بنس: توقيت خطة ترامب للسلام يتوقف على الفلسطينيين
أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس، أن توقيت مبادرة سلام أميركية طال انتظارها يتوقف على عودة الفلسطينيين للمفاوضات، في وقت نفذ الفلسطينيون إضراباً عاماً في الضفة الغربية المحتلة للاحتجاج على زيارة بنس والتنديد بالانحياز التام لإسرائيل الذي تنتهجه إدارة ترامب، حيث اندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من الحواجز العسكرية والمستوطنات.
وتفصيلاً، قال بنس في مقابلة بمدينة القدس، آخر محطات جولته التي استمرت ثلاثة أيام في الشرق الأوسط: «يعمل البيت الأبيض مع شركائنا في المنطقة لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تطوير إطار عمل للسلام.. أعتقد أن كل شيء الآن يعتمد على توقيت عودة الفلسطينيين إلى الطاولة».
وقال مسؤول بالبيت الأبيض للصحافيين إنه يأمل طرح الخطة في 2018.
الحكومة الفلسطينية: إسرائيل تحتجز أموالاً من عائدات الضرائب الفلسطينية. |
وأضاف طالباً عدم ذكر اسمه، «ستطرح عندما تكون جاهزة، وعندما يكون الطرفان مستعدين بالفعل للتحدث بشأنها».
وأقر المسؤول بأنه لم تجر اتصالات دبلوماسية مباشرة بين الولايات المتحدة والقيادة الفلسطينية منذ قرار القدس.
وأشار بنس إلى أنه وترامب يعتقدان أن قرار القدس سيعزز آفاق صنع السلام. وبموجب القرار ستنقل الولايات المتحدة سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وناقش بنس مسألة القدس خلال محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله يوم الأحد. وقال إن الزعيمين وافقا على إبلاغ الفلسطينيين بأن الولايات المتحدة حريصة على استئناف محادثات السلام.
وأضاف: «نريدهم (الفلسطينيين) أن يعلموا أن الباب مفتوح. نتفهم أنهم غير سعداء بهذا القرار لكن الرئيس أراد مني إبداء استعدادنا ورغبتنا في أن نكون جزءاً من عملية السلام».
وعند سؤاله عما إذا كان المصريون والأردنيون وافقوا على الضغط على الفلسطينيين للعودة إلى المحادثات قال بنس: «لا أصف (المسألة) هكذا».
وقال بنس إن وزارة الخارجية الأميركية ستعلن خلال أسابيع تفاصيل خطة نقل السفارة إلى القدس بحلول نهاية عام 2019.
واختتم بنس أمس، أول جولة له في الشرق الأوسط بزيارة إلى حائط البراق في القدس. ونفذ الفلسطينيون أمس إضراباً عاماً في الضفة الغربية المحتلة للاحتجاج على زيارته والتنديد بالانحياز التام لإسرائيل الذي تنتهجه إدارة ترامب،حيث أصيب فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب حاجز زعترة العسكري في نابلس شمال الضفة.
وعند أحد مداخل مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، قام مئات من الفلسطينيين بإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا باستخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق المتظاهرين.
وبينما التزمت مدن رام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية المحتلة بالإضراب العام، فإنه نفذ جزئياً في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل منذ 10 سنوات.
وانتقد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خطاب بنس في الكنيست بقوله إن «خطاب بنس التبشيري هو هدية للمتطرفين، ويثبت أن الإدارة الأميركية جزء من المشكلة بدلاً من الحل».
ووصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الخطاب بأنه «منحاز بالمطلق لإسرائيل».
وقال المالكي في حديث مع إذاعة صوت فلسطين إن «الرعاية الأميركية للعملية السياسية انتهت، وأصبحت جزءاً من الماضي».
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في خطاب أمس، إن زيارة بنس «غير مرحب بها»، مؤكداً أن «أميركا في موقع التحالف مع الاحتلال ولم تكن أصلاً وسيطاً نزيهاً لما يسمى بعملية السلام».
من جهة أخرى، اتهمت حكومة الوفاق الفلسطينية إسرائيل بحجز مبلغ نصف مليون شيكل إسرائيلي من أموال الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة الفلسطينية.
وذكرت الحكومة، في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي في مدينة رام الله، أن حجز المبلغ المذكور تم «لمصلحة تنفيذ قرار المحكمة اللوائية الإسرائيلية التي قررت إلزام السلطة بتعويض من قالت إنهم تعرضوا للتعذيب والأضرار بتهمة التجسس لإسرائيل».
واعتبرت أن الإجراء «يمثل قرصنة إسرائيلية على الأموال الفلسطينية ضمن سياسة احتجاز عائدات الضرائب الفلسطينية التي اتبعتها إسرائيل مرات عدة، ورفضها إطلاع الجانب الفلسطيني على تفاصيل ما يتم اقتطاعه من هذه العائدات، وإصرارها على التصرف في الأموال الفلسطينية بإرادتها المنفردة».