4 شهداء أحدهم مقعد.. في مــواجهات «جمعة النفير والغضب» بـ «الضفة» والقــدس وغزة

شهدت مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، وأطراف قطاع غزة، أمس، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد الصلاة، في «جمعة النفير والغضب»، في وجه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إذ استشهد شاب فلسطيني، متأثراً بعيار ناري في الصدر، خلال المواجهات في بلدة عناتا القريبة من القدس، وآخر شمال بلدة البيرة بالضفة، في حين استشهد شابان، أحدهما على مقعد متحرك، بعيارين ناريين في الرأس، خلال مواجهات في شرق غزة مع قوات إسرائيلية متمركزة خلف السياج الفاصل، فيما قالت وزارة الصحة إن أكثر من 2000 فلسطيني أصيبوا، خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي المستمرة منذ أسبوع.

وتفصيلاً، اندلعت المواجهات للجمعة الثانية، أمس، ولليوم الثامن على التوالي، رفضاً لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد تظاهرات انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة، عند حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، وفي عدد من قرى رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم وطولكرم وجنين وقلقيلية.

وأكدت مصادر مصادر طبية وأمنية فلسطينية استشهاد باسل مصطفى إسماعيل (24 عاماً)، إثر إصابته بعيار ناري في الصدر، خلال مواجهات في بلدة عناتا الملاصقة لمدينة القدس.

وذكرت مصادر محلية أن عدداً من الشبان أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات المتواصلة مع قوات الاحتلال، فيما رد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة. وشهد الجزء الشرقي من القدس مواجهات مماثلة، عقب تظاهرة خرجت، رفضاً للقرار الأميركي. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد كثفت من انتشارها في نقاط التماس بالضفة الغربية، وفي شوارع مدينة القدس، تحسباً لاندلاع مواجهات بعد صلاة الجمعة.

وتوافد عشرات آلاف المقدسيين إلى ساحات المسجد الأقصى، أمس الجمعة، في ظل إجراءات مكثفة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ونشرها حواجز عسكرية في أرجاء مدينة القدس المحتلة. واعتدت قوات الاحتلال على بعض الموجودين في باب العامود، وعند مداخل الأقصى، كما حصلت مواجهات مع المصلين، وأصيب العشرات منهم بإصابات مباشرة في الرأس.

وفي البيرة القريبة من القدس المحتلة، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، بعد طعنه جندياً إسرائيلياً في مواجهات بالمدينة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال قامت بعد إطلاق النار على الشاب الفلسطيني، بمنع طواقم الإسعاف من تقديم العلاج للشاب، «وقد باغتتها مجموعة من الشبان والمتطوعين واستطاعت تهريب الشاب ونقله إلى داخل مدينة البيرة حيث فاضت روحه».

وقالت تقارير إسرائيلية إن الشاب نفذ عملية طعن، وإنه أصاب أحد الجنود الذين كانوا يشاركون في قمع مسيرة في منطقة البالوع بجروح.

في الأثناء، قالت مصادر إن المواجهات مع جيش الاحتلال على أطراف قطاع غزة وفي الضفة الغربية، أمس، أسفرت عن إصابة نحو 350 فلسطينيا.

وفي غزة، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في بيان، «استشهد الشاب إبراهيم أبوثريا (29 عاماً)، بطلق في الرأس، خلال مواجهات مع الاحتلال شرق غزة». وتناول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه أبوثريا الذي فقد كلا ساقيه في حادثة سابقة، وهو يحمل العلم الفلسطيني، ويردد المتظاهرون خلفه هتافات، من بينها «باب الأقصى من حديد ما بيفتحه إلا الشهيد».

وجاء الإعلان عن استشهاده بعد أقل من ساعة من استشهاد الشاب ياسر سكر، (32 عاماً)، برصاص الاحتلال، خلال المواجهات شرق مدينة غزة.

وكان عشرات الآلاف قد تظاهروا، أمس، في القطاع، رفضاً لاعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وخرج المشاركون في صلاة الجمعة في مسيرات عدة، انطلقت من جميع مناطق قطاع غزة باتجاه شارع صلاح الدين، على طول الحدود الشرقية للقطاع، تلبية لدعوة من لجنة الفصائل الفلسطينية. وشارك قياديون من الفصائل الفلسطينية كافة في التظاهرات، بينما حمل المشاركون لافتات كتب على إحداها «فليسقط القرار الأميركي، القدس كلها لنا».

وتوجه مئات الشبان إلى الشريط الحدودي شرق القطاع، حيث عبّروا عن غضبهم عبر رشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح أمس، أن أكثر من 2000 فلسطيني أصيبوا خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، المستمرة منذ أسبوع، عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبحسب بيان وزارة الصحة، فإن عدد الإصابات في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، بلغ 2468 جريحاً، نقل 514 منهم إلى المستشفيات، بينما بلغ عددهم 301 شخص في قطاع غزة.

وأوضحت أن 152 شخصاً أصيبوا بالرصاص الحي في الضفة الغربية، و111 شخصاً في قطاع غزة، بينما كانت الإصابات المتبقية نتيجة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي أو السقوط والدهس. من جهة أخرى، أطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلي نيران رشاشاتها، أمس، صوب مراكب الصيادين ببحر بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية إن إطلاق النار لم يؤدِ إلى إصابات في صفوف الصيادين، الذين كانوا يعملون ضمن المنطقة المسموح الصيد بها. وتنفذ سلطات الاحتلال اعتداءات يومية على الصيادين، تبدأ بإطلاق النار، ومصادرة المراكب، إضافة إلى الاعتقالات المتواصلة بحقهم. من جهة أخرى، أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فتح معبر بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة في الاتجاهين، بعد إغلاقه ليومين.

وكانت القوى والفصائل الفلسطينية قد أعلنت أن يوم الجمعة «يوم نفير وغضب»، احتجاجاً على قرار ترامب.