«الجزيرة».. 21 عاماً من الفبركة والتحريض والأكاذيب
على مدى 21 عاماً دأبت قناة «الجزيرة» القطرية على الفبركة ونشر الأكاذيب، ومارست خلال تلك الفترة دوراً في افتعال الأزمات السياسية داخل الدول العربية، وتضليل الرأي العام العربي بمعلومات مزيفة، ولعبت دوراً مشيناً في زعزعة استقرار المنطقة العربية، حيث احتلت «الجزيرة» خلال العقدين الماضيين مكانة مزيفة وسط بقية وسائل الإعلام العربية والأجنبية.
ولكن سرعان ما انكشف أمر هذا البوق الإعلامي المتطرف خلال السنوات الست الماضية، بداية من انطلاق الاحتجاجات العربية في بداية 2011، مروراً بمراحل التغييرات السياسية وأنظمة الحكم في مصر وتونس وليبيا واليمن، وصولاً لنمو الجماعات الإرهابية المتطرفة، حيث لعبت تلك القناة المحرضة دوراً مشيناً في زعزعة أمن واستقرار المجتمعات العربية.
السلوك الإعلامي لقناة «الجزيرة» إنما يأتي ضمن النهج الذي يسير عليه إعلام الدوحة، وهو نهج قائم على أساسين: الأول الإسقاط، والثاني إنكار الواقع. |
ورغم محاولات «الجزيرة» في كسب ود المشاهد العربي، فإن الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مع دولة قطر، كانت بمثابة البداية لكشف حقيقة «الجزيرة»، خصوصاً بعد استمرار الفبركة ونشر الأكاذيب حول الأزمة.
وقال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، اللواء عادل العمدة: «الجزيرة لعبت دوراً كبيراً في تأجيج الصراعات بالمنطقة العربية، مستغلة المناخ السياسي المتوتر من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الخفية وتنفيذ مخططات لصالح دول أخرى».
ووصف العمدة قناة «الجزيرة» في تصريح لموقع «بوابة العين»، بالأداة الفاعلة ضد استقرار شعوب الدول العربية، موضحاً أن القناة القطرية كانت إحدى الركائز التي اعتمدت عليها الجماعات المسلحة المتطرفة لتسويق مشروعها الإرهابي وتجميل حقيقتها المتطرفة.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات السياسية في مصر وليبيا واليمن وسورية وتونس، قدمت دولة قطر متمثلة في «الجزيرة»، الدعم الكامل لجماعة «الإخوان» في مصر، بنشر صور وفيديوهات مفبركة بشأن حقيقة تأييد الشعب المصري للإخوان.
وانكشف وجه قطر القبيح تجاه مصر بعد سقوط حكومة الإخوان في الثالث من يوليو 2013، لتشن القناة المحرضة حرباً شعواء ضد الجيش والشرطة المصرييْن، مع نشر أكاذيب حول ثورة 30 يونيو وموقف المصريين منها.
وأكد العمدة أن قطر استغلت «الجزيرة» لتصبح يداً فاعلة في تحريك مجريات السياسية وفقاً لرؤية أجندات وأجهزة استخبارات دولية، مستشهداً بتعامل الجزيرة مع الأزمة السياسية في مصر عقب أحداث 25 يناير 2011، قائلاً: «الجزيرة دعمت الإرهاب بالدعاية والتدخل في الشؤون السياسية بشكل واضح ومباشر».
ولم يختلف الوضع كثيراً في سورية، وقامت «الجزيرة» عبر رجال أعمال قطريين بدعم جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في سورية، بمحاولات لتحسين صورتهم الإرهابية دولياً.
ومع مرور الوقت ظهر الوجه الحقيقي لـ«الجزيرة» بعد تناولها غير الموضوعي للأزمات السياسية في المنطقة العربية، حيث ركزت القناة القطرية على انتقاد سياسة مصر ودول الخليج العربي من دون الحديث عن سياسة دولة قطر، وفي ضوء هذا التناقض بين الموقفين أوضح خبير العلاقات الدولية، الدكتور سعد اللاوندي، أن هذه المواقف دليل واضح على أنها محرك رئيس لافتعال أزمات داخل الدول العربية، لتفقد مصداقيتها تدريجياً بعد تعدد المواقف والأزمات.
وأشار اللاوندي إلى أن التضليل منهج مدروس لدى «الجزيرة»، حيث قامت خلال الأزمة الأخيرة بتحريف مضمون اتصال أمير قطر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
واتفق اللاوندي والعمدة على أن الدور الخبيث الذي مارسته «الجزيرة» طوال السنوات الماضية، دليل واضح على فشل النظام القطري، وأنه نظام لم يمتلك قراراً أو رؤية سياسية، بل استند إلى دعم مخططات إرهابية من أجل ضرب استقرار وأمن المنطقة عبر «الجزيرة».
وفي الوقت نفسه، استغلت «الجزيرة» المساحة الإعلامية التي احتلتها في بداية انطلاقها، خصوصاً بعد انتشارها الواسع المدعوم مادياً من دول أخرى خارج المنطقة.
ولم تكتف «الجزيرة» بنشر أكاذيب فقط، بل افتعلت بعض الملفات لتصبح الذريعة للتدخل في شؤون الدول العربية، وفي الفترة الماضية نشرت أفلاماً وفيديوهات مفبركة تدين فيها الدول العربية بعدم احترام حقوق الإنسان، ما يؤكد إصرارها على بث السموم بالمنطقة.
كما أن السلوك الإعلامي لقناة «الجزيرة» إنما يأتي ضمن النهج الذي يسير عليه إعلام الدوحة، وهو نهج قائم على أساسين: الأول الإسقاط، والثاني إنكار الواقع، والإسقاط في السياسة والإعلام يقوم على عدم رؤية أي مشهد أو صورة في الواقع معزولة عن رغبة وأهواء الجهات القائمة عليه، وفي قطر نظام الحمدين، ويمكن لأي متابع أو باحث أن يرصد الإسقاط في الإعلام القطري الحالي، وذلك من خلال ما تقدمه وسائل الإعلام القطرية خصوصاً قناة «الجزيرة»، التي اتخذت حالياً من طهران مرتعاً ومدرسة لها من تقارير ومقالات وفبركات لا علاقة لها بالواقع، وتعكس في الحقيقة ما تتصف به السياسة القطرية التخريبية التي تحاول وسائل الإعلام القطرية إلصاقها بالدول المقاطعة والداعمة لمكافحة الإرهاب، لاسيما الإمارات والسعودية.