قطر مستعدة لطرد معارضين تشاديين مقابل تطبيع العلاقات مع نجامينا
أعربت قطر عن استعدادها لطرد معارضين تشاديين من على أراضيها، مقابل تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع نجامينا، بعد جهد قطري دؤوب لإسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي.
وقالت مصادر سودانية، أمس، إن قطر أعربت عن استعدادها لطرد معارضين تشاديين من على أراضيها.
ونقل الإعلام السوداني عن مصادر دبلوماسية، بعد يومين من زيارة استغرقت 24 ساعة، أجراها الرئيس عمر البشير إلى تشاد، بمناسبة الذكرى الـ27 لوصول رئيس البلد الأخير، إدريس ديبي، إلى الحكم، أن قطر أعربت عن استعدادها لطرد معارضين تشاديين من على أراضيها
وخلال الزيارة، تباحث الرئيسان حول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وعدد من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق الإعلام السوداني، الذي منح لرئيس بلاده دور الوسيط في النزاع بين تشاد وقطر.
وتتهم نجامينا الدوحة بدعم متمردين تشاديين لزعزعة استقرارها، ما دفعها في أغسطس الماضي إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية معها، وإغلاق سفارتها بالبلد الخليجي.
وأنكرت الدوحة من جهتها، تقديمها الدعم للمتمردين التشاديين، الذين يقيم عدد من قياداتهم على أراضيها، معربة عن استعدادها لطردهم من على أراضيها مقابل تطبيع العلاقات مع نجامينا، وفق المصادر الدبلوماسية نفسها.
استعدادٌ يستبطن التناقض ذاته الذي يحكم المواقف الدبلوماسية القطرية، بحسب مراقبين يرون أن التناقض جعل الدوحة تدين نفسها بنفسها، ويثبّت عليها تهم زعزعة استقرار الدول وتمويل الإرهاب، وهي الأسباب نفسها التي قادت دول جوارها إلى قطع علاقاتها معها قبل نحو ستة أشهر.
فمع أن غضب تشاد من قطر بلغ ذروته مع إغلاق سفارتها التي افتتحتها بالدوحة في 2010، كان يعني في الأعراف الدبلوماسية أن التوتر بلغ مرحلة اللاعودة، وكان بإمكان الدوحة حينذاك القيام بخطوة طرد المتمردين، وهو المطلب البديهي لنجامينا، غير أنها لم تفعل.
ويعني استعداد الدوحة لفعل ذلك في هذا التوقيت بالذات أن قطر باتت تبحث، يائسة، عن تطبيع العلاقات مع أكبر عدد من الدول التي كانت تقاطعها، حتى لا توسع دائرة البلدان المقاطعة لها من ناحية، وترك خياراتها مفتوحة في وقت تقلصت فيه إلى أدناها مع دول جوارها، من ناحية أخرى.
وتقول مصادر متطابقة قريبة من الملف، إن قطر وجماعات متشددة في طرابلس الليبية دعمت مجموعة تشادية متمردة، بقيادة تيمان إرديمي، متمركزة بمنطقة الجفرة الليبية.
وفسرت تشاد في بيانها الصادر يوم 23 أغسطس الماضي، استدعاء سفيرها لدى الدوحة وقطع علاقاتها الدبلوماسية نهائياً معها، بـ«التورط المستمر لقطر في محاولات زعزعة استقرار تشاد انطلاقاً من ليبيا».
وما حدث على الأرض هو أن الأمن التشادي اعترض على أراضيه، في 18 أغسطس الماضي، قافلة لمهربي السلاح تربط جنوب غرب ليبيا بدارفور غرب السوداني، غير أن المهربين استثمروا تفوقهم العددي، وهاجموا القوات التشادية، ما أسفر عن مقتل أربعة من جنودها.
وعلى الفور، اتهم الرئيس التشادي قطر بالوقوف وراء الحادثة، وبمحاولة زعزعة استقرار البلد الإفريقي، مستنداً في ذلك على وجود متمردين يقودهم المعارض التشادي المتمركز بليبيا، محمد حسان بولماي، المقرب من ميليشيات مصراتة، التي دعمت الدوحة بعض عناصرها غداة سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011.