شهيد وإصابة 363 فلسطينياً في مواجهات جمعة «حرق العلم» بمسيرات العودة
استشهد الشاب الفلسطيني إسلام رشدي حرز الله (28 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما
أصيب 363 فلسطينياً بجروح، أمس، خلال المواجهات، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، في إطار الجمعة الثالثة من مسيرات العودة الكبرى، في حين ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإحراق مستوطنين مسجداً في نابلس شمال الضفة الغربية، وخط شعارات عنصرية على جدرانه، واعتبر ما جرى «جريمة».
المتظاهرون رفعوا الأعلام الفلسطينية، وحرقوا الأعلام الإسرائيلية خلال المسيرات. |
وتفصيلاً، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، على صفحتها على موقع «فيس بوك»، أن الشاب إسلام استشهد برصاص الاحتلال، في حين وصلت حصيلة مواجهات الجمعة الثالثة من مسيرات العودة إلى 363 مصاباً بالرصاص الحي، واستنشاق الغاز في قطاع غزّة، بينهم إصابات من الطواقم الطبية شرق خان يونس.
وأحرق شبان فلسطينيون إطارات السيارات المطاطية، للجمعة الثانية على التوالي، قرب السياج الفاصل.
وأعلنت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة، في غزة، إطلاق اسم جمعة «حرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني»، على الجمعة الثالثة من المسيرات.
وجرى، في إطار ذلك، نصب ساريات بطول 25 متراً، في خمس مناطق رئيسة للمسيرات، على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
ورشق متظاهرون الجنود الإسرائيليين المتمركزين، خصوصاً خلف سواتر رملية على الحدود، بالحجارة.
كما أحرق شبان غاضبون علمين كبيرين إسرائيليين، شرق خان يونس وشرق مدينة غزة، وسط هتافات حماسية «راجعين يا بلادي»، كما أحرقوا صوراً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجهز الفلسطينيون ساريات بارتفاع 20 إلى 30 متراً، لرفع أعلام فلسطينية ضخمة عليها، في المخيمات الخمسة.
ورفع المتظاهرون عشرات الأعلام الفلسطينية، في المنطقة التي تقام فيها عشرات الخيام.
من جهتهم، شارك عشرات الصحافيين في «وقفة احتجاجية» شرق خان يونس، احتجاجاً على مقتل الصحافي ياسر مرتجى، السبت الماضي، متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة الماضية.
وكان شاب فلسطيني استشهد، الخميس، برصاص الجيش الإسرائيلي، على أطراف جنوب قطاع غزة.
ورفع ذلك عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 32، أغلبيتهم العظمى بالرصاص الحي، خلال المواجهات على أطراف شرق قطاع غزة، منذ بدء المسيرات في 30 من الشهر الماضي.
وتقوم على مسيرات العودة لجنة تنسيقية، مشكلة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية، وتستهدف أن تصل ذروتها في 15 مايو المقبل، الذي يصادف ذكرى «النكبة» الفلسطينية، التي جرت عام 1948. وفي رام الله، ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإحراق مستوطنين، أمس، مسجداً في نابلس شمال الضفة الغربية، وخط شعارات عنصرية على جدرانه، واعتبر ما جرى «جريمة».
وقال عباس، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن ما جرى بإحراق مسجد في بلدة عقربا، جنوب نابلس، «ليس الحادثة الأولى، وسبقها حرق مساجد وكنائس في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأضاف «هذا يؤكد أن الجرائم الخطيرة، التي يقوم بها المستوطنون الإرهابