أكراد يسيرون في بلدة عناب شرق عفرين فارين من الهجوم التركي على المنطقة. رويترز

المعارضة تطلق «معركة الغضب للغوطة» في ريف حماة

أطلقت فصائل الجيش السوري الحر، أمس، «معركة الغضب لغوطة دمشق» في ريف حماة، وتمكنت من السيطرة على عدد من القرى والتلال، فيما تم إجلاء دفعة جديدة من الحالات الطبية من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، على وقع غارات روسية استهدفت جيباً يسيطر عليه فصيل «فيلق الرحمن» المعارض. في حين صعّدت تركيا، عملياتها في منطقة عفرين ذات الأغلبية الكردية في شمال سورية، واستهدفت غاراتها مقاتلين موالين لدمشق.

وقال قائد عسكري في «جيش العزة»، إن فصائل المعارضة أطلقت «معركة الغضب لغوطة دمشق»، وسيطرت على بلدة الحماميات وقرية المغير وتلة كرناز وصومعة الحبوب في ريف حماة الشمالي الغربي.

وأكد أن «العشرات من عناصر القوات الحكومية سقطوا قتلى وجرحى وأسرى، وتتابع فصائل الثوار التقدم باتجاه مواقع القوات الحكومية».

ويشارك في «معركة الغضب لغوطة دمشق» 10 فصائل أبرزها «جيش العزة» و«جيش الأحرار» و«جبهة تحرير سورية» و«لواء الحمزة» و«جبهة الإنقاذ المقاتلة».

وقالت الفصائل المشاركة في المعركة، في بيان «إخوتنا في غوطة دمشق جراحكم تؤلمنا وعدوكم عدونا، وها هي حصون العدو تتهاوى تحت ضربات إخوانكم، وجثث الميليشيات الأجنبية والمرتزقة تملأ الأرض».

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 10 مقاتلين موالين لدمشق قتلوا، أمس، جراء غارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام.

وينتمي ثمانية من هؤلاء المقاتلين إلى بلدة نبل المجاورة.

وبات هذا الطريق تحت مرمى نيران الجيش التركي وحلفائه، الأمر الذي يدفع المدنيين الى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام للفرار من مدينة عفرين مقابل دفع مبالغ باهظة لمهربين، وفق المرصد.

وتشهد مدينة عفرين اكتظاظاً سكانياً جراء حركة النزوح الكبيرة إليها، وفرت مئات العائلات خارج المدينة مع اقتراب القوات التركية.

ويربط مدينة عفرين منفذ وحيد بمناطق سيطرة قوات النظام في بلدتي نبل والزهراء المواليتين.

في السياق، قال مصدر في الرئاسة التركية، إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يأمل في «إنجاز التطويق الكامل» لمدينة عفرين، بعد وقت قصير من تصريح متلفز، قال فيه أردوغان إنه يأمل في «سقوط» المدينة.

وفي ردّ على تصريحات أردوغان، قال مسؤول مكتب العلاقات العامة في «قوات سورية الديمقراطية»، التي تعد الوحدات الكردية أبرز مكوناتها ريدور خليل «يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحلم أحلام اليقظة من خلال قوله، أمس، إن عفرين ستسقط الليلة».

وتطوق القوات التركية وفصائل سورية موالية لها منذ الاثنين الماضي مدينة عفرين مع 90 قرية تقع غربها، إثر هجوم بدأته في 18 فبراير تقول إنه يستهدف الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة بـ«الإرهابيين».

وبموجب هجومها، تمكنت أنقرة من السيطرة على كامل الشريط الحدودي، وتقدمت في عمق منطقة عفرين التي باتت تسيطر على أكثر من 60% من مساحتها.

ويهدّد التقدم التركي مصير نحو 350 ألف شخص يقيمون في عفرين، وفق المرصد، في ظل ظروف إنسانية مأساوية.

وقال خليل، وهو قيادي أيضاً في صفوف الوحدات الكردية في سورية، «في المدينة مئات الآلاف من المدنيين، والمدافعون عنها على أسوارها، ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله الإرهابية منها بهذه السهولة».

وحذر من أن «النتائج ستكون كارثية ومكلفة جداً» على القوات المهاجمة.

وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق، قتل سبعة مدنيين على الأقل، أمس، في غارات روسية استهدفت وفق المرصد مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة.

كما قتل 12 مقاتلاً جراء هذه الغارات، بينهم قياديان من الصف الأول، وفق المرصد.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» في مدينة حمورية إن دوي القصف لم يهدأ طوال الليلة قبل الماضية.

وتشن قوات النظام منذ 18 فبراير حملة جوية عنيفة على الغوطة الشرقية، ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على أكثر من 60% من مساحة المنطقة المحاصرة ومن فصل المنطقة الى ثلاثة جيوب.

ولليوم الثاني على التوالي، خرجت أمس، دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة التي يسيطر عليها «جيش الإسلام»، غداة إجلاء 150 شخصاً.

وتأتي عملية إجلاء الحالات الطبية هذه بناء على اتفاق بين فصيل «جيش الإسلام» وروسيا.

إلى ذلك، ندّدت روسيا، أمس، بـ«أعمال استفزازية» قالت إن المعارضة السورية تعد لها عبر الإيهام بحدوث هجمات كيماوية في الغوطة الشرقية، يمكن استخدامها مبرراً لشن التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات بما في ذلك على دمشق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في موسكو إنه «يتم إعداد أعمال استفزازية تحاكي استخدام أسلحة كيماوية، خصوصاً في الغوطة الشرقية» المحاصرة على مشارف دمشق.

وأضاف أن «هذه المحاكاة لهجوم كيماوي»، ستشكل «مبرراً للجوء التحالف الدولي الى القوة بما في ذلك ضد العاصمة السورية».

وشدّد قائلاً «آمل ألا تتحقق هذه المخططات غير المسؤولة».

وكان رئيس أركان القوات الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، أعلن أول من امس، أن لدى القوات «معلومات موثوقة بأن فصائل المعارضة تعد لمحاكاة هجوم كيماوي، من قبل قوات النظام ضد السكان المدنيين».

وأكد أن «اكتشاف مختبر لتصنيع أسلحة كيماوية في بلدة افتريس، التي تمت استعادتها من الإرهابيين يؤكد ذلك».

وأشار إلى أنه في أحياء عدة من الغوطة الشرقية «هناك ممثلون من نساء وأطفال ومسنين يتم استقدامهم للعب دور ضحايا هجوم كيماوي»، وأن «فرقاً تلفزيونية مع أجهزة بث عبر الأقمار الاصطناعية» موجودة في المكان.

الأكثر مشاركة