مقتل مستوطن طعناً بهجوم نفذه فلسطيني في الضفة

إسرائيل تخشى مواجهة عنيفة حال انهيار الأوضاع في غزة

عمال إنقاذ ينظّفون المكان الذي تمت فيه عملية الطعن عند مدخل مستوطنة أريئيل. رويترز

حذّر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، من اندلاع مواجهات جديدة «عنيفة» في قطاع غزة خلال هذا العام، بسبب الأزمة الإنسانية الشديدة التي يعيشها القطاع، في وقت قتل مستوطن عند مدخل مستوطنة «أريئيل» قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة طعناً بسكين، في هجوم نفذه فلسطيني.

منعت مؤسسات القطاع الخاص، أمس، دخول البضائع التي تورد من إسرائيل إلى غزة ليوم واحد، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية «الكارثية».

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن إيزنكوت، قوله إن تجميد الإدارة الأميركية مساعدات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع بالقطاع.

وأضاف أنه يجب على إسرائيل أن تتخذ «خطوات ملموسة لتجنب انهيار القطاع»، مستعرضاً السيناريوهات المتوقّعة عقب تدهور الأوضاع في القطاع. وحذّر من اندلاع مواجهات جديدة «عنيفة» بسبب الأزمة الإنسانية الشديدة.

واعتبر أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن يكون مشروطاً بحل قضية الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة «حماس» في غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي بدأ، أول من أمس، مناورات عسكرية في منطقة الجنوب بمشاركة قواته النظامية والاحتياط.

وقال متحدث باسم الجيش، إن تمريناً واسعاً بدأ لفحص جاهزية واستعداد وحدات القيادة الجنوبية العسكرية، والذراع البرية والشبكة اللوجستية في الجنوب لحالات الطوارئ.

من جهتها، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، من تفاقم أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المرافق الصحية في القطاع.

وأعلنت في بيان، توقف المولدات الكهربائية في ثلاثة مراكز صحية إضافية في قطاع غزة، ليصل عدد المرافق الصحية التي توقفت مولداتها الكهربائية حتى اللحظة إلى ثلاث مستشفيات و13 مركزاً صحياً.

وأضافت «أصبحنا أكثر قلقاً على توقف المزيد من عمل المرافق الصحية كل يوم، جراء عدم وجود أفق لحل الأزمة القاسية، ما سيكون له تداعيات خطرة على مستقبل العمل الصحي في قطاع غزة».

وتشتكي وزارة الصحة في غزة أزمة نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، عدا الانقطاع للتيار الكهربائي لأكثر من 15 ساعة يومياً منذ ثلاثة أسابيع.

وبحسب الوزارة، تحتاج مرافقها إلى 450 ألف لتر من السولار شهرياً، وفقاً لانقطاع التيار الكهربائي (من ثمانية إلى 12 ساعة) يومياً، ويصل احتياجها إلى 950 ألف لتر شهرياً، إذا زادت ساعات الانقطاع على 20 ساعة يومياً.

في المقابل، اعتبرت وزارة الصحة في رام الله أن أزمة الوقود «مفتعلة»، وقالت إن سبب استمرار أزمات قطاع غزة، ومن بينها المجال الصحي، يعود إلى عدم تمكين الحكومة الفلسطينية في القطاع.

في السياق، قرّرت مؤسسات القطاع الخاص منع دخول البضائع التي تورد من إسرائيل إلى غزة ليوم واحد، أمس، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية «الكارثية».

وقال مسؤول العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة ماهر الطباع، في بيان، إنه بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الكارثية في قطاع غزة، قرّرت مؤسسات القطاع الخاص وقف تنسيق دخول جميع البضائع عبر معبر كرم أبوسالم وليوم واحد فقط، كخطوة أولى. ويعاني القطاع ارتفاع نسبة البطالة التي تتجاوز 40%، في ظل كساد تجاري غير مسبوق.

وأفاد تقرير أعده المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأن «نسبة الفقر بين سكان قطاع غزة تصل إلى 65%».

من ناحية أخرى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل مستوطن إسرائيلي عند مدخل مستوطنة «أريئيل» القريبة من نابلس، طعناً بسكين في هجوم نفذه فلسطيني.

وقالت إن المستوطن الإسرائيلي «توفي متأثراً بجراحه»، وإن البحث جار عن المهاجم الذي لاذ بالفرار.

إلى ذلك، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار) محمد اشتية، إن إسرائيل «قتلت» اتفاق باريس الاقتصادي، الذي ينظم العلاقات الاقتصادية الفلسطينية - الإسرائيلية، ما يفرض وقف العمل به فلسطينياً.

وأكد في بيان، أن الشعب الفلسطيني ومؤسساته «قادرون على تنفيذ قرارات المجلس المركزي، نحو فك العلاقة الاقتصادية الكولونيالية بالتدريج مع إسرائيل».

واعتبر اشتية أن تحقيق هذا الهدف «يكون عبر مجموعة إجراءات، منها العمل على تعزيز المنتج الوطني، وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الفلسطيني، خصوصاً قطاعي الزراعة والصناعة»، مؤكداً أن هذا الأمر لابد أن يعكس نفسه على الموازنة العامة لتخصيص الموارد اللازمة لهذا الغرض.

وذكر اشتية أن دعم المنتج الوطني الفلسطيني يجب أن ترافقه سياسات لمقاطعة البضائع الإسرائيلية.

وأشار إلى أهمية الاستغناء عن استخدام «الشيكل» كعملة متداولة في الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى دراسة الانتقال إلى أي عملة أخرى، بما فيها العملات الرقمية.

وأكد أن عدم وجود عملة محلية يشكل خسائر مستمرة للاقتصاد الفلسطيني، ويعمّق التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.

تويتر