلدة ترقوميا غرب الخليل، إلى منطقة معابر ميتار جنوب الخليل، القريبة من بلدة الظاهرية.

عزل ومصادرة

«الإمارات اليوم» زارت مدينة الظاهرية، أكثر مناطق جنوب الخليل عرضة لخطر المصادرة جراء استكمال الجدار، حيث بدت واضحة المساحات الواسعة للأراضي التي ابتلعها الجدار، وحرم أصحابها من زراعتها، والعيش من رزقها.

ويقول رئيس بلدية الظاهرية، راتب الصبار: «إن إسرائيل تصادر المساحات الشاسعة من الأراضي، لصالح توسعة المعبر القريب، وتدّعي محاولتها إيجاد مواقف لمركبات العمال الفلسطينيين، التي تعد بالعشرات وتتوقف في محيط المعبر، لكنها تتذرع بذلك من أجل مصادرة أكبر قدر من ممتلكاتنا وتضييق الخناق علينا، وتنفيذ مخططات استيطانية».

ويوضح الصبار في حديثه لـ«الإمارات اليوم»، أن الجدار يعزل نحو 14 ألفاً و308 دونمات من الأراضي الزراعية خلفه، ويمنع أصحاب الأراضي من الوصول إليها، إلا من خلال تصاريح خاصة وسط إجراءات تعجيزية، تحول دون وصول المزارعين لأراضيهم في 14 قرية جنوب الخليل، أبرزها، صوريف، ونوبا، وبيت أُولا، والرماضين، والظاهرية.

وابتلع الجدار، بحسب الصبار، أحد أهم المصادر القديمة للمياه في الظاهرية، والذي كان السكان يعتمدون عليه بشكل أساسي، وهو نبع البيارة، كما طمس أحد المعالم الحضارية في القرية، وهو مبنى المدرسة الذي شيد في الأربعينات من القرن الماضي، وذلك لوقوعه داخل حدود الجدار.

نهج جديد

وقبيل انتهاء إسرائيل من إقامة الجدار جنوب الخليل، صادرت خارج حدوده ما يقارب أربعة دونمات تتبع لأراضي بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وذلك بحسب خبير شؤون الاستيطان في الخليل، عبدالهادي حنتش.

ويقول حنتش: «إن إسرائيل بمصادرتها للأراضي الزراعية، واستكمال بناء الجدار جنوب الخليل، فإنها تتبنى نهجاً جديداً في العمل الاستيطاني والعسكري في الضفة الغربية، وليس كما تدّعي بأن الجدار ضمن حدود الضفة الغربية معها، حيث تحاول من خلال هذه الخطوة الجديدة عزل مساحات من الأراضي الواقعة إلى الشرق منه».

ويضيف أن «هذه السياسة الجديدة في العمل الاستيطاني والعسكري تعرض مساحات واسعة من الأراضي للعزل والهيمنة العسكرية الإسرائيلية، لصالح أغراض مختلفة، وهذا يعد تهديداً مباشراً بالسيطرة على مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية المحيطة بالجدار».

ويشير الخبير في شؤون الاستيطان، إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة جنوب الخليل هي بمثابة ردود فعل إسرائيلية غاضبة، بعد إعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني.

تويتر