ولاية جنوب غرب الصومال تقطع علاقاتها مع قطر

كشفت منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الصومال، أمس، معارضتها قرار الحكومة الفيدرالية في مقديشو الامتناع عن اتخاذ موقف في الأزمة الخليجية، باعتباره قراراً «منفراً» للصوماليين ويهدد العلاقات مع السعودية والإمارات. وأكدت ولاية جنوب غرب الصومال أنها تنأى بنفسها عما اسمته الحكومة الفيدرالية «الحياد» في الأزمة التي أدت إلى قطع علاقات دول عربية كبرى مع قطر بسبب تورطها في تمويل جماعات إرهابية. وأصدر مكتب رئيس جنوب غرب الصومال بياناً من العاصمة بيداوة، أكد خلاله أن الولاية التي أنشئت في 2002 «تقف إلى جانب السعودية والإمارات بسبب مساعيهما النبيلة في محاربة التطرف على اختلاف أشكاله». وشدد البيان على أن قرار الحكومة الفيدرالية «سينفّر عموم الصوماليين» ويؤذي العلاقات مع الحلفاء الخليجيين، داعياً مقديشو إلى مراجعة موقفها والأخذ بمواقف وآراء الولايات الصومالية. وأضاف أن موقف مقديشو «تم اتخاذه دون الكثير من الاعتبارات ودون تشاور مع الولايات» التي يتألف منها الصومال، مشدداً على أن «الصومال لا يستطيع الوقوف على الحياد بسبب العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تجمعه بالسعودية والإمارات».

وأوضح مكتب الرئيس أيضاً أن الصومال والإمارات «تجمعهما قرون من العلاقات التاريخية والثقافية والتجارية، التي جعلت الإمارات أكبر شريك تجاري للصومال خلال العقود الأخيرة». وتابع البيان، أن الإمارات «طالما ساعدت الصومال في أزمته عبر تقديم المساعدات الإنسانية والطبية على مدى سنوات طويلة ولكل مناطق الصومال». من جهة أخرى، قال بيان مكتب الرئيس، إن «العلاقات مع السعودية تعود إلى بدايات الإسلام مع تعميق العلاقات الثقافية والتجارية في الوقت الحاضر». وكانت ولاية بونتلاند الإقليمية في الصومال اتخذت موقفاً مماثلاً في الـ16 من أغسطس الماضي. وسبق أن ندّد نواب في البرلمان الصومالي وسياسيون مستقلون بموقف الحكومة الصومالية تجاه الأزمة الخليجية، الذي اعتبره السياسيون أنه يشكل تهديداً على المصالح الاستراتيجية للصومال. وأكدت تقارير أمنية أميركية أن قطر ضالعة في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال. ويدعم تلك التقارير ما كشفت عنه تسريبات «ويكيليكس» بشأن مطالبة واشنطن في وقت سابق قطر، بوقف تمويل هذه الحركة الإرهابية.