مخطط إسرائيلي كبير لإقامــة 3مستوطنات جديدة في الأغوار
أعلنت وزارة الاستيطان الإسرائيلية والصندوق القومي الإسرائيلي، أمس عن خطة استيطانية في مناطق غور الأردن تشمل مضاعفة أعداد المستوطنين هناك وإقامة ثلاث مستوطنات جديدة. في حين أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للرئيس الفلسطيني محمود عباس، دعم السعودية قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، بعد يومين من الفيتو الأميركي في مجلس الأمن بشأن القدس، وعشية تصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن وزير الإعمار الإسرائيلي قدم مسودة تتضمن إقامة ثلاث مستوطنات لـ10 آلاف شخص في وادي الأردن.
وذكرت أن منطقة الأغوار توجد فيها 20 مستوطنة يعيش فيها 4500 مستوطن، وأن الهدف من الخطة هو زيادة عدد المستوطنين هناك.
غير أن الصحيفة أشارت إلى عدم توافر تراخيص البناء لهذه المستوطنات حتى الآن. كما لم تعتمد موازنة لهذا المشروع.
ويعيش في الضفة الغربية والقدس أكثر من 600 ألف مستوطن يهودي. ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة في هذه المنطقة عاصمتها القدس الشرقية.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي المستوطنات الإسرائيلية عائقاً أساسياً في طريق حل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما تعتزم إسرائيل حسب تقارير إعلامية الدفع بمشروعات إقامة مساكن للمستوطنين شرق القدس للأمام، حيث ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مطلع ديسمبر الجاري، أن إسرائيل تعتزم إقامة 6000 وحدة سكنية هناك.
وفي حالة إتمام هذا المشروع فسيكون ذلك أول خطة تطوير كبيرة في القدس الشرقية منذ 20 سنة، حسبما رأت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
من ناحية أخرى، التقى العاهل السعودي في الرياض، أمس، الرئيس الفلسطيني.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الملك سلمان أكد لعباس خلال لقائهما في قصره في العاصمة «مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وتأتي الزيارة لتواكب التحركات الدبلوماسية الفلسطينية الهادفة الى مواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت الاثنين الماضي حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال الملك سلمان في خطاب أمام مجلس الشورى قبل أسبوع، إن من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد على «استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأميركي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني».
تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة خاصة طارئة نادرة اليوم، بناء على طلب دول عربية وإسلامية بشأن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن الجمعية العامة ستصوت على مشروع قرار يدعو إلى سحب إعلان ترامب.
وأضاف أنه يأمل أن يحصل مشروع القرار على «تأييد ساحق» في الجمعية العامة، وقرار كهذا غير ملزم لكنه يحمل ثقلاً سياسياً.
من جهته، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أنه سيسافر إلى نيويورك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال «نريد أن تعدل أميركا عن هذا القرار الخاطئ غير المقبول».
وأضاف في تصريحات أذيعت في بث مباشر على التلفزيون التركي «سندفع، إن شاء الله، بقرار في الجمعية العامة لمصلحة فلسطين والقدس».
وأكد أنه سيسافر إلى الولايات المتحدة من اسطنبول، حيث سينضم إليه وزير الخارجية الفلسطيني.
في السياق، أكد المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس بيير باتيستا بيتسابالا، أمس، أن اعتراف ترامب المثير للجدل حول مدينة القدس، سبب «توترات» مع اقتراب عيد الميلاد.
وقال إن الكنائس التقليدية ستواجه إشكالية محتملة في حال تقديم طلب متعلق بزيارة قد يقوم بها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الى الأماكن المقدسة في القدس خلال زيارة مقررة الشهر المقبل.
ونصح بيتسابالا بنس بأن «يستمع أكثر» الى الطوائف المسيحية الأخرى، بدلاً فقط من الاستماع الى المسيحيين الإنجيليين الذين ينتمي اليهم.
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة توتراً شديداً منذ قرار ترامب.
وقال بيتسابالا للصحافيين، إن الإعلان الأميركي «تسبب في توترات حول القدس وأدى الى تحويل الانتباه عن عيد الميلاد»، وهي فترة تشهد زيارة العديد من الحجاج إلى الأراضي المقدسة.
وأضاف أن الإعلان الأميركي تسبب في توترات في كل من مدينتي القدس وبيت لحم، وهي موقع مهم للمسيحيين ما أدى الى «اخافة العديد من الناس، ولهذا لدينا عدد اقل من الناس مما توقعنا»، مشيراً إلى «عشرات الالغاءات».
وكرر بيتسابالا، وهو أعلى مسؤول كاثوليكي في الشرق الأوسط، أن الكنيسة تعارض القرارات «أحادية الجانب» المتعلقة بمستقبل مدينة القدس.
وكان من المقرر أن تبدأ زيارة بنس الى مصر وإسرائيل، أول من أمس، لكن تم تأخيرها الى منتصف يناير المقبل ما يسمح لبنس بالبقاء في واشنطن في حال كان هناك حاجة لصوته في مجلس الشيوخ لإقرار اصلاحات ترامب الضريبية.
وأشار بيتسابالا إلى انه بينما لم يتقدم المسؤولون الأميركيون بطلب ليزور بنس الأماكن المقدسة في القدس مثل كنيسة القيامة، ولكن في حال قاموا بذلك الشهر المقبل، فإنها «مشكلة».
وكان قرار ترامب في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافاً للسياسة الأميركية التي كانت متبعة حتى الآن، اثار موجة تنديد عالمية وتظاهرات احتجاج في مختلف انحاء العالم الإسلامي.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها «الأبدية والموحدة» في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة. ويتطلع الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.