سلمان بحث مع الحريري الأوضاع على الساحة اللبنانية. أي.بي.إيه

القوى السياسية اللبنانية تسعى إلى التهدئة بعد استقالة الحريري

أجمعت القوى السياسية اللبنانية على الدعوة إلى التهدئة على الساحة الداخلية بعد يومين على استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري المفاجئة، التي أثارت خشية من توتر ومن مواجهة إيرانية سعودية في البلد الصغير، فيما أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، أن الاستقرار «خط أحمر».

وعقد الرئيس اللبناني اجتماعاً أمنياً أشاد خلاله بتهدئة القوى السياسية للساحة الداخلية. وأكد عون، وفق ما ورد في تغريدة على حساب رئاسة الجمهورية على «تويتر»، أن «تجاوب كل القيادات السياسية مع دعوات التهدئة يعزز الاستقرار الأمني ويحفظ الوحدة الوطنية». وقال إن «الوحدة الوطنية تبقى الأساس للمحافظة على الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وكل الجهود يجب أن تنصب على المحافظة على هذه الوحدة، لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن».

وأعلن الحريري في خطاب متلفز استقالته من منصبه الذي كان تسلمه بموجب تسوية سياسية بين الأفرقاء اللبنانيين أتت أيضاً بميشال عون، حليف «حزب الله» رئيساً. وهاجم الحريري في كلمته كلاً من إيران وحزب الله.

واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الحريري في الرياض أمس، واستعرضا الأوضاع على الساحة اللبنانية.

وشكلت استقالة الحريري مفاجأة سواء لحلفائه أو خصومه السياسيين في لبنان.

ولم يقبل عون حتى الآن استقالة الحريري على اعتبار أنه ينتظر عودته من السعودية لاستيضاح الأسباب، ويبني بالتالي «على الشيء مقتضاه». وبمجرد موافقة رئيس الجمهورية عليها، تتحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال. ولطالما كان تشكيل الحكومات في لبنان أمراً صعباً، لا سيما خلال السنوات الأخيرة مع الانقسام العميق السائد، خصوصاً بين فريق الحريري المدعوم من السعودية وفريق حزب الله المدعوم من إيران. كما أن تقاسم الحصص الطائفية وتوزيع المناصب هو دائماً محور خلافات وتجاذبات.

ووسط خشية من أن تؤجج الاستقالة الوضع اللبناني الهش والمعقد، سعت القوى السياسية اللبنانية وعلى رأسها «حزب الله» إلى تدارك الأمور داعية إلى التهدئة. وتخوف محللون وسياسيون من توتر على الأرض إثر استقالة الحريري، كما سرت تكهنات عن احتمال تأثر وضع الليرة اللبنانية بالتطور المفاجئ.

ودعا الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله أول من أمس، في خطاب للتعقيب على استقالة الحريري إلى «عدم الإصغاء الى التهويلات والشائعات»، وقال «أدعو اللبنانيين إلى عدم الخوف، ليس هناك ما يدعو إلى القلق».

ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «تهدئة النفوس». وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط «أكثر من أي وقت مضى، فإن المرحلة تتطلب الهدوء واحترام الدستور والمؤسسات».

وأكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن الليرة اللبنانية ستبقى مستقرة، مشدداً على أن الأزمة الحالية سياسية وليست نقدية.

ولطالما شكل لبنان مسرحاً يعكس الصراعات في المنطقة. ويتلقى «حزب الله» دعماً سياسياً وعسكرياً كبيراً من إيران، وهما يساندان النظام السوري في الحرب الدائرة على أرضه. ورفض الحريري على الدوام مشاركة «حزب الله» عسكرياً في الحرب السورية.

الأكثر مشاركة