ضيّق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة والمدنيين المحاصرين في المنطقة

جيش النظام السوري يطوّق مدينتي دوما وحرستا خلال تقدمه في الغوطة الشرقية

قوات النظام السوري خلال تقدمها في بلدة سقبا بالغوطة الشرقية. أ.ف.ب

عزل جيش النظام السوري، أمس، مدينة دوما عن بقية الغوطة الشرقية قرب دمشق، إثر تقدم جديد ضيّق من خلاله الخناق أكثر على الفصائل المعارضة والمدنيين المحاصرين في هذه المنطقة. وتمكن جيش النظام وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، «عزلت قوات النظام دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، بعد سيطرتها على الطريق الذي يربطها بحرستا غرباً، وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها».

وتعدّ مدينة دوما معقل فصيل «جيش الإسلام» الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية.

وأفاد مراسل «فرانس برس» في مدينة دوما عن قصف جوي ومدفعي على المدينة التي يختبئ سكانها في الأقبية، وبدت شوارعها خالية من الحركة، وهي التي استقبلت أصلاً نازحين فرّوا من المعارك.

وأشار المراسل إلى أن سيارات الإسعاف الذي تذهب لإجلاء الجرحى تجد صعوبة في العودة إلى المستشفيات، جراء القصف.

وأورد المرصد أن «30 غارة جوية استهدفت دوما، كما تنهال عليها عشرات القذائف الصاروخية».

وأوضح عبدالرحمن أنه «بعزل دوما، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية».

ومن شأن هذا التقدم أن يضيّق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة، كما على 400 ألف مدني محاصرين منذ العام 2013.

وأورد التلفزيون السوري الرسمي، أن «الجيش يكثّف عملياته.. ويتقدم على ثلاثة محاور رئيسة، هي مديرا ومسرابا وسقبا».

وقال مصدر ميداني إن «قوات النظام فرضت سيطرتها بشكل كامل على بلدة مسرابا جنوب غرب مدينة حرستا، بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي المعارضة».

وأشار المصدر إلى أن مزارع مسرابا الشمالية تشهد أعنف المعارك، حيث تسعى قوات النظام للسيطرة عليها، وبذلك يتم قطع التواصل بين مدينتي حرستا ودوما، كما واصلت تلك القوات تقدمها باتجاه بلدة الافتريس، بعد السيطرة صباح أمس على أغلب مزارعها، وأجزاء واسعة من مزارع بلدة جسرين، وبدأت تمهيداً نارياً على البلدة.

وأكد المصدر تقدم قوات النظام على جبهة حرستا، حيث «سقطت الأحياء الشمالية من مدينة حرستا نارياً بيد الجيش السوري، بعد سيطرته على محطة وقود كيلاني، الواقعة بين مدينتي دوما وحرستا».

وقالت مصادر إعلامية مقرّبة من قوات النظام، إن «سلاح الجو في الجيش السوري شن عشرات الغارات على مواقع مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية».

من جانبه، قال قائد عسكري في غرفة عمليات «بأنهم ظلموا»، التابعة للمعارضة السورية في الغوطة: «استعادت فصائل المعارضة العديد من النقاط على جبهة المحمدية، التي سيطرت عليها قوات النظام، أول من أمس، جنوب شرق مدينة حرستا، وقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام، بعد وقوعهم في كمائن، خلال تقدمهم باتجاه مزارع المحمدية والافتريس».

وأضاف القائد: «قصفت الطائرات الحربية مدينة دوما بعشرات الصواريخ، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى، واندلاع حرائق كبيرة في المباني السكنية، كما قصفت القوات الحكومية مدينة حرستا بأكثر من 50 صاروخاً من نوع أرض - أرض، ما أدى إلى حدوث دمار كبير في المباني».

وقال سكان محليون في حي المزرعة بشمال دمشق، إن «أربع قذائف سقطت في محيط السفارة الروسية وصالة الفيحاء الرياضية».

وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق، وتشكل منذ 2012 معقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة، ما جعلها هدفاً دائماً لقوات النظام. وفي إطار عملية عسكرية برية بعد حملة قصف عنيف، سيطرت قوات النظام السوري أخيراً على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية.

وكانت الفصائل المعارضة شنت خلال اليومين الماضيين، وفق المرصد، هجمات مضادة ضد قوات النظام، تمكنت خلالها من عرقلة تقدمه، وإن بشكل محدود، قبل أن يستعيد زمام الأمور أمس.

وتتزامن الاشتباكات مع هدنة إنسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الأعمال القتالية لخمس ساعات يوماً. ويتخللها فتح «ممر إنساني» لخروج المدنيين. ولم يسجل منذ بدء تطبيق هذه الهدنة قبل 10 أيام خروج أي من المدنيين، وفق المرصد. وفاقمت الحملة العسكرية معاناة نحو 400 ألف شخص تحاصرهم قوات النظام في الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ عام 2013.

ودخلت، أول من أمس، 13 شاحنة تحمل مواد غذائية إلى مدينة دوما، بعدما تعذر إفراغ حمولتها جراء القصف الاثنين الماضي، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد. ولم تحمل قافلة المساعدات أي مستلزمات طبية. وكانت السلطات السورية منعت القافلة الاثنين الماضي من إدخال بعض المواد الطبية الضرورية.

تويتر