•حمد سأل عن الثمن واشترى تنظيم المونديال من بلاتر

سحب أراضٍ مصرية من شركة قطرية بسبب «الاحتيال»

بلاتر تسلّم 100 مليون دولار أميركي مقابل تسهيل تنظيم كأس العالم لقطر. أ.ف.ب

أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر حكماً بتأييد سحب أراضٍ من شركة قطرية، بعدما ثبت ارتكابها مخالفات «احتيالية» للالتفاف على شروط استصلاح هذه الأراضي. في حين كشفت الأسترالية، بونيتا ميرسياديس، مؤلفة كتاب «مهما كلف الثمن» في أول مقابلة تلفزيونية مطولة، معلومات عن الصفقة التي قادت قطر للفوز بتنظيم كأس العالم 2022، مؤكدة أن أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، اشترى تنظيم المونديال من الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، جوزيف بلاتر، بعد أن «سأله عن الثمن».

الدوحة مدينة لـ«مجموعة كاريليون» بـ200 مليون جنيه إسترليني في إطار مشروعات بناء متعلقة بكأس العالم.

وأصدرت دائرة العقود بالمحكمة الإدارية العليا في مصر، حكماً نهائياً أيدت فيه قرار الحكومة برفض طلب شركة الدوحة لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، التابعة لدولة قطر، تحرير عقد تمليك لمساحة 1250 فداناً ومساحة 554 متراً مربعاً للمباني، ومنشآت تقع شرق نفق الشهيد أحمد حمدي، شرق مدينة السويس، بواقع 200 جنيه لسعر الفدان.

وبموجب العقد كان يتعين على الشركة أن تحفر آباراً لري الأرض بغية استصلاحها للزراعة.

لكن المحكمة قالت في حيثيات حكمها إن «الثابت من المعاينة التي أجريت، أن تلك الشركة لم تقم بحفر آبار، وإنما قامت بمد مواسير من (ترعة الشيخ زايد) بطريقة فنية مخفية يصعب اكتشافها، ومن دون تصريح من الهيئة، وأن الشركة لم تقم بتوفير مصدر ري قانوني، وهذا يعني عدم توافر مصدر ري مقنن، واستخدام الشركة طرقاً احتيالية بأن دلست على الهيئة بما أثبتته، على خلاف الحقيقة، من وجود مصدر للري».

من ناحية أخرى، قالت الأسترالية، بونيتا ميرسياديس، مؤلفة كتاب «مهما كلف الثمن»، في حديثها الخاص لـ«العربية»، عن الصفقة التي قادت قطر للفوز بتنظيم كأس العالم 2022، «قطر وقناة (بي إن سبورتس) قدمتا مبالغ للحصول على التنظيم، وعدم طرح الحقوق التلفزيونية للمنافسة أمر يسأل عنه فيفا».

وأضافت «أمير قطر عرض على بلاتر إبعاد (رئيس الاتحاد الآسيوي السابق لكرة القدم)، محمد بن همام، مقابل عدم سحب التنظيم، وسأل بلاتر عن المقابل المالي لحصول بلاده على تنظيم كأس العالم، وأستراليا حاولت إقناع قطر بالانسحاب من تنظيم المونديال».

وكانت الكاتبة نشرت فضيحة جديدة في ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022، بعدما أكدت أن بلاتر استلم 100 مليون دولار أميركي مقابل تسهيل تنظيم كأس العالم لقطر.

وقالت ميرسياديس، التي كانت ضمن اللجنة المروجة لملف أستراليا المترشح لتنظيم بطولة كأس العالم 2022، والتي حققت في ملف قطر والرئيس السابق لـ«فيفا» لأعوام طويلة، إن الرئيس السابق عقد اتفاقاً مسبقاً مع قناة رياضية قطرية وأمير قطر، يلزمهما بدفع 100 مليون دولار لخزينة الاتحاد الدولي في حال فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، ونص الاتفاق مع أمير قطر، آنذاك، على تجنيب السويسري بلاتر المنافسة من قبل القطري، محمد بن همام، على مقعد رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في انتخابات عام 2011.

وأجرت ميرسياديس مقابلة اعترافية مع بلاتر سابقاً، عن العملية كاملة وكيف بدأت، ما دعا السويسري إلى الاعتراف بأن فرانز بيكنباور خرق القوانين بشكل صريح بعدما صوت لمصلحة أستراليا مقابل تسلمه مبلغاً مالياً، وأن بلاتر علم مسبقاً بفوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 قبل بدء التصويت، كما علم بخسارة الولايات المتحدة للتصويت على الرغم من أنها كانت المرشح الأول للفوز بالتصويت، ما جعله يتصل هاتفياً بالرئيس السابق، باراك أوباما، ويعلمه بخسارة أميركا التصويت.

وكشف بلاتر أنه تأكد من فوز قطر بتنظيم كأس العالم لأن رئيس الاتحاد الأوروبي السابق لكرة القدم، ميشيل بلاتيني، أخبره بدعمه لملف قطر، ودعم 22 آخرين من اللجنة التنفيذية لـ«فيفا»، ملف قطر. وذكر الكتاب أن عدداً من مسؤولي «فيفا» الكبار تخوفوا، قبيل التصويت عام 2010، من فشل قطر في القدرة على استضافة مونديال 2022، ما دعا القناة القطرية إلى القيام باتفاق سري يقضي بدفعها 100 مليون دولار في حال فازت بتصويت كأس العالم 2022. وعند سؤالها عن المبلغ لم تنكر القناة، بل قالت إن هذا المبلغ عبارة عن علاوة كإسهامات في الإنتاج التلفزيوني، وهو المبلغ الدارج في السوق، وأن هذه المبالغ غالباً ما تفرض من قبل الاتحادات الرياضية على الشركات التلفزيونية الناقلة.

وفي ملف قطر لاستضافة المونديال، قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن أموالاً متأخرة لدى قطر أسهمت في دفع مجموعة «كاريليون» للإنشاءات والخدمات البريطانية العملاقة، نحو الهاوية، حيث رفضت البنوك إقراضها أي أموال إضافية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك ألقى بظلاله على مئات المشروعات الكبرى، إذ تدير الشركة، التي تأسست قبل 200 عام، خدمات عامة، مثل المستشفيات وخطوط القطارات ومواقع تابعة لوزارة الدفاع.

وقالت «التايمز» إن الدوحة مدينة لـ«كاريليون» بنحو 200 مليون جنيه إسترليني في إطار مشروعات بناء متعلقة بكأس العالم الذي تستضيفه قطر في 2022. لكن مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية قالت إن الشركة البريطانية، التي ربحت عطاء البناء التحضيري لكأس العالم في 2011، تدين لها بسبب عدم قدرة الشركة على إتمام الأعمال في موعدها.

واضطرت الشركة العملاقة، بحسب الصحيفة، إلى الخضوع لتصفية إجبارية بعد تأخيرات باهظة الكلفة في العقود، وتراجع في الأنشطة الجديدة.

 

تويتر