رئيس وزراء الإقليم يؤكد أن التصويت لا يعني الاستقلال غداً

أكراد العراق يتجاهلون التهــديدات ويجرون استفتاء الاستقلال

صورة

صوت الأكراد في شمال العراق، أمس، بأعداد كبيرة في استفتاء على الاستقلال تنظمه السلطات الكردية، متجاهلين ضغوط بغداد، وتهديدات تركيا وإيران، وتحذيرات دولية من أنه قد يشعل المزيد من الصراعات في المنطقة، وسط توقعات باتجاه نتيجة التصويت «بنعم» لمصلحة الاستقلال بأغلبية مريحة، فيما أكد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أن «استفتاء اليوم لا يعني الاستقلال غداً».

وفي التفاصيل، أغلقت مراكز الاقتراع في مدن كردستان والمناطق المتنازع عليها في الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، حيث أقيم 12 ألفاً و72 مركز اقتراع، فيما يتوقع أن تصدر نتيجة الاستفتاء النهائية خلال 72 ساعة.

وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 78% قبل ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.

وعلى الرغم من أن النتيجة شبه محسومة، وستكون لمصلحة الاستقلال، إلا أن رئيس الإقليم الشمالي، الذي يتمتع بحكم ذاتي، مسعود بارزاني، سبق أن أعلن أن الاستفتاء لن يعني إعلاناً تلقائياً للاستقلال، لكنه سيشكل بالأحرى «نقطة الانطلاق لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة.

ويحق لأكثر من خمسة ملايين مقترع المشاركة في الاستفتاء الذي جرى في المحافظات الثلاث من إقليم كردستان العراق، أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، وتوافد الناخبون في الصباح إلى صناديق الاقتراع في أربيل والسليمانية، وشكلوا طوابير أمام بعض المراكز.

وأدلى بارزاني بصوته في ساعة مبكرة من صباح أمس في أربيل، وبدا مبتسماً وهو يرتدي الزي الكردي.

في السليمانية، ثانية مدن الإقليم، توافد الناخبون إلى مركز كانيسكان في شرق المدينة.

وفي مدينة كركوك، علا التكبير في مساجد المدينة، كما في أيام الاعياد، لكن في هذه المدينة، الآراء متباينة. وقال متين عبدالله اوجي، وهو مدرس تركماني عمره 42 عاماً «لم أشارك في التصويت، لأنه يشعرني بأن هويتي وقوميتي ومكانتي وتراثي وتاريخي كلها ستضيع».

من جانبه، دعا محافظ كركوك، نجم الدين كريم، في مؤتمر صحافي، أهالي المحافظة، إلى الالتزام بتعليمات اللجان الأمنية، وعدم التعبير عن الابتهاج والفرح بإطلاق العيارات النارية.

كما دعا المواطنين الأكراد إلى احترام بقية المكونات في كركوك، خصوصاً التركمان.

في السياق نفسه، قال الناطق باسم شرطة كركوك، العقيد افراسياو كامل، في تصريح صحافي أنه تم فرض حظر التجوال على المركبات في المحافظة حتى إشعار آخر بأمر من إدارة المحافظة وقيادة الشرطة فيها.

وفي خانقين، كانت (أم علي) الثلاثينية أول من صوت داخل مدرسة. وقالت «الاستفتاء سيحدد مصيري ومصير أطفالي، لا نريد الانفصال، لكننا نريد معرفة مصيرنا»، مضيفة: «لا نريد عنفاً ولا حروباً»، داعية الدول التي عارضت الاستفتاء إلى تغيير موقفها.

وقال نيجيرفان بارزاني، أمس، إن إجراء استفتاء الاستقلال لا يعني إعلان الاستقلال غداً، معرباً عن استغرابه من دعوة الحكومة العراقية الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي.

وأضاف بارزاني في مؤتمر صحافي «نعلن للعالم أننا نريد التوجه صوب الاستقلال عبر مفاوضات جادة مع بغداد، ونرغب في الاستقلال بطريقة سلمية وديمقراطية، بعيداً عن العنف».

وأكد بارزاني أن الإقليم لا يمانع الذهاب إلى بغداد «للرد على كل الأسئلة التي ترغب في الإجابة عنها».

وعلّق بارزاني على كلمة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي التي أذاعها التلفزيون الرسمي، أول من أمس، بالقول: «نأسف لتصريحات العبادي، وتهديداته التي أطلقها (أول من أمس) تذكرنا بقرارات البعث الجائرة ضد كردستان». وتابع «قرارات العبادي رداً على إجراء الاستفتاء تعد بمثابة فرض عقوبات جماعية ضد شعب كردستان». ووجه بارزاني حديثه إلى حكومة بغداد، قائلاً «لا داعي لإطلاق التهديدات»، معرباً عن استغرابه من طلب العبادي مساعدة الدول الأخرى لفرض عقوبات على إقليم كردستان، ومعلقاً عليها بالقول: «لم نكن نتوقع مثل هذه الخطوة في العراق الجديد».

وأعاد نيجيرفان برزاني تأكيد ما قاله رئيس الإقليم، مسعود برزاني، بشأن عدم نية أربيل الدخول في حرب مع أي جهة، مضيفاً «بغداد هي العمق الاستراتيجي لكردستان، ونرغب في العيش بسلام معها».

وفي ما يتعلق بالموقف التركي المعارض لاستفتاء الاستقلال الكردي، قال: «نتمنى أن تتعامل أنقرة بهدوء مع الاستفتاء، ونؤكد أننا لا نشكل تهديداً لأحد». وأضاف: «طلبنا زيارة أنقرة لإيضاح دوافع الاستفتاء للمسؤولين هناك عن قرب».

ويشكل الاستفتاء الذي دعا إليه الزعيم الكردي مسعود بارزاني رهاناً محفوفاً بالمخاطر. وعبّرت دول مجاورة للعراق، مثل تركيا وإيران، عن رفضها للاستفتاء، خشية أن تحذو الأقليات الكردية على أراضيها حذو أكراد العراق. ويتوزع الأكراد الذين يقدر عددهم بين 25 و35 مليون نسمة بشكل أساسي في أربع دول، هي تركيا وإيران والعراق وسورية.

تويتر