انطلاق حركة عالمية من وارســو للتصدي لدعم وتمويل قطر للإرهاب
عقدت في مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بالعاصمة البولندية وارسو جلسة خاصة تحت عنوان «أوقفوا إرهاب قطر»، للتصدي لدعم وتمويل قطر للإرهاب، وضرورة الحشد الدولي من أجل وقف العمليات الإرهابية ومتابعة مصادر تمويلها، حيث دعا المشاركون الدول الأوروبية إلى قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وتجميد الأصول المادية التابعة لها في دول الغرب، كي لا تستفيد منها في تمويل ودعم الإرهاب، فيما قالت المعارضة القطرية إنها تتصدى لمحاولات الدوحة تعطيل مؤتمرها الذي ينطلق اليوم في العاصمة البريطانية لندن، ويعد الأول منذ بدء أزمة قطر، ويركز على خمسة محاور، بمشاركة معارضين قطريين وساسة وأكاديميين عالميين.
• خالد الهيل: مؤتمر المعارضة في لندن يهدف إلى إبراز حقائق الأمور التي تشهدها قطر، وإلى إفساح المجال للتعبير عنها في ظل سياسة تكميم الأفواه التي يمارسها النظام القطري. • مؤتمر وارسو أوصى بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وتجميد أموالها واستثماراتها في العالم، لمنع استغلالها كغطاء لدعم وتمويل العمليات الإرهابية، وتخصيص جزء منها لدعم عمليات مكافحة الإرهاب وحصاره. |
وفي التفاصيل، شارك في مؤتمر وارسو 40 سفيراً يمثلون الاتحاد الأوروبي ودول أجنبية أخرى وعدد من الوفود والمنظمات السياسية في العالم، في مقدمتها وفد الدبلوماسية العربية برئاسة المستشار أحمد الفضالي، وعلي بن مالك ممثل الكويت، وإبراهيم الغمري من البحرين، وخالد بوحسين من المغرب، والسفير أحمد خطاب من مصر، وعدد من البرلمانيين.
وناقش عدد من سفراء الدول الحوادث الإرهابية الأخيرة في أوروبا ونتائج التحقيقات التي أشارت إلى وجود شبهات وأدلة قوية حول ضلوع قطر في حادث الدهس الإرهابي الأخير في برشلونة، ودور قطر في نشر الفكر الإرهابي في عدد من العواصم الأوروبية.
وشهد المؤتمر إجماعاً يعد بمثابة تظاهرة ضد إرهاب قطر وتمويلها الإرهاب، حيث طالبت توصيات المؤتمر الدول الأوروبية أولاً بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والرسمية بين دول أوروبا ودولة قطر، ثانياً توقيف أمير قطر ورموز وقادة النظام القطري.
من بين التوصيات أيضاً تجميد أموال واستثمارات قطر في العالم لمنع استغلالها كغطاء لدعم وتمويل العمليات الإرهابية، وتخصيص جزء منها لدعم عمليات مكافحة الإرهاب وحصاره، رابعاً تعويض الشعوب والدول المتضررة من إرهاب قطر في كل من سورية والعراق وليبيا ومصر وغيرها من دول العالم.
خامساً تشكيل المحكمة الجنائية الأوروبية لمحاكمة قادة قطر بتهم دعم وتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإثارة الصراعات والحروب في عدد من دول العالم، سادساً فرض عقوبات اقتصادية وسياسية وأمنية لإرغام قطر على التوقف عن دعم وتمويل الإرهاب.
وفي نهاية المؤتمر، أعلنت أمانة المؤتمر إنشاء الحركة العالمية لمكافحة إرهاب قطر، كما أعلن عدد كبير من المشاركين بالمؤتمر انضمامهم للحركة، في مقدمتهم سفير إسبانيا وقبرص وكازاخستان واليونان ورئيس منظمة الوفاد الفرنسية وممثلو قطاعات كبيرة من المجتمع المصري.
وقال المستشار أحمد الفضالي، إن «الحركة العالمية لمواجهة إرهاب قطر» هدفها المضي في تنفيذ خطة لمواجهة الإرهاب العالمي.
