الكاتالونيون يحتفلون بإعلان استقلال الإقليم. أ.ف.ب

كاتالونيا يعلن الاستقلال.. والبرلمان الإسباني يقر حكم مدريد المباشر على الإقليم

أعلن برلمان كاتالونيا، أمس، استقلال الإقليم عن إسبانيا، حيث صوّت على قرار يعلن أن الإقليم أصبح «دولة مستقلة تأخذ شكل جمهورية»، إلا أن البرلمان الإسباني سارع بإقرار حكم مدريد المباشر على الإقليم، فيما أكد رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أن مدريد «تبقى المحاور الوحيد».

وفي التفاصيل، يطلب قرار برلمان كاتالونيا في حيثياته من حكومة الإقليم التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج، فيما لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين. ويدعو قرار البرلمان للبدء في عملية الانفصال التي تتضمن سن قوانين جديدة لكاتالونيا، وفتح باب المفاوضات «على قدم المساواة» مع السلطات الإسبانية لوضع أسس التعاون.

وقالت رئيسة البرلمان، كارمى فوركاديل، إن البرلمان المؤلف من 135 عضواً، وافق على إعلان الاستقلال بتأييد 70 صوتاً مقابل اعتراض 10، وامتناع اثنين عن التصويت. وكان عشرات من نواب المعارضة قد غادروا البرلمان قبل التصويت على الاستقلال، ووضع بعضهم أعلاماً إسبانية وكاتالونية على مقاعدهم الشاغرة. وفي رد على إعلان الاستقلال، سمح البرلمان الإسباني للحكومة المركزية في مدريد بفرض إدارتها المباشرة على كاتالونيا.

وفي وقت دعا فيه رئيس وزراء إسبانيا، ماريانو راخوي، للهدوء، وأكد أن حكم القانون سيعود إلى كاتالونيا، أعلن متحدث باسم النيابة العامة الإسبانية، أنه سيجري توجيه تهمة «العصيان» لقادة الإقليم.من جهته، دعا رئيس إقليم كاتالونيا، كارلس بويغديمونت، رفاقه الانفصاليين إلى التزام السلمية قبيل حملة متوقعة من قبل السلطات الإسبانية، في أعقاب إعلان الاستقلال. وأمام حشد من مئات المؤيدين عند مقر برلمان كاتالونيا، قال بويغديمونت: «في الأيام المقبلة، يتعين علينا المحافظة على قيمنا السلمية والكرامة. بناء الجمهورية في متناول أيدينا وأيديكم».

وفي سياق آخر، دعت «الجمعية الوطنية الكاتالونية»، وهي أكبر جماعة سياسية مؤيدة لاستقلال إقليم كاتالونيا، موظفي الحكومة إلى عدم إطاعة الأوامر الصادرة من الحكومة الإسبانية، بعدما فوض البرلمان الإسباني حكومة مدريد لبسط حكمها المباشر على الإقليم، وحثت الجمعية موظفي كاتالونيا على «المقاومة السلمية» للأوامر.

من جانبه، كتب دونالد توسك عبر موقع «تويتر»، عقب جلسة التصويت في كاتالونيا: «لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي. تبقى إسبانيا المحاور الوحيد بالنسبة إلينا»، داعياً الحكومة الإسبانية إلى «إعطاء الأولوية لقوة الحجة، لا لحجة القوة».

وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر من أن الاتحاد الأوروبي ليس بحاجة إلى «مزيد من التصدعات». وتوالت على الفور ردود الفعل الدولية التي «لا تعترف» بإعلان كاتالونيا استقلالها والمؤيدة لموقف الحكومة الإسبانية، حيث أعلن المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، أن بريطانيا «لا ولن تعترف» بإعلان استقلال كاتالونيا، وهو ما أكده أيضاً الناطق باسم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل.

كما أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، «دعمه الكامل» لراخوي، من أجل «احترام» دولة القانون في إسبانيا.

ويقع إقليم كاتالونيا شمال شرقي إسبانيا، ويحده من الشمال فرنسا وأندورا، ومن الشرق البحر المتوسط، وتبلغ مساحة الإقليم 32 ألف كيلومتر مربع، ويقطنه 7.5 ملايين نسمة، ويمثل هذا العدد 16% من العدد الإجمالي لسكان إسبانيا. ومن أهم الأسباب، التي تدفع الحكومة الإسبانية للتمسك بكاتالونيا، ورفض الاستقلال، هي أهمية الإقليم الاقتصادية.

ووفقاً لموقع «سي إن بي سي»، تنتج كاتالونيا 20% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا، وهو رقم كبير جداً، بالمقارنة مع ناتج اسكتلندا الذي يمثل 8% من الناتج المحلي البريطاني.

الأكثر مشاركة