إصابة 6 شبان برصاص الاحتلال فـــي غزة والضفة
أصيب ستة شبان فلسطينيين، أمس، برصاص الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بينهم أربعة جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمعات للمواطنين على حدود قطاع غزة. في وقت رفضت فيه إسرائيل النداءات الدولية لإجراء تحقيق مستقل، بعد استشهاد 16 فلسطينياً برصاص قواتها خلال تظاهرة «العودة» على طول السياج الحدودي مع غزة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن أربعة شبان أصيبوا جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه تجمعات للمواطنين على حدود قطاع غزة.
وأوضحت أن الجنود أطلقوا النار تجاه تجمعات مسيرات العودة شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة شبان بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى مستشفى الشفاء، فيما أصيب شاب رابع جراء إطلاق النار على تجمعات المواطنين شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وتوافد العشرات من المواطنين، لليوم الثالث على التوالي، إلى «خيام العودة» المنصوبة قرب الحدود، استعداداً للمسيرة الكبرى التي ستقام في منتصف شهر مايو المقبل.
وفي الضفة، أصيب شابان برصاص الاحتلال، إلى جانب إصابة العشرات بالاختناق بقنابل الغاز، خلال مواجهات قرب جامعة القدس في بلدة أبوديس، وإطلاق الاحتلال الرصاص والقنابل داخل حرم الجامعة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شاب برصاصة مطاطية فوق عينه، وآخر برصاصة مطاطية في صدره، وإصابته خطرة.
إلى ذلك، رفضت إسرائيل، أمس، النداءات الدولية لإجراء تحقيق مستقل في استشهاد 16 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال تظاهرة نظمت على طول السياج الحدودي مع غزة.
وتعرض الجيش الإسرائيلي لتساؤلات طرحتها منظمات حقوقية، على خلفية استخدامه يوم الجمعة الماضي الرصاص الحي في واحد من أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على متظاهرين لا يشكلون خطراً داهماً.
ودعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إلى إجراء تحقيق مستقل.
واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه «إرهابي»، بعدما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يتلقى جيشه «دروساً في الأخلاق» من تركيا، حول المواجهات الدامية التي وقعت الجمعة.
وقال أردوغان في خطاب متلفز أمام أنصاره في أضنة بجنوب البلاد «أنت محتل يا نتنياهو، وبوصفك محتلاً أنت موجود على هذه الأرض، وفي الوقت نفسه أنت إرهابي».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي رد على انتقادات نظيره التركي، الذي ندد الجمعة بشدة بـ«الإدارة الإسرائيلية إثر هذا الهجوم غير الإنساني»، وبـ«المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل».
وقال «لن يستمع أكثر الجيوش أخلاقية في العالم إلى محاضرة في الأخلاق من شخص يقصف منذ سنوات المدنيين من دون تمييز».
وكان نتنياهو وصف أردوغان سابقاً بأنه شخص «يقصف القرى الكردية».
وأشاد نتنياهو بالجنود الذين «يحمون حدود الدولة»، فيما قال وزير حربه، أفيغدور ليبرمان، إن المتظاهرين لم يكونوا يحيون مهرجاناً موسيقياً. وكرر ليبرمان رفض بلاده النداءات لإجراء تحقيق، وقال السبت الماضي على «تويتر»: «لا أفهم جوقة المنافقين الذين يريدون لجنة تحقيق».
وقال ليبرمان للإذاعة الرسمية الإسرائيلية «لن تكون هناك لجنة تحقيق. لن يحصل هنا شيء كهذا. لن نتعاون مع أي لجنة تحقيق».
وانتقدت منظمات حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية، استخدام إسرائيل للرصاص الحي.
وعززت إسرائيل انتشارها العسكري على طول الحدود، كما نشرت 100 عنصر من قناصة القوات الخاصة، معلنة أنها ستمنع كل محاولة لاختراق السياج.
وقالت منظمة العفو الدولية «فيما قام متظاهرون فلسطينيون بإلقاء الحجارة وأشياء أخرى باتجاه السياج، من الصعب التصديق كيف أن ذلك يشكل خطراً داهماً يهدد حياة جنود مجهزين جيداً، ويحميهم قناصة ودبابات وطائرات مسيرة».
ومن المقرر أن تستمر التظاهرات التي تتضمن نصب خيام في مناطق عدة ستة أسابيع، لتنتهي بالتزامن مع نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
من ناحية أخرى، اقتحم عشرات المستوطنين اليهود باحات الحرم القدسي الشريف، أمس، تحت حراسة أمنية مشددة من الجيش الإسرائيلي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.
وأظهرت صور، التقطها ناشطون مقدسيون، اقتحام أكثر من 250 مستوطناً الحرم القدسي من باب المغاربة، الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ احتلالها للمدنية عام 1967. وتأتي اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى بمناسبة «عيد الفصح اليهودي»، حيث يقومون بتأدية طقوس دينية داخل الحرم القدسي، الأمر الذي أثار استفزاز حراس المسجد. ويفرض الجيش الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة منذ ثلاثة أيام لتأمين دخول المستوطنين اليهود إلى باحات الحرم القدسي، حيث تحولت مدينة القدس وبلدتها القديمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.