مئات المدنيين يفرّون من مدينة عفرين مع اقتراب الجيش التركي
قوات النظام تبدأ حملة قصف على درعا وتتقــدم فـي الغوطــة الشرقية
قصفت طائرات سورية بلدات تسيطر عليها المعارضة في درعا، جنوب البلاد، أمس، في أولى الضربات الجوية على هذه المنطقة منذ رعاية الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي، اتفاقاً يعتبرها «منطقة عدم تصعيد». في وقت ضيقت قوات النظام السوري، أمس، الخناق على ما تبقى من بلدات تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق. في وقت فرّ مئات المدنيين من مدينة عفرين، مع اقتراب القوات التركية منها.
وقال مسؤولان من المعارضة لـ«رويترز»، إن ثماني ضربات جوية على الأقل نفذت على مناطق ريفية في محافظة درعا، هي بصر الحرير والحراك والغارية الغربية والصورة.
والمنطقة الجنوبية المحيطة بدرعا واحدة من ثلاث مناطق رئيسة في سورية لايزال عدد كبير من السكان فيها تحت سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى منطقة شمالية قرب الحدود مع تركيا، ومنطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق.
وقال أحد قادة المعارضة، إن الضربات الجوية على الجنوب بدت كأنها تحذير لمقاتلي المعارضة تحت مظلة «الجيش السوري الحر»، والذين يخططون لشنّ هجوم خلال الأيام المقبلة، لتخفيف الضغط الواقع على رفاقهم في الغوطة الشرقية.
وقال أبونبوت، وهو قائد عسكري في فصيل «لواء توحيد الجنوب»، التابع للجيش السوري الحر، إن الفصيل يستعد لتنفيذ عملية لم يحدد موعدها بعد، وإن النظام السوري نفذ ضربة استباقية.
وأضاف «عندنا عمل كبير للتخفيف عن أهلنا في الغوطة، ولم نعلن ساعة الصفر، والنظام استبقنا».
والتقت روسيا، التي تدعم الحكومة السورية في الحرب الأهلية، مع الولايات المتحدة، التي تدعم فصائل تابعة للمعارضة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، سرّاً في الأردن في يونيو الماضي، وأعلنتا في الشهر التالي، وقفاً لإطلاق النار في جنوب غرب سورية.
وبعد انتصارات ميدانية في جميع أنحاء البلاد، صبت قوات النظام كامل تركيزها على الغوطة الشرقية، لتبدأ في 18 فبراير حملة جوية عنيفة، ترافقت في وقت لاحق مع هجوم بري، تمكنت بموجبه من السيطرة على نحو 60% من مساحة هذه المنطقة المحاصرة.
واستكملت قوات النظام، أمس، تقدمها باتجاه مناطق أخرى أقرب من دمشق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، «بعد السيطرة على مديرا، الأحد الماضي، استخدمت قوات النظام هذه البلدة كنقطة انطلاق باتجاه حرستا وعربين»، مشيراً إلى أن الغارات الجوية تركزت على البلدتين الواقعتين غرب الغوطة الشرقية بمحاذاة دمشق.
وأوضح أن حرستا التي تسيطر قوات النظام على جزء منها باتت «معزولة بشكل كامل، ومطوقة من أربع جهات».
وتمكنت قوات النظام قبل يومين من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة «جيش الإسلام»، حرستا غرباً حيث توجد «حركة تحرير الشام»، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن»، مع وجود محدود لـ«هيئة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
وفي مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة، أفاد مراسل «فرانس برس» عن هدوء، صباح أمس، استغله المدنيون ليخرجوا من الأقبية، ويتفقدوا منازلهم، ويحضروا منها بعض الحاجات.
وجراء التصعيد، يبحث مسؤولون محليون اتفاقاً لإجلاء جزئي من الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل حصار محكم منذ عام 2013.
وأفاد المرصد بأن المفاوضات تتعلق ببلدات كفربطنا وحمورية وزملكا وسقبا، التي يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن». وتتضمن المفاوضات خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة.
وأعلن «جيش الإسلام» التوصل إلى اتفاق مع روسيا، عبر الأمم المتحدة، من أجل إجلاء جرحى الغوطة الشرقية على دفعات.
وقال في بيان «تم التوصل عَبْر الأمم المتحدة وبعض الأطراف الدولية، إلى إجلاء المصابين على دفعات للعلاج خارج الغوطة، نظراً لظروف الحرب والحصار، ومنع إدخال الأدوية منذ ست سنوات، واستهداف المستشفيات والنقاط الطبية».
ونفى البيان «صحة أي معلومات يتم الترويج لها غير ما تم ذكره»، معتبراً أن الشائعات تصبّ في إطار الحرب النفسية التي يشنها «العدو».
ونقلت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، عن وجود اتفاق بين فصائل المعارضة وروسيا، يقضي بخروج مسلحي المعارضة من الغوطة الشرقية إلى محافظ إدلب شمال غرب سورية.
من جهته، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة في سورية، أمس، الحاجة العاجلة لإجلاء 1000 حالة طبية من الغوطة الشرقية.
ووثق المرصد السوري مقتل 353 ألفاً و935 شخصاً، بينهم 106 آلاف مدني، في سورية منذ بدء النزاع في 15 مارس عام 2011.
وبين القتلى المدنيين أيضاً أكثر من 19 ألفاً و800 طفل.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، من أن أطفال سورية حالياً عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى.
وقالت في بيان «استمر النزاع في سورية بلا هوادة خلال عام 2017، ما أسفر عن مقتل عدد من الأطفال هو الأعلى على الإطلاق، وبنسبة تزيد على 50% عن عام 2016». من ناحية أخرى، فرّ مئات المدنيين، أمس، من مدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية، بعدما باتت القوات التركية على مشارفها، في وقت تنتظر عشرات السيارات السماح لها بالعبور إلى مناطق سيطرة قوات النظام، وفق ما أفاد المرصد.
وقال مدير المرصد «وصل أكثر من 2000 مدني إلى بلدة نبل، التي تسيطر عليها قوات موالية للنظام في شمال حلب». ونقل مصور متعاون مع «فرانس برس» مشاهدته عشرات السيارات والحافلات محملة بمدنيين وحاجياتهم، وهم ينتظرون سماح المقاتلين الأكراد لهم بمغادرة المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news