قرقاش: الاحتجاجات فرصة لطهران لتغليب مصلحة الداخل على مغامراتها العربية
تظاهرات حاشدة في إيران تنديداً بسياسات خامنئي وروحاني
خرجت، أمس، تظاهرات حاشدة في مدن إيرانية أبرزها مدينة مشهد ثانية أكبر مدن البلاد، للاحتجاج على ارتفاع الأسعار، والتنديد بسياسات المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني. في وقت أكد فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن الاحتجاجات في مشهد ومدن إيرانية أخرى، فرصة للمراجعة العاقلة، وتغليب مصلحة الداخل على مغامرات طهران العربية. وفي لقطات مصورة، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر محتجون في مشهد شمال غرب إيران، وهي واحد من أقدس المواقع لدى الشيعة، وهم يهتفون «الموت (للرئيس حسن) روحاني»، و«الموت للديكتاتور». وعادة كلمة الديكتاتور موجهة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وذكرت وكالة العمال الإيرانية، شبه الرسمية، ومواقع تواصل اجتماعي، أن مدناً أخرى شهدت احتجاجات في إقليم خراسان، منها نيشابور وكاشمر.
ولم يحقق بعد الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران مع قوى عالمية في 2015، للحد من برنامجها النووي مقابل رفع معظم العقوبات الدولية المفروضة عليها، نتائج اقتصادية للقاعدة العريضة من الناس تقول الحكومة إنها ستتحقق. ويعتبر روحاني أن هذا الاتفاق هو إنجازه المميز. ويعتقد الكثير من الإيرانيين أن وضعهم الاقتصادي لم يتحسن بسبب الفساد وسوء الإدارة.
ويقول مركز الإحصاءات الإيراني إن نسبة البطالة بلغت 12.4% في العام المالي الجاري، ما يمثل ارتفاعاً نسبته 1.4% عن العام الماضي. وهناك نحو 3.2 ملايين عاطل عن العمل في إيران، التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.
كما رفع المحتجون شعار: «انسحبوا من سورية وفكروا بنا»، و«لا للبنان ولا لغزة.. نعم لإيران»، في إشارة إلى تدخل طهران في البلدان العربية بدعم الميليشيات الطائفية مالياً ولوجستياً.
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء، وهي وكالة شبه رسمية، عن حاكم مشهد محمد رحیم نوروزیان، قوله إن «التظاهرات غير قانونية». وأضاف أن عدداً من المحتجين اعتقلوا، بسبب «محاولتهم إلحاق أضرار بممتلكات عامة». وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع للتواصل الاجتماعي شرطة مكافحة الشغب، وهي تستخدم مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، عن نوروزیان قوله إن الاحتجاجات نظمها «أعداء الجهورية الإسلامية»، و«مناهضو الثوريين».
ويتأجج الغضب في الشارع الإيراني، وسط ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية، بما في ذلك البيض، بنسبة من 30 إلى 40%، خلال الأيام الماضية. وقال موقع «إيران الحرة» إن قوات الباسيج هاجمت المتظاهرين في مشهد، في حين ذكرت الرواية الرسمية أن عدداً من المحتجين اعتقلوا. وكان خامنئي قال، أول من أمس، إن البلاد تواجه صعوبات بسبب «ارتفاع الأسعار والتضخم والركود»، وطلب من المسؤولين حل المشكلات بحزم.
في السياق، كتب قرقاش، في تغريدة على حسابه على «تويتر»، أمس، «الاحتجاجات في مشهد ومدن إيرانية أخرى فرصة للمراجعة العاقلة، وتغليب مصلحة الداخل على مغامرات طهران العربية، مصلحة المنطقة وإيران في البناء الداخلي والتنمية، لا استعداء العالم العربي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news