المعارضة السورية تؤكد ضرورة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية
أكدت المعارضة السورية الرئيسة رفضها أي دور لرئيس النظام السوري بشار الأسد، في بداية فترة انتقالية ترعاها الأمم المتحدة، وتؤدي إلى تحول سياسي. وبالتزامن مع موقف المعارضة، شنت المقاتلات الحربية السورية أكثر من 40 غارة جوية على بلدات الغوطة شرق العاصمة دمشق، خلّفت قتلى وجرحى بينهم أطفال.
وتفصيلاً، قالت المعارضة السورية في ختام اجتماعاتها بالعاصمة السعودية الرياض، أمس، في بيان «أكد المجتمعون على أن ذلك (الانتقال) لن يحدث دون مغادرة بشار الأسد وزمرته ومنظومة القمع والاستبداد عند بدء المرحلة الانتقالية».
وألقت المعارضة السورية الرئيسة المسؤولية على حكومة بشار الأسد، في عدم تحقق تقدم في محادثات السلام التي جرت في جنيف.
وقالت المعارضة في بيانها، إن العملية السياسية «لم تحقق الغاية المرجوة منها، بسبب انتهاكات النظام المستمرة للقانون الدولي»، وأشارت إلى قصف مناطق مدنية، وحصار مناطق تحت سيطرة المعارضة، واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين.
من جهتها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية لرئيس النظام السوري، بثينة شعبان، إن محادثات السلام المزمع عقدها بين الأطراف السورية لن تنجح، إلا إذا أنهت جماعات المعارضة حربها ضد الحكومة.
وأضافت بثينة في تصريحات لوكالة أنباء روسية، نقلتها وسائل إعلام رسمية سورية، «إن نجاح المؤتمر يعتمد على إدراك جماعات المعارضة المختلفة، أن الوقت قد حان لوقف العنف وإلقاء أسلحتها، والانخراط في حوار وطني يؤدي إلى تسوية شاملة لجميع المسائل المتصلة بالأزمة الراهنة».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التقى الأسد، وأيضاً رئيسي، إيران حسن روحاني، وتركيا طيب أردوغان، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود هذا الأسبوع، في إطار جهود دبلوماسية للتحضير لمؤتمر بين الحكومة السورية والمعارضة.
وقال بوتين إن المؤتمر سيشمل وضع إطار للهيكل المستقبلي للدولة السورية، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي موسكو، أعلن «الكرملين»، أمس، أنه يبذل جهوداً مكثّفة لتنظيم اجتماع في روسيا بين النظام السوري والمعارضة، رغم «تحفظات» أنقرة، التي تعارض مشاركة فصائل كردية مقاتلة في عملية تسوية النزاع السوري.
وأعلن الناطق باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف، للصحافيين «نعلم أن شركاءنا الأتراك لديهم تحفظات حيال موضوع بعض القوى التي يعتبرون أنها تشكل تهديداً لأمنهم». وأضاف: «لكن هذا لا يعني أن العمل لن يجري، يقوم خبراؤنا بعمل مكثف لكي يقرروا ويتفقوا على لوائح (المشاركين)»، موضحاً أن هذا المؤتمر يضم النظام السوري والمعارضة، وسينظم «في المستقبل القريب»، لكن من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
ميدانياً، شنّت المقاتلات الحربية السورية أكثر من 40 غارة جوية على بلدات الغوطة شرق العاصمة دمشق، أمس، خلّفت قتلى وجرحى بينهم أطفال.
وقال إبراهيم أبومحمد، من الدفاع المدني لغوطة دمشق، إن الطائرات الحربية السورية قصف بلدات دوما وعربين وحمورية وحرستا وزملكا ومديرا وكفربطنا وعين ترما وجسرين وحي جوبر شرق دمشق، ما أدى إلى مقتل سبعة، بينهم أربعة أطفال، وإصابة أكثر من 27 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة.
وأضاف أبومحمد أن تلك الغارات أحدثت دماراً كبيراً في المناطق التي استهدفتها، وأصبحت فرق الدفاع المدني في خطر، بسبب معاودة تلك الطائرات قصف المنطقة التي تقصفها، ما يتسبب في سقوط ضحايا بشكل أكبر، قائلاً: «لم يتمكن عناصرنا من العمل في المناطق التي تعرضت للقصف تحسباً لمعاودة قصفها مرة أخرى».
وقالت مصادر إعلامية مقرّبة من القوات الحكومية، إن «سلاح الجو الحربي في الجيش السوري استهدف مواقع التنظيمات المسلحة في بلدات الغوطة الشرقية، كما استهدف تحركات المسلحين في المنطقة برمايات صاروخية ومدفعية».
ووثّق الدفاع المدني في الغوطة الشرقية خلال الأسبوع الجاري تنفيذ الطيران الحربي السوري والروسي أكثر من 140 غارة جوية، وأكثر من 2000 قذيفة مدفعية وصاروخية.