الرئيس السوداني السابق يرفض معاملة تفضيلية في طابور انتظار
قضى الرئيس السوداني السابق المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب وقتاً طويلاً ينتظر دوره لإجراء معاملة مالية بالصالة الداخلية لبنك أمدرمان الوطني فرع القصر.
وقد حضر المشير سوار الذهب بنفسه لإنجاز المعاملة التي تخصه، وفشلت كل الجهود التي بذلها مدير الفرع ونائبه وثلاثة رؤوساء أقسام لإقناعه بالجلوس في مكتب خاص لحين تقديم الخدمة له من داخل مكتب المدير بحسب ما ذكرت أول من أمس صحيفة مصادر السودانية وموقع «السودان اليوم».
وقد وجد المشير تنازلا بطيب خاطر من جميع عملاء البنك والسماح له بالتقدم واستثنائه من الوقوف في الصف، حيث خاطبه احد العملاء طالبا منه التوجه ناحية النافذة لإنهاء معاملته، غير أن جميع محاولات إقناعه باءت بالفشل، وأصر المشير على الوقوف بالصف، مداعبا الحاضرين، بانها فرصة للتواجد بينهم وتجاذب أطراف الحديث معهم، ووجد طلبه القبول، وسارع البعض بتقديم أكواب القهوة له، حيث شكرهم المشير مرددا الحمد لله وسط دهشة الجميع.
وقد غادر سوار الذهب البنك بعد أن أنهى معاملته ترافقه نظرات الإعجاب ببساطة الرئيس السوداني السابق وأحد الرموز السياسية المشهود لها بتاريخ ناصع.
والرئيس السوداني السابق المشير سوار الذهب، رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، استلم السلطة في السودان أثناء انتفاضة أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي في سابقة نالت أعجاب العالم.
وكان سوار الذهب يشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم وزيرا للدفاع وذلك في عهد الرئيس نميري، ورفض تسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية بغرب السودان عندما كان قائدا للحامية عند انقلاب الرائد هاشم العطا عام 1971، حتى استعاد النميري مقاليد الحكومة بعد ثلاثة أيام من الانقلاب.
وفي صبيحة يوم السبت السادس من أبريل 1985م، أطل وزير الدفاع آنذاك الفريق عبد الرحمن سوار الذهب عبر التلفزيون القومي والإذاعة السودانية ليذيع بياناً للشعب السوداني، يعلن من خلاله استلام الجيش مقاليد السلطة بعد أن هبت الانتفاضة الشعبية على حكم المشير الراحل جعفر نميري بعد أن ظل الجيش يراقب الموقف عن كثب طوال أيام الانتفاضة «أبريل -رجب الشعبية». وتم تشكيل مجلس عسكري إنتقالي، ضم ضباطا على رأسهم اللواء حمادة عبدالعظيم حمادة والعميد عبدالعزيز الأمين والعميد فضل الله برمه ناصر، وبعد تردد تقلد سوار الذهب رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة وارتقى لرتبة المشير.
وبعد 20 يوماً كوّن حكومة انتقالية وتعهد بأن يسلّم السلطة لحكومة منتخبة، رافضاً البقاء في الحكم، وبعد عام واحد أوفى بوعده وسلم عام 1986 مقاليد حكم البلاد للزعيمين أحمد الميرغني رئيس مجلس السيادة، والصادق المهدي رئيس الوزراء، ليعتزل بعدها العمل السياسي ويتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.
ويعد سوار الذهب من الشخصيات الإسلامية المعروفة بالعالم العربي والإسلامي، ويحظى باحترام الجميع داخل وخارج السودان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news