رجل يسلّم طفلاً إلى والده بعد إنقاذه من تحت أنقاض مبنى انهار إثر غارة للنظام على بلدة سقبا في الغوطة الشرقية. أ.ف.ب

تركيا تعتزم إنشاء قاعدة جوية في مطار تفتناز بريف إدلب

كشف مصدر سوري معارض أن تركيا تعتزم إنشاء قاعدة جوية بمطار تفتناز في ريف إدلب، مؤكداً أن وفداً عسكرياً تركياً تفقد المطار، أول من أمس، تمهيداً لإقامة القاعدة. في وقت قتل 23 مدنياً، بينهم خمسة أطفال، في ضربات جوية للنظام على الغوطة الشرقية المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة، غداة يوم يعد الأكثر دموية في المنطقة منذ أشهر، قتل خلاله عشرات المدنيين وأصيب أكثر من 200 بجروح، بينما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أمس، التصعيد في الغوطة.

وقال مصدر سوري معارض، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «وفداً عسكرياً تابعاً للجيش التركي استطلع مطار بلدة تفتناز في ريف محافظة إدلب، لإقامة قاعدة عسكرية جديدة في المطار».

وأضاف أن الوفد العسكري دخل المطار القريب من مناطق الفوعة كفريا على متن أربع سيارات، وأجرى جولة داخل المطار تمهيداً لإقامة قاعدة جوية، ثم غادر واتجه إلى مدينة سراقب قبل أن يعود إلى الحدود التركية.

وكانت مصادر في المعارضة السورية ذكرت أن تركيا تعتزم إنشاء قاعدة جوية في مطار تفتناز للطائرات المروحية فقط، وستكون عبارة عن غرفة عمليات مركزية لإدارة جميع نقاط المراقبة في أرياف حلب وإدلب والساحل وريف حماة.

وأنشأ الجيش التركي نقاط مراقبة في ريفَي حلب وإدلب منذ نهاية العام الماضي، قبل إطلاق عملية «غصن الزيتون» ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي في منطقة عفرين بشمال سورية قبل ثلاثة أسابيع.

من ناحية أخرى، جددت قوات النظام، أمس، قصفها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة مزيداً من الضحايا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 23 مدنياً، بينهم خمسة أطفال قتلوا في ضربات جوية على الغوطة.

ويتوزع القتلى بين ثمانية مدنيين في مدينة حمورية و10 في بيت سوى بينهم أربعة أطفال، وخمسة آخرين في مدينة دوما بينهم طفل، ويتوزع الجرحى بشكل رئيس على مدن حمورية ودوما وزملكا.

ويأتي تجدد الغارات غداة يوم دموي تسبب في مقتل 80 مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلاً، وإصابة 200 آخرين بجروح، في آخر حصيلة أوردها المرصد.

وبحسب مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، فإن حصيلة القتلى «هي الأكبر في صفوف المدنيين بسورية منذ تسعة أشهر، وواحدة من بين الأكثر دموية في الغوطة الشرقية منذ سنوات».

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013، ما أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية. ودخلت آخر قافلة مساعدات إلى المنطقة في آواخر نوفمبر الماضي، وفق الأمم المتحدة.

ودعت منظمات الأمم المتحدة العاملة بسورية، في بيان مشترك، أول من أمس، إلى «وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد» بما فيها الغوطة الشرقية، بهدف «السماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى».

وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سورية، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانا، في مايو، برعاية روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومتزيس، للصحافيين في بيروت «هناك تصور خاطئ بأن مناطق خفض التوتر نتج عنها السلام والاستقرار».

وأضاف «الغوطة الشرقية منطقة خفض توتر، لكن ما حدث هو تصعيد خطر، نهاية النزاع في سورية لا تزال بعيدة»، لافتاً إلى أنها «المرة الأولى التي يكون فيها الناس على جبهات عدة، بين الغوطة الشرقية وعفرين وإدلب، في خطر شديد من دون أي أفق للحل»، وقال «نشعر الآن أننا وصلنا إلى حافة الانهيار».

وفي القاهرة، دان أحمد أبوالغيط، أمس، الهجمات التي شنتها القوات السورية على الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية، مؤكداً أن خطورة الوضع الإنساني هناك تستدعي وقف الحملة العسكرية فوراً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة منذ عام 2013.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الوزير المفوض، محمود عفيفي، في بيان، أن استمرار هذه الهجمات والحصار، يضع نظام خفض التصعيد على المحك، خصوصاً أن الغوطة الشرقية مشمولة ضمن الاتفاقات التي تم التوصل إليها العام الماضي في إطار مسار الآستانة، مضيفاً أن استهداف ثلاثة مستشفيات، خلال الأيام القليلة الماضية، ينذر بأزمة إنسانية غير مسبوقة.

وقال إن الأمين العام دعا الدول الضامنة لاتفاقات خفض التصعيد، إلى ممارسة نفوذها من أجل وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مضيفاً أنه لو صحت التقارير التي تناولت استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة وإدلب، فإن ذلك سيمثل جريمة مشينة يتعين محاسبة مرتكبيها.

إلى ذلك، تصدت وسائط الدفاع الجوية السورية، فجر أمس، لضربات جوية شنتها إسرائيل على مواقع عسكرية للجيش السوري بريف دمشق.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان «أقدم طيران العدو الإسرائيلي على إطلاق صواريخ عدة من داخل الأراضي اللبنانية على أحد مواقعنا العسكرية بريف دمشق، وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي»، وأشار البيان إلى أن وسائط الدفاع «دمرت معظم الصواريخ».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن بعض الصواريخ الإسرائيلية أصابت أهدافاً عسكرية قرب دمشق».

وأوضح عبدالرحمن أن «نظام الدفاع الجوي السوري تصدى لبعض الصواريخ، لكن أخرى أصابت مستودعات للذخيرة بالقرب من جمرايا».

وتبعد جمرايا نحو 10 كم شمال العاصمة دمشق، وتضم مركزاً للبحوث العلمية مرتبطاً بوزارة الدفاع، ومستودعات أسلحة لقوات النظام وحلفائه.

الأكثر مشاركة