وأضاف الفضالي، في كلمته بالمؤتمر، أنه جارٍ العمل على اتخاذ إجراءات قانونية ضد حكام قطر ومرتكبي الأعمال الإجرامية. وأكد أن الحركة انتهت إلى توصيات عدة أهمها مطالبة الدول الأوروبية بقطع العلاقات مع الكيان القطري، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتجميد الأموال القطرية، وتجميد استثماراتها لعدم استغلالها في أعمال إرهابية جديدة.
وطالب الفضالي، بضرورة تشكيل لجنة من المجتمع المدني الأوروبي، للمشاركة في حصر جرائم قطر.
وفي سياق متصل، أكد الفضالي دعمه لمطالب الشعب الألماني، برفض زيارة تميم إلى بلادهم والمقرر لها بعد ساعات.
يأتي ذلك في وقت أعلن منظمو مؤتمر «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي» انطلاقه، اليوم، بفندق إنتركونتيننتال في منطقة الأوتو جنوب لندن، ببرنامج وُضع في ظروف روعي فيها السرية التامة، بسبب محاولات النظام القطري لتخريبه، والمحاولات الفاشلة للضغط على أعضاء من البرلمان البريطاني لمقاطعة المؤتمر.
وتدور حلقات المؤتمر النقاشية حول خمسة محاور، هي: «قطر.. الإسلام السياسي ودعم الإرهاب»، و«العلاقة بين قطر وإيران.. مصدر رئيس لعدم الاستقرار الإقليمي»، و«الدور الغائب.. تطلعات قطر للنفوذ العالمي في مقابل الديمقراطية وحقوق الإنسان» ويتطرق إلى مخالفات القوانين الدولية لحقوق الإنسان، خصوصاً بتسليط الضوء على ملف تنظيم كأس العالم لسنة 2022، و«الجزيرة.. صوت الإعلام الحر أم بوق الإرهاب؟»، و«الدائرة المفرغة.. الاقتصاد والجيوسياسية وأمن الطاقة الدولية».
ويضم المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه، العديد من صانعي القرار من الساسة العالميين، والأكاديميين، ومن المواطنين القطريين لمناقشة أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات ومكافحة الإرهاب في قطر، ويُنظمه رجل الأعمال والمعارض القطري خالد الهيل، ومجموعة من المعارضين القطريين الحريصين على إيجاد حل منطقي للأزمة الحالية، وعلى استقرار وأمن بلادهم في المستقبل.
وقال الهيل، وهو المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية، في تصريحات إعلامية، إن المؤتمر يهدف إلى إبراز حقائق الأمور التي تشهدها قطر، وإلى إفساح المجال للتعبير عنها في ظل سياسة تكميم الأفواه التي يمارسها النظام القطري.
وقال الهيل إننا عازمون على إقامة مؤتمرنا الأول في العاصمة البريطانية لندن، على الرغم من محاولات الدوحة المتكررة لعرقلته.
وأعلنت المعارضة القطرية، أنها ظلت تتصدى وبشكل متواصل لمحاولات النظام القطري الرامية لتعطيل قيام المؤتمر. وتعمل السلطات القطرية على تخريب فعاليات المؤتمر، عبر الضغط على أعضاء من البرلمان البريطاني لمقاطعته.
وقررت الهيئة المنظمة للمؤتمر نشر سلسلة من البحوث الأكاديمية الحصرية تتناول مختلف القضايا في قطر سيتم توزيعها في المؤتمر.
يأتي ذلك في وقت قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن الكرة في ملعب قطر للتعامل مع مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مشدداً في لقاء مع قناة «سكاي نيوز عربية» على تقدير الدول الأربع للوساطة الكويتية والدور الذي يلعبه أمير الكويت.
وأضاف قرقاش أن الدول الأربع قدمت أدلة واضحة على دعم قطر للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولن يجدي إنكار قطر أو تهربها من تحمل المسؤولية.
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب شهد اتفاقاً عربياً كاملاً بشأن دعم التحركات الخاصة بالقضية الفلسطينية، وكذلك على دعم الدول الوطنية والتصدي لمحاولات التفتيت والشرذمة. وأضاف قرقاش أن الدول العربية أكدت على أهمية مواجهة الإرهاب.