كوركر حذر من أن تهديدات ترامب المندفعة للدول الأخرى تضع الولايات المتحدة على مسار حرب عالمية ثالثة. أ.ف.ب

واشنطن تواجه تصعيداً جديداً في علاقاتها مع تركيا وإيران

واجهت الولايات المتحدة، أمس، تصعيداً جديداً في العلاقات مع كل من تركيا وإيران، فقد أصدر المدعي العام التركي، أمس، قرار اعتقال جديداً بحق أحد العاملين بالقنصلية الأميركية في إسطنبول، فيما توعدت طهران من جديد برد «ساحق وحازم وحاسم» إذا صنفت واشنطن «الحرس» منظمة إرهابية، بينما حذر السيناتور الجمهوري البارز بوب كوركر من أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المندفعة للدول الأخرى تضع الولايات المتحدة «على مسار حرب عالمية ثالثة».

وفي التفاصيل، جاء قرار المدعي العام التركي بعدما أعلنت السفارة التركية في واشنطن تعليق منح التأشيرات لدخول الأراضي التركية، في رد فعل غاضب على تعليق الولايات المتحدة خدمات التأشيرة لغير المهاجرين في مرافقها الدبلوماسية بتركيا، في أعقاب اعتقال موظف في القنصلية.

وقالت السفارة التركية على حسابها في «تويتر»، إن «الأحداث الأخيرة أجبرت الحكومة التركية على إعادة تقييم مدى التزام الحكومة الأميركية بأمن منشآت وموظفي البعثة التركية».

وكانت السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة أصدرت بياناً، أول من أمس، عبر «تويتر»، قالت فيه إن الأحداث الأخيرة أجبرتها على «إعادة تقييم التزام الحكومة التركية تجاه أمن مرافق وأفراد البعثة الأميركية».

واعتقلت السلطات التركية، أخيراً، موظفاً تركياً في القنصلية الأميركية بزعم صلته بشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الأميركية فتح الله غولن، الذي تحمّله الحكومة التركية مسؤولية الانقلاب الفاشل الصيف الماضي. وينفي غولن تورطه في محاولة الانقلاب.

من ناحية أخرى، توعدت إيران، أمس، بردّ صارم وساحق، إذا صنفت الولايات المتحدة «الحرس الثوري الإيراني» منظمة إرهابية. ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، قوله في مؤتمر صحافي: «نأمل ألا ترتكب الولايات المتحدة هذا الخطأ الاستراتيجي». وتابع: «إذا فعلت ذلك فإن رد فعل إيران سيكون حازماً وحاسماً وساحقاً».

من جانبه، قال القائد العام لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، إن إيران ستعامل الجيش الأميركي معاملة الدواعش، في حال صحة ما تردد بشأن ما وصفه بـ«ارتكاب أميركا حماقة أخرى بإدراج حرس الثورة الإسلامية على لائحة المجموعات الإرهابية».

وأضاف جعفري، أول من أمس، خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي للحرس الثوري في طهران، أن «حرس الثورة سيعتبر الجيش الأميركي في جميع أنحاء العالم، خصوصاً الشرق الأوسط، على غرار داعش».

ويجبر قانون الرئيس الأميركي على أن يبلغ الكونغرس كل 90 يوماً بما إذا كانت إيران تحترم الاتفاق وما إذا كان رفع العقوبات عنها يخدم المصلحة الوطنية الأميركية. وفي حال «عدم ضمان» ترامب الاتفاق، فسيكون أمام الكونغرس 60 يوماً لتقرير ما إذا كان سيفرض مجدداً عقوبات على طهران أم لا.

يأتي ذلك في وقت حذر السيناتور بوب كوركر من أن تهديدات ترامب المندفعة للدول الأخرى تضع الولايات المتحدة «على مسار حرب عالمية ثالثة»، وذلك في آخر تعليق في إطار سجال علني وعدائي بشكل غير معتاد بين الرجلين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقد بوب كوركر، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ترامب، لإدارته شؤون مكتبه وكأنها «عرض في تلفزيون الواقع»، في هجوم ضد رئيس ينتمي إلى الحزب نفسه، وهو أمر غير معهود حتى بمعايير إدارة ترامب المتقلبة.

وقد يقوض التراشق الكلامي بين الحليفين السابقين أجندة ترامب التشريعية، إذ يعد صوت كوركر في غاية الأهمية لتمرير إصلاحات ضريبية ومصير الاتفاق النووي مع إيران.

وقال كوركر لصحيفة «نيويورك تايمز» عن ترامب «إنه يقلقني». وأضاف: «يجب أن يقلق أي شخص يهتم بأمتنا».

وبدأ السجال، أول من أمس، عندما كتب ترامب عبر «تويتر» أن كوركر قرر عدم الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ مجدداً، لأنه يفتقد إلى «الشجاعة». ورد السيناتور بأن البيت الأبيض تحول إلى «مركز لرعاية كبار السن في النهار»، في تراشق كلامي لم تتضح دوافعه.

وكوركر جمهوري معتدل كان من داعمي ترامب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز منتقديه، وأعلن أخيراً أن وجود الجنرالات في دائرة الرئيس الضيقة هو وحده ما منع البيت الأبيض من الغرق في «الفوضى».

الأكثر مشاركة