مقتل 28 مدنياً بغــارات للنظـام على الغوطة الشرقية لدمشق
قُتل 28 مدنياً، أمس، بقصف جويّ عنيف شنّته طائرات حربية سورية على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، فيما دانت المعارضة السورية الغارات الروسية المكثّفة على محافظة إدلب، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقفها، في وقت أصيب خمسة مدنيين بحالات اختناق، بعد قصف جوي على مدينة سراقب في المحافظة.
أصيب خمسة مدنيين بحالات اختناق، بعد قصف جويّ شنّته قوات النظام السوري على مدينة سراقب. |
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن عشرات الغارات الجوية استهدفت مناطق عدة في الغوطة الشرقية، متسببة في مقتل 28 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، موضحاً أن 10 منهم قتلوا بقصف جويّ استهدف سوقاً شعبية في بلدة بيت سوى.
كما قتل بالغارات تسعة مدنيين، بينهم طفلتان وعنصر من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في مدينة عربين، وستة آخرون بينهم طفلة في بلدة حزة، فضلاً عن مدنيَيْن في مدينة زملكا، وثالث في بلدة حمورية.
وتسببت الغارات في إصابة أكثر من 70 شخصاً آخرين بجروح، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع الحصيلة نتيجة الإصابات الخطرة.
وأفاد مراسل «فرانس برس» بتحليق كثيف للطائرات في أجواء مدينة دوما، التي خلت شوارعها من المارّة، خشية القصف الذي استهدفها أيضاً.
وتستهدف قوات النظام بعشرات الغارات مناطق عدة في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، على الرغم من كونها منطقة خفض توتر بموجب اتفاق بين روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وتتعرّض المنطقة بشكل شبه يومي للقصف والغارات، تسبب آخرها، قبل ثلاثة أيام، في مقتل 11 مدنياً. كما تحدثت تقارير منذ أسبوعين عن إصابة نحو 21 مدنياً بعوارض اختناق وضيق تنفس، رجحت مصادر طبية أن تكون ناتجة عن قصف بغازات سامة.
وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، نقلاً عن مصدر في قيادة الشرطة، أن «مجموعات مسلحة تنتشر في بعض مناطق الغوطة الشرقية، استهدفت أمس، حي باب توما بقذائف هاون، تسببت في استشهاد امرأة وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة». وكثفت الفصائل المقاتلة قصفها لأحياء في العاصمة بالقذائف في الأسبوعين الأخيرين.
من ناحية أخرى، دان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أمس، الغارات الروسية المكثفة على محافظة إدلب.
وأكد في بيان، أنه يدين «بأشد العبارات الهجمة المسعورة التي يشنّها الاحتلال الروسي ونظام (الرئيس بشار) الأسد بحق المدن والبلدات والقرى في ريف إدلب، مستهدفاً المدنيين والأحياء السكنية».
وطالب مجلس الأمن الدولي «بالتحرك الفوري، والعمل على إصدار قرار موجه بشكل مباشر لروسيا، لإدانة جرائمها بحق الشعب السوري، وفرض الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري لجرائم الحرب والإبادة التي تمارسها».
كما أكد ضرورة «محاسبة المسؤولين عن الجرائم الروسية وجرائم النظام».
وتأتي الغارات الروسية على إدلب عقب إعلان «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) المسؤولية عن إسقاط طائرة حربية روسية ومقتل قائدها قبل أيام.
وفي محافظة إدلب، أصيب خمسة مدنيين، مساء أول من أمس، بحالات اختناق، بعد قصف جويّ شنّته قوات النظام السوري على مدينة سراقب. وأفاد المرصد «بانبعاث رائحة كريهة بعد استهداف مروحيات قوات النظام مناطق عدة في مدينة سراقب في محافظة إدلب، ما تسبب في خمس حالات اختناق بين المدنيين».
ونقل المرصد عن سكان ومصادر طبية، أن عوارض الاختناق ناتجة عن استخدام غازات سامّة، من دون أن يتمكن من تحديدها.
وأسفر القصف الجوي والصاروخي لقوات النظام أيضاً عن مقتل ستة مدنيين في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، وفق المرصد الذي أفاد أيضاً «بأضرار مادية جسيمة طالت مستشفى معرة النعمان» جراء القصف.
ويأتي ذلك في وقت تتهم فيه واشنطن قوات النظام السوري بشنّ هجمات كيماوية عدة بغاز الكلور أو السارين خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي نفته دمشق ووصفته بـ«الأكاذيب».
كما كان مسؤول أميركي حذّر في وقت سابق، بأن واشنطن لا تستبعد شنّ ضربات عسكرية في سورية نتيجة تلك الاتهامات.
إلى ذلك، أفاد المرصد بدخول رتل من القوات التركية، صباح أمس، إلى الأراضي السورية عبر منطقة كفرلوسين الحدودية مع منطقة لواء إسكندرون.
وقال إن الرتل اتجه عبر ريف حلب الغربي نحو منطقة العيس، الواقعة في الريف الجنوبي لحلب، والمتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام وميليشيات «حزب الله» اللبنانية والحرس الثوري الإيراني في منطقة الحاضر، في ريف حلب الجنوبي.
وأشار إلى أن الرتل ضم عشرات الآليات والحاملات التي أقلّت على متنها عشرات المدرعات والآليات الثقيلة والآليات الهندسية، وحملت على متنها العشرات من جنود القوات التركية.
وبحسب المرصد، يأتي دخول هذا الرتل بعد خمسة أيام من تفجير استهدف إحدى الآليات ضمن الرتل العسكري التركي المتوقف في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي، والذي كان يترقب الأوامر للتحرك نحو منطقة العيس في الريف الجنوبي لحلب، حيث تسبب التفجير الذي استهدف حاملة آليات ثقيلة، في إعطاب الآلية بشكل كامل، وقتل سائق الحافلة من الجنسية التركية، وإصابة آخر بجراح.