استشهاد 9 بهجوم إرهابي على كنيسة ومحل تجاري في حلوان
أعلنت وزارة الداخلية المصرية استشهاد تسعة بينهم أمين شرطة، وإصابة أربعة آخرين في هجوم إرهابي مسلح على كنيسة مارمينا ومحل تجاري بمنطقة حلوان جنوب القاهرة، وقد دانت الإمارات الهجوم الإرهابي، مؤكدة دعمها القوي لمصر ووقوفها الثابت إلى جانبها في مواجهة هذه الجرائم الخطيرة.
وتفصيلاً قال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مارمينا بحلوان تصدت لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة، حيث قامت القوات بالتعامل الفوري معه ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبط معه سلاح آلي وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، مشيراً إلى أن ذلك أسفر عن استشهاد أمين شرطة وستة مواطنين مصريين وإصابة أربعة آخرين من بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
وأوضحت وزارة الداخلية - في بيان أمس بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن المعلومات تشير إلى أن الإرهابي المشار إليه كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك.
وأضافت الوزارة أن الإرهابي من أبرز العناصر الإرهابية النشطة، وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمدنيين.
وأشار البيان إلى أن الإرهابي كان قد أطلق عدداً من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس، قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة، ما أسفر عن استشهاد مدنيين كانا داخل المحل وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وأعلن مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال، القبض على الإرهابي الثاني الهارب بعد إحباط محاولة الهجوم على الكنيسة.
وفرضت قوات الأمن طوقاً حول الكنيسة ومنعت مرور السيارات والمارة، فيما قامت قوات المفرقعات بتمشيط المنطقة وأبطلت العبوات الناسفة التي كان يحملها الإرهابي. من جهتها، طلبت وزارة الداخلية مراجعة اجراءات تأمين الكنائس على مستوى الجمهورية.
في غضون ذلك كلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة أمن الدولة العليا بمباشرة التحقيقات في الحادث الإرهابي.
وقد دانت الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا بحلوان، حيث قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها: إن «دولة الإمارات إذ تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية ورفضها المبدئي والدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب، تؤكد دعمها القوي لجمهورية مصر الشقيقة ووقوفها الثابت إلى جانبها في مواجهة هذه الجرائم الخطيرة».
وشددت على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تنال من عزيمة شعب مصر وإصراره على مواصلة التصدي بكل حسم للإرهاب الذي لا وطن له ولا دين ولا أخلاق، مؤكدة أن هذا الحادث الإرهابي يتنافى تماماً مع كل المبادئ والقيم الإنسانية والدينية.
وجدّدت الوزارة موقف الدولة الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق، وأيا كان مصدره ومنطلقاته.
وأعربت الوزارة عن تعازي دولة الإمارات لعائلات الشهداء ولحكومة وشعب مصر الشقيقة، وأمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
من جهته، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الهجوم الإرهابي على كنيسة مارمينا.
وأكد الأمين العام - في بيان اصدره أمس - دعم جامعة الدول العربية وتضامنها الكامل مع مصر في مواجهة الجرائم الإرهابية المتكررة، التي ترمي إلى زعزعة أمنها واستقرارها وبث الفرقة بين أبنائها.
وأكد أبوالغيط مجدداً ضرورة تكاتف وتضافر الجهود العربية والدولية لمكافحة الإرهاب على مختلف الأصعدة، وبالشكل الذي يكفل اجتثاثه من جذوره لأنه أصبح يهدد الجميع ولا يوجد بلد بمنأى عنه.
من جانبه، دان البرلمان العربي بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا. وشدد رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، في بيان، أمس، على أن «مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الميلاد لن تزيد الشعب المصري ونسيجه الاجتماعي إلا قوة وتماسكاً وعزيمة على اقتلاع الإرهاب من جذوره، وتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين والتصدي لإجرامهم».