«الحرس الثوري» ينتشر في الأقاليم الإيـــرانية لإخماد التظاهرات.. وقائد الجيش يتــوعّد المحتجين
نشر الحرس الثوري في إيران قواته في ثلاثة أقاليم، لإخماد التظاهرات التي دخلت أسبوعها الثاني، وشهدت مقتل أكثر من 21 شخصاً، وفيما توعّد قائد الجيش اللواء عبدالرحيم موسوي، باستخدام القوة العسكرية لإخماد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، إذا لزم الأمر، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن البيت الأبيض يعتزم فرض عقوبات جديدة على عناصر في النظام الإيراني أو مؤيدين له، متورطين في قمع التظاهرات الاحتجاجية، في حين حذرت موسكو واشنطن من التدخل في «الشؤون الداخلية» لإيران، بعد أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمساعدة الإيرانيين، في أعقاب التظاهرات الاحتجاجية.
وتفصيلاً، ذكرت مصادر إيرانية، أمس، أن الحرس الثوري نشر قواته في ثلاثة أقاليم، لإخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 21 شخصاً.
ونقلت «رويترز» عن تلك المصادر قولها، أمس، إن قائد الحرس الثوري، اللواء محمد علي جعفري، أكد قيامه بإرسال قوات من الحرس إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان، لمواجهة ما سمّاه «الفتنة الجديدة»، وذلك في مؤشر إلى مخاوف في الدوائر الرسمية من تصاعد الاحتجاجات.
وأوضحت أنه «في تحد صريح لتهديد من القضاء بمواجهة عقوبات تصل إلى الإعدام، حال الإدانة بإثارة الشغب، استأنف متظاهرون احتجاجاتهم بعد حلول مساء أول من أمس، وخرج المئات للشوارع في مدينة ملاير بإقليم همدان، وهم يهتفون ضد النظام، كما خرج المئات في مسيرات احتجاجية في شوارع بلدات إيرانية عدة.
في الأثناء، توعّد قائد الجيش عبدالرحيم موسوي باستخدام القوة العسكرية لإخماد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام إذا لزم الأمر. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن موسوي، قوله «رغم أن هذه الفتنة العمياء كانت من الصغر، بحيث تمكن جزء من قوات الشرطة من وأدها في المهد.. فإننا نطمئنكم بأن الجيش سيكون على استعداد لمواجهة من غرر بهم (الشيطان الأكبر)»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وقال تقرير مسرّب عن اجتماع المرشد الإيراني مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن في البلاد، أخيراً، إن الانتفاضة أضرت مختلف القطاعات في البلاد، وإنها تهدد أمن النظام ذاته.
وفي خارج إيران، لاتزال ردود الفعل تتوالى، حيث أكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، أن الولايات المتحدة تسعى لجمع معلومات يمكن اتخاذ قرار على أساسها، قد تتيح لها فرض عقوبات على منظمات إيرانية وأفراد لهم صلة بالحملة القمعية ضد الاحتجاجات. وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، «ننظر في كل الاحتمالات» بشأن منظمات وأفراد يمكن استهدافهم بمثل هذه الإجراءات العقابية، بداعي انتهاك حقوق الإنسان، وعمليات رقابة أو إعاقة لحرية التجمع.
وأضاف أن ذلك «يتطلب معلومات، وهناك الكثير من المعلومات، لذا نعتزم البدء في تجميعها، وسنرى ما يمكننا القيام به». وتابع أن الولايات المتحدة ستطلب إدانة إيران من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
من جانب آخر، قال المسؤول الأميركي، إن التحرك الاحتجاجي الحالي في إيران الذي أوقع 21 قتيلاً «شيء مختلف، نحن نلحظ أمراً مختلفاً لم نشهده في إيران منذ الثورة الإسلامية أي خلال الـ40 عاماً الماضية». وأضاف أن «المغزى السياسي (لهذه الحركة) في إيران ليس واضحاً تماماً، لا يمكن التنبؤ بمآله».
من جانبها، حذّرت موسكو، أمس، واشنطن من التدخل في «الشؤون الداخلية» لإيران، بعد أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمساعدة الإيرانيين على «استعادة زمام الحكم»، في أعقاب التظاهرات الاحتجاجية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع وكالة تاس الرسمية، «نحذر الولايات المتحدة من أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وقال ريابكوف إنه «رغم المحاولات العديدة لتشويه ما يجري فعلاً (في إيران)، أنا على ثقة بأن جارتنا وصديقتنا، ستتغلب على صعوباتها الحالية».
وانتقد أيضاً دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة أعمال العنف. وفي باريس، شدّد الرئيس الفرنسي على أهمية استمرار الحوار مع إيران، وأنه لن يزور إيران حتى يعود إليها الهدوء، وتحترم الحريات.