الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة يتقدّم في جبهات عفرين

تركيا تطالب أميركا باستبعاد وحدات «حماية الشعب» من «قسد»

عناصر من الجيش السوري الحر في منطقة عفرين. رويترز

طالبت تركيا، أمس، الولايات المتحدة باستبعاد وحدات حماية الشعب الكردية من قوات سورية الديمقراطية «قسد»، معلنة في الوقت ذاته أن جيشها أقام سادس موقع للمراقبة بمحافظة إدلب، في إطار اتفاق عدم التصعيد المبرم مع إيران وروسيا. في الأثناء سيطر الجيشان السوري الحر والتركي على عدد من القرى والتلال في منطقة عفرين بعد معارك عنيفة مع مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي.

وتفصيلاً، قالت تركيا إنها طالبت الولايات المتحدة باستبعاد وحدات حماية الشعب الكردية من قوات سورية الديمقراطية التي تدعمها واشنطن، ما يلقي الضوء على الفجوة المتزايدة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي منذ بدأت أنقرة هجوماً جديداً في سورية، الشهر الماضي.

وقال وزير الدفاع التركي، نورالدين جانيكلي، بإفادة صحافية في بروكسل «طالبنا بإنهاء هذه العلاقة، أعني أننا نريد منهم إنهاء كل الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب الكردية، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني».

وأضاف جانيكلي في تصريحه الذي يأتي بعد يوم من اجتماعه مع نظيره الأميركي، جيم ماتيس، على هامش اجتماع لحلف الأطلسي: «طالبنا بإخراج هذا الكيان من قوات سورية الديمقراطية».

وقال ماتيس للصحافيين، على هامش اجتماع حلف الأطلسي، إن محادثاته مع نظيره التركي كانت صريحة وصادقة، لكنه أقرّ بوجود اختلافات.

وأضاف «أعتقد أننا بصدد إيجاد أرضية مشتركة، وأن هناك مجالات لا تتفق فيها رؤانا، حيث تمنحك الحرب أحياناً بدائل سيئة تختار من بينها، نواصل التعاون بشأن سبل تضمن معالجة مخاوفهم المشروعة».

وقال بيان أميركي إن ماتيس دعا أنقرة إلى إبقاء التركيز على محاربة «داعش» في سورية.

وأفاد البيان «دعا لتجديد التركيز على الحملة الرامية لهزيمة داعش، ومنع أي محاولة من جانب التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سورية».

وقال جانيكلي إنه انتقد توصيف الولايات المتحدة قوات سورية الديمقراطية، التي تدعمها، بأنها ليست تحت إدارة المقاتلين الأكراد.

وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون في بث حي: «قال ماتيس إن عناصر أخرى تسيطر إلى حد بعيد على قوات سورية الديمقراطية، ونحن نقول إن الأمر على النقيض: قوات سورية الديمقراطية يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب بالكامل».

من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، من بيروت أن بلاده لم تمنح وحدات حماية الشعب الكردية في سورية سلاحاً ثقيلاً حتى تسترده منها، وذلك قبل وقت قصير من انتقاله إلى تركيا التي تتهم واشنطن بذلك.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في ختام زيارة إلى بيروت: «لم نعطِ أبداً أسلحة ثقيلة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وبالتالي لا يوجد شيء لاستعادته»، في معرض تعليقه على اتهامات تركيا التي تطالب واشنطن بجمع السلاح الثقيل من المقاتلين الأكراد في سورية. من جهة أخرى، قال الجيش التركي إنه أقام سادس موقع للمراقبة بمحافظة إدلب، في إطار اتفاق عدم التصعيد المبرم مع إيران وروسيا.

وقال الجيش إن موقع المراقبة أقيم في بلدة معرة النعمان، جنوب شرق إدلب، ليكون الموقع الأكثر عمقاً الذي تقيمه القوات المسلحة التركية حتى الآن، في شمال غرب سورية.

وبموجب الاتفاق، الذي توصلت إليه طهران وموسكو، في محاولة للحد من القتال بين القوات الموالية للنظام السوري والمعارضة، في شمال غرب سورية، وافقت تركيا على إقامة 12 موقعاً للمراقبة في إدلب والمحافظات المجاورة لها.

وانهار الاتفاق بدرجة كبيرة في ديسمبر، عندما شنّ جيش النظام السوري - بمساعدة مقاتلين مدعومين من إيران، وضربات جوية روسية مكثفة - هجوماً كبيراً لاستعادة أراضٍ في إدلب والمناطق المحيطة بها.

وعملت تركيا - التي تدعم معارضين يحاولون الإطاحة برئيس النظام السوري، بشار الأسد، - مع روسيا وإيران الداعمين الدوليين الرئيسين للأسد، في الأشهر الأخيرة، في محاولة للحد من إراقة الدماء في الحرب الدائرة منذ نحو سبع سنوات.

من جهة أخرى، سيطر الجيشان السوري الحر والتركي، أمس، على عدد من القرى والتلال في منطقة عفرين، بعد معارك عنيفة مع مسلحي وحدات حماية الشعب الكردي.

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات «غصن الزيتون»: «سيطرت فصائل المعارضة على قرى: كري وسدلة وشدايا وشربانلي، كما تمت السيطرة أيضاً على ثلاثة تلال محيطة ببلدة بلل كوي، على محور بلدة راجو غرب عفرين، وتمت السيطرة كذلك على قرية دوراقا قرب ناحية بلبل شمال عفرين، وقرى جقلا تحتاني وديوان فوقاني على محور الشيخ حديد غرب عفرين».

تويتر