الإمارات تتعهد بتقديم 7 ملايين دولار لتخفيف معاناة الروهينغا
تعهدت الإمارات بتقديم 7 ملايين دولار لتخفيف معاناة الروهينغا وتحسين أوضاعهم، وذلك خلال مشاركة الدولة في مؤتمر المانحين الخاص بأزمة اللاجئين الروهينغا الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار، أمس، بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، بوفد برئاسة وزيرة الدولة، الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، ومشاركة المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، عبيد سالم الزعابي، ومدير إدارة شؤون المساعدات الخارجية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، راشد سالم الشامسي.
افتتح المؤتمر كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، مارك لوككوك، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، وليام سوينج، ووكيل وزارة الخارجية بالكويت، خالد الجار الله، بصفتهم ممثلين عن الأطراف المنظمة للمؤتمر، فضلاً عن الاتحاد الأوربي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا».
وشارك في المؤتمر ممثلو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ممثلي مختلف وكالات الأمم المتحدة العاملة في الحقل الانساني.
وبهذه المناسبة، ألقت الدكتورة ميثاء الشامسي كلمة الإمارات أمام المؤتمر، حيث أعربت في مستهلها عن خالص شكر وتقدير الإمارات لكل من الكويت والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ممثلة بأمينها العام ومنظماتها المختلفة وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، لتنظيمها هذا الحدث المهم.
وعبرت الشامسي عن شكرها وتقديرها لجمهورية بنغلاديش على مواقفها الإنسانية النبيلة، خصوصاً موقفها من الأزمة الأخيرة التي شهدت عبور واستضافة أكثر من نصف مليون لاجئ روهنغي في غضون الأسابيع الماضية.
وأكدت أن الممارسات التي ترتكب بحق أقلية الروهينغا في إقليم راخين في ميانمار لا تتعلق بلاجئين أو نازحين تركوا مساكنهم بحثاً عن الأمان فحسب، وإنما هي جرائم أسفرت عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء لشعب حرم طويلاً، ولايزال، من الحصول على أبسط حقوقه في بلاده، التي لا بلاد له غيرها وتم طرده منها.
وقالت الشامسي إن الظروف والممارسات الوحشية التي تعرضت لها هذه الأقلية لهي عار على جبين الإنسانية، تلك الممارسات والجرائم التي لم تراع أدنى معايير القيم الانسانية والأخلاقية في حفظ حقوق الأقليات وحرية الأديان والمعتقدات.
وأكدت أن الإمارات تشدد على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً موحداً وتحركاً فورياً لوقف هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها، وترى أنه من الجوهري استمرار دعم الأمم المتحدة في جهودها لوضع حد لما تعانيه هذه الأقلية المسلمة من اعتداءات وجرائم، والعمل على إشاعة الأمن والسلام في إقليم راخين، من خلال الوقف العاجل لكل مظاهر العنف وإراقة الدماء في الإقليم بغية تحقيق السلام.
ونوهت بموقف الإمارات التي أخذت على عاتقها الاهتمام بهذه القضية، وكانت من أوائل الدول التي تحركت بهذا الشأن وعملت على تسخير كل إمكاناتها لتوفير الدعم الإنساني اللازم بما يخفف من معاناة هؤلاء اللاجئين، فقد قامت بتسيير جسر جوي لإرسال المساعدات، إضافة إلى إرسال فرق تقييم للوضع الإنساني، ووفرت الدعم اللوجستي للمنظمات الدولية العاملة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي.
وفي هذا الصدد أعلنت الشامسي أن الامارات خصصت مبلغاً قدره 7 ملايين دولار أميركي، بغية دعم كل الجهود الرامية لتخفيف معاناة الروهينغا وتحسين وضعهم الإنساني.
جدير بالذكر أن المؤتمر نجح في الحصول على تعهدات مالية بمبلغ 335 مليون دولار، علماً بأن القيمة الإجمالية للاحتياجات الانسانية للاجئي الروهينغا لمدة ستة أشهر تبلغ 434 مليون دولار أميركي.