غضب وإضراب شامل في الأراضـي الفلسطينية احتجاجاً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصــمة لإسرائيل
عمّ الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس، واندلعت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية احتجاجاً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، ودعت حركة «حماس» إلى انتفاضة جديدة رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتفصيلاً، خرجت تظاهرات في المدن الفلسطينية كافة، وأغلقت المدارس والمحال التجارية أبوابها، وأعلنت القوى الوطنية إضراباً شاملاً في أنحاء الوطن، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في المسيرات والاحتجاجات في مراكز المدن. كما أعلن عن تعطيل الدوام في جميع المدارس والجامعات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس، احتجاجاً على القرار الأميركي وللتأكيد أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
واندلعت بعد ظهر أمس مواجهات بين المئات من الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، خلال محاولة الجنود قمع المسيرات التي انطلقت رفضاً لقرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، بدأ عشرات الشبان الفلسطينيين مواجهات مع الجيش الاسرائيلي بالقرب من حاجز قريب. واطلق الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه الشبان الملثمين الذين قاموا بالقاء الحجارة باتجاه قواته.
وقالت مصادر فلسطينية إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بالاختناق بالمواجهات المتفرقة مع جنود الاحتلال عقب اقتحامهم وسط مدينة الخليل، فيما احتشد مئات المواطنين في مسيرة جابت شوارع طولكرم وسلفيت شمال الضفة.
واندلعت أيضاً مواجهات مع قوات الاحتلال في أنحاء مخيم العروب شمال الخليل، بعد فعالية مندّدة بقرارات ترامب.
كما شددت قوّات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في أنحاء متفرقة من المحافظة.
وفي طولكرم جاب مشاركون في مسيرة شوارع المدينة، قبل أن تستقر عند ميدان عبدالناصر، حيث ألقيت الكلمات التي أكدت على عروبة القدس وإسلاميتها.
كما تحولت المسيرة إلى مواجهات عند المدخل الغربي لطولكرم تزامناً مع خروج طلبة جامعة خضوري في مسيرة، إذ اشتبكوا مع الجنود غربي المدينة.
وحولت شرطة الاحتلال المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية ونشرت قواتها الخاصة و«حرس الحدود» ووحداتها المختلفة بكثافة في الشوارع والطرقات ومداخل المدينة، وفي محيط البلدة القديمة، وعند أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وفي بيت لحم أصيب تسعة فلسطينيين بجروح جراء اصطدام شاحنة إسرائيلية بعدد كبير من المركبات في المدينة. وأكد المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، المقدم لؤي ارزيقات، أن السائق لاذ بالفرار باتجاه شارع رأس بيت جالا، وأن الشرطة باشرت التحقيق بالحادث.
وفي غزة، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي والعديد بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في المواجهات التي اندلعت بعد ظهر أمس شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وطاردت قوّات الاحتلال الشبان من منطقة باب الزاوية وفي الشوارع المحيطة وصولاً إلى منطقة دواري الصّحة والمنارة.
كما اندلعت مواجهات مع الاحتلال في منطقة دوار ابن رشد وسط المدينة فرّقت خلالها قوّات الاحتلال تجمّعاً للفلسطينيين وفعالية مناهضة لقرارات الرئيس الأميركي. كما اندلعت مواجهات في عدد من نقاط التماس مع القوات الإسرائيلية، تحديداً شرق مخيم البريج وسط القطاع.
في الأثناء، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية: «هذه السياسة الصهيونية المدعومة أميركياً لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة»، مضيفاً «نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال، لا توجد اليوم أنصاف حلول». وقال هنية إن ترامب «سيندم ندماً شديداً على هذا القرار».
وأضاف هنية أن عملية السلام «قبرت» للأبد بعد إعلان ترامب.
من جهته، سعى ترامب لتبني نبرة مهادنة بعد قراره، فأكد أن «الولايات المتحدة مصممة على المساهمة في تسهيل إبرام اتفاق سلام مقبول من الطرفين»، مضيفاً «أنوي بذل كل ما استطيع للمساعدة على إبرام اتفاق من هذا النوع».
لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر أن موقف ترامب يمثل «إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام».
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، أن ترامب «ارتبط إلى الأبد بتاريخ القدس»، حسب تعبيره.