مستوطنون يقتحمون «الأقصى» بحماية جنود الاحتلال
«فتح» تدعو العرب إلى قطع العلاقات مع من ينقل سفارته إلى القدس
دعت حركة «فتح»، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إلى قطع العلاقات العربية مع الدول التي ستنقل سفاراتها إلى مدينة القدس المحتلة، في وقت اقتحم مستوطنون وعناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
ودعا الناطق باسم حركة «فتح» جمال نزال، إلى قطع العلاقات العربية مع الدول التي ستنقل سفاراتها إلى مدينة القدس.
إسماعيل هنية يعتبر قرار ترامب جزءاً من معركة كبرى، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. |
وحثّ دول العالمين العربي والإسلامي، على «التعامل مع الدول التي تغير موقفها من القدس على شكل الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، أو تنقل سفارتها إليها، معاملة تجعلها تشعر بخسارة كل حظوظها وعلاقاتها مع العرب والمسلمين».
وقال رداً على توجهات غواتيمالا لنقل سفارتها إلى القدس اعترافاً بها كعاصمة لإسرائيل، إن «المطلوب من الدول العربية أن تجعل المتطاولين على مكانتنا الحضارية وحقوقنا السياسية يدفعون ثمناً باهظاً».
وأضاف «علينا التعامل مع القدس كمسألة شرف، لا يجوز التغاضي عنها أو مهادنة المتطاولين عليها»، محذراً من «الإغراءات والضغوط التي تتعرض لها دول معينة لتغيير سياستها نحو القدس، ما يعطي العرب والمسلمين حقاً بنبذ ومحاسبة أي دولة قد ترتكب بحقهم هذه الإساءة».
في السياق، نددت الحكومة الأردنية، أمس، بقرار غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس، معتبرة انه «انتهاك صارخ للقانون الدولي»، و«يشجع إسرائيل على المضي بخرق القانون الدولي».
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن «قرار حكومة غواتيمالا هو قرار غير مسؤول، ومن شأنه أن يذكي أعمال العنف في المنطقة، ويشجع إسرائيل على المضي بخرق القانون الدولي».
من جهته، كتب وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، على صفحته على «تويتر»، «نرفض قرار غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس وندينه، فعلاً عبثياً مستفزاً وخرقاً لقرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار الجمعية العمومية». وكان رئيس غواتيمالا جيمي موراليس، أعلن الأحد الماضي، أن بلاده ستنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس. وقام رئيس غواتيمالا بهذا الإعلان بعد ثلاثة أيام على رفض ثلثي أعضاء الأمم المتحدة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل. واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن قرار غواتيمالا يشكل «عملاً مخزياً» وغير قانوني.
وفي غزة، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أمس، من مخاطر تمرير قرار ترامب الاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لإسرائيل.
وقال خلال لقاء مع الوجهاء والمخاتير في غزة، إن «القرار الأميركي جزء من معركة كبرى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية».
وبحسب هنية فإن قرار ترامب «جزء من معركة كبرى لتغيير معالم المنطقة كلها، وليس فقط الوضع الفلسطيني». وأدى القرار الأحادي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في السادس من ديسمبر إلى تظاهرات شبه يومية في الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون وعناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
ويتعمد المستوطنون تدنيس باحات المسجد الأقصى، واقتحامه في الساعة السابعة صباح كل يوم، مستغلين قلة أعداد المرابطين في مثل هذا الوقت، وحماية الشرطة الاحتلال.
من جهة أخرى، أصيب عشرات الطلبة الفلسطينيين، أمس، بحالات اختناق جراء إطلاق قوات إسرائيلية قنابل الصوت والغاز والرصاص داخل باحة مدرسة «عز الدين القسام» في بلدة يعبد جنوب غرب جنين بالضفة الغربية.
وقال مدير المدرسة طارق عمارنة، إن قوات الاحتلال اقتحمت ساحة المدرسة دون أي مبرر وأطلقت القنابل المسيلة للدموع والأعيرة النارية داخل الصفوف، خلال إجراء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، ما أدى إلى إصابة العشرات من الطلاب بحالات اختناق وهلع.
وأشار إلى أن طواقم إسعاف الهلال عملت على تقديم الإسعافات الأولية للطلبة، لافتاً إلى حدوث حالة من الفوضى أثرت في سير العملية التعليمية.
كما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة تم خلالها اعتقال 21 فلسطينياً، فيما اندلعت مواجهات خلال اقتحامها مدن ومخيمات الضفة. وسلّم الاحتلال بلاغات استدعاء لأربعة شبان من بلدة بيت أمر شمال الخليل، فيما اقتحمت قواته بلدة عزون شرق قلقيلية، واعتدت على مسنّة خلال تفتيش منزلها وطالبتها بتسليم نجلها، كما اندلعت مواجهات في بلدتي قباطية ورمانة قرب جنين.
وشملت حملة الدهم التي شنتها قوات الاحتلال بالإضافة إلى الاعتقالات تفتيش والعبث بمحتويات المنازل وتحقيقات ميدانية لمواطنين فلسطينيين ومصادرة ورشة حدادة ومخرطة بجنين، بزعم تصنيعها لأسلحة.
وزعم جيش الاحتلال أن المعتقلين مطلوبون لأجهزة الاحتلال الأمنية الإسرائيلية، حيث تم تحويلهم للتحقيق لدى الجهات الأمنية المختصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news