تمرد على نظام الرئيس ديبي بدعم من الدوحة
تيمان أرديمي.. ورقة قطر لإسقاط نظام تشاد
أكد مقربون من السياسي التشادي المتمرد تيمان أرديمي أنه لايزال يقيم في الدوحة، واستبعدوا بشدة أن تُقْدم قطر على مقايضته لاستعادة العلاقة مع إنجمينا، لأنه يمثل ورقة النظام القطري لتحقيق مشروعه في غرب إفريقيا.
أرديمي الذي تراهن عليه الدوحة لتحقيق أجندتها التمددية، لا يحظى بقبول أو سند لدى الأوساط التشادية، فكثير من الناشطين لا يثقون بنواياه النضالية، ويعتبرونه مجرد انتهازي يستقوي بقطر لمواجهة النظام الذي صنعه. |
وتيمان أرديمي، سياسي تشادي، تمرد على نظام الرئيس إدريس ديبي في 2006، واختار المقاومة المسلحة بعد تأسيس جيش من أبناء قبيلته (الزغاوة).
وتمكن من دخول العاصمة إنجمينا، بمعاونة حركة محمد نوري الشهيرة في 2008، لكنه فشل في الاستيلاء على الحكم، وتدرج إلى أن انتخب رئيساً للمعارضة التشادية المسلحة.
وعقب المصالحة التي جرت بين السودان وتشاد في 2009 غادر تيمان إلى قطر، التي ظلت تؤويه وتدعمه لتقويض نظام الحكم في إنجمينا.
وخلافاً لما راج خلال الأيام الماضية بمغادرة تيمان قطر إلى وجهة غير معلومة، أكد مقربون منه لـ«بوابة العين الإخبارية» أنه لايزال يقيم في الدوحة، واستبعدوا بشدة أن تقدم قطر على مقايضة تيمان لاستعادة العلاقة مع إنجمينا، لأنه حسب توصيفهم «يمثل ورقة النظام القطري لتحقيق مشروعه في غرب إفريقيا».
ولد تيمان أرديمي في العاصمة التشادية إنجمينا في 1955، ونشأ في مدينة أبشي شرق تشاد، التي تسكنها قبائل «الوداي»، ودرس بها المراحل الابتدائية والمتوسطة، قبل أن يغادر إلى تونس وينال درجة البكالوريوس في الجغرافيا سنة 1978، والماجستير في تعمير الأراضي 1980.
وتقول سيرته الذاتية إنه ذو نزعه إسلامية، ويرفض علمانية النظام في بلاده.
ويعتبر تيمان - الذي تربطه صلة رحم قوية بالرئيس إدريس ديبي - من الكوادر الإدارية القوية، حيث عمل موظفاً في مصانع قطن تشاد في 1982-1992، وتدرج فيها حتى وصل إلى رئيس مجلس إدارة قطن تشاد.
وكانت لتيمان علاقة قوية بالرئيس ديبي، الذي آثر أن يقربه منه بتعيينه مديراً لمكتبه خلال الفترة من 1993 إلى 1997، ودخل في خلاف مع ديبي، إلى أن أعلن تمرده في 2006، بعد تكوين جيش حشد له أبناء عشيرته (الزغاوة)، تحت لواء «القوى من أجل التغيير» خلال الفترة بين 2006 و2009، وانتخب رئيساً للمعارضة التشادية المسلحة، التي اندمجت في «اتحاد القوى للمقاومة».
وبعد أن تلقت قطر صفعة من النظام التشادي، نتيجة دعمها وإيوائها المعارضة المسلحة، بدأت تروج الآن إلى استعدادها لإبعاد تيمان أرديمي وآخرين مناوئين للرئيس ديبي، بغرض استعادة العلاقات المقطوعة، وسرت معلومات بمغادرة تيمان الدوحة، ولكنّ مقربين منه قطعوا باستحالة تخلي النظام القطري عن الرجل الأول في المعارضة التشادية، باعتباره ورقة رابحة لتحقيق مشروعه في المنطقة.
وتيمان الذي تراهن عليه الدوحة لتحقيق أجندتها التمددية، لا يحظى بقبول أو سند لدى الأوساط التشادية، فكثير من الناشطين التشاديين لا يثقون بنواياه النضالية، ويعتبرونه مجرد انتهازي يستقوي بقطر لمواجهة النظام الذي صنعه.
وقال الناشط التشادي بخاري اليون، تعليقاً على إعلان تيمان العودة للمقاومة المسلحة: «تيمان ليس له مكان في الساحة التشادية، فهو من صنع النظام، ولن تمر علينا أكذوبته مرة أخرى، لا نريد المندسين باسم الثورة».
بدوره، قال الناشط التشادي إبراهيم الراشدي: «لن نثق بتيمان أرديمي بعد الانشقاق الذي أحدثه في المعارضة سنة 2008».
وكانت تشاد أغلقت سفارة قطر في أغسطس الماضي، بعد أن قطعت مصر والسعودية والبحرين والإمارات وعدد آخر من الدول العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، بسبب تورط الدوحة في زعزعة أمن واستقرار البلاد.
وقالت وزارة الخارجية التشادية في بيان حينها، إن قرار السلطات التشادية يأتي بسبب محاولات قطر المتواصلة وتورطها في زعزعة استقرار البلاد، انطلاقاً من ليبيا.
وأوضحت أن قرار إغلاق السفارة يهدف إلى الحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية التشادي، حسين إبراهيم طه، إن تشاد أغلقت في الوقت نفسه بعثتها الدبلوماسية في الدوحة، وأعادت موظفيها إلى بلادهم.
وأضاف أن «تشاد تطالب قطر بوقف جميع الأعمال التي يمكن أن تقوض أمنها، وكذلك الدول المجاورة لبحيرة تشاد ومنطقة الساحل»، من أجل حماية السلام والاستقرار في المنطقة.
ويأتي قطع تشاد لعلاقاتها مع قطر، في ظل اتهامات متزايدة للدوحة بدعم تنظيمات متشددة وتقويضها للإرهاب في أكثر من بلد.
وكانت قطر أعربت عن استعدادها لطرد معارضين تشاديين من على أراضيها، مقابل تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إنجمينا، بعد جهد قطري دؤوب لإسقاط نظام الرئيس إدريس ديبي.
ونقل الإعلام السوداني عن مصادر دبلوماسية، بعد يومين من زيارة استغرقت 24 ساعة، أجراها الرئيس عمر البشير إلى تشاد، بمناسبة الذكرى الـ27 لوصول ديبي إلى الحكم، أن قطر أعربت عن استعدادها لطرد معارضين تشاديين من على أراضيها
وخلال الزيارة، تباحث الرئيسان حول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وعدد من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق الإعلام السوداني الذي منح لرئيس بلاده دور الوسيط في النزاع بين تشاد وقطر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news