عباس يؤكد في ذكرى وفاة عرفات: «لا دولة في غزة.. ولا دولة دون غزة»
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، المضي في تحقيق المصالحة الفلسطينية «وصولاً إلى سلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد»، قائلاً إنه «لا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة»، في حين أحيت حركة «فتح» ذكرى رحيل الزعيم ياسر عرفات، للمرة الأولى في غزة منذ 10 سنوات.
وتفصيلاً، قال عباس، في كلمة وجهها عبر الهاتف للمشاركين في إحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس السابق عرفات، إن «التمكين الكامل لحكومة الوفاق الفلسطينية في قطاع غزة، والتنفيذ الدقيق لاتفاق القاهرة الأخير للمصالحة، سيقودان حتماً إلى تخفيف المعاناة، وبعث الأمل لمستقبل أفضل لنا جميعاً».
وشدّد عرفات على أنه «لا يوجد من هو أحرص منا على شعبنا في قطاع غزة، فنحن شعب واحد، مصيرنا واحد، ولا يقبل القسمة والتجزئة، ولا دولة في غزة، ولا دولة دون غزة».
وأحيت حركة «فتح»، التي يتزعمها عباس، أمس، الذكرى السنوية الـ13 لرحيل الزعيم ياسر عرفات، بمهرجان جماهيري حاشد في غزة لأول مرة منذ 10 أعوام، إثر سيطرة حركة «حماس» على القطاع.
حلس: المصالحة الفلسطينية خيارنا الوحيد، ولها وجهة واحدة، هي السير للأمام، ولن نعود إلى مربع الانقسام. |
واحتشد عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، لحضور المهرجان، وأغلبهم يرتدون الكوفية التي ميزت عرفات، ويرفعون الأعلام الفلسطينية، وصور عرفات وعباس ورايات الحركة.
ووقّعت حركتا فتح وحماس في 12 من الشهر الماضي، اتفاقاً للمصالحة برعاية مصرية في القاهرة، لتمكين حكومة الوفاق المشكلة منذ منتصف عام 2014 من تسلّم كامل مهامها في قطاع غزة، سعياً لإنهاء الانقسام الداخلي.
وأكد عضو اللجنة المركزية لفتح مسؤولها في قطاع غزة أحمد حلس، خلال المهرجان، أن «المصالحة الفلسطينية خيارنا الوحيد، ولها وجهة واحدة، هي السير للأمام، ولن نعود إلى مربع الانقسام». وقال حلس «سنمضي في طريقنا نحو تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، وسنتجاوز العقبات، وسنذللها بإرادة شعبنا، وحرصاً على مصالحه».
وأكد القيادي في حزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، في كلمة الفصائل الفلسطينية خلال المهرجان، خيار تحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي «مهما كانت العقبات».
وقال العوض إن «مسيرة المصالحة تتقدم، ولايزال المواطنون ينتظرون أن يتلمسوا ثمارها، فالإرادة الحقيقية لإنهاء الانقسام حاضرة لدى الجميع». وأضاف «نؤكد أن المخاطر التي تتهدد قضيتنا كبيرة، في ظل ما تشهد المنطقة من تغيرات متلاحقة تهدد قضيتنا الفلسطينية، ما يتطلب من الجميع العمل الجاد في سبيل المصالحة الوطنية». وهذه أول مرة تسمح «حماس» بإحياء ذكرى عرفات منذ 2007. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها «حماس» إياد البزم، في تصريح صحافي إنه «تم استكمال الترتيبات كافة، بين وفد من قيادة حركة فتح والأجهزة الأمنية، بما يضمن إقامة المهرجان بشكل يليق بشعبنا وبالذكرى».
وأضاف البزم أن «الأجهزة الأمنية والشرطية (أجرت) ترتيباتها لتأمين وتسهيل إقامة المهرجان».
ويتولى تأمين المهرجان من الداخل مئات من رجال الشرطة والأمن من عناصر «فتح»، يرتدون سترات صفراء مميزة، كتب عليها «فتح»، في حين يتولى عناصر شرطة «حماس» تأمينه من الخارج وفي الشوارع المؤدية إلى ساحة السرايا.
وكان عرفات توفي في 11 نوفمبر عام 2004 في مستشفى في باريس، بعد تدهور فجائي في صحته، إثر حصار إسرائيل له لأعوام عدة في رام الله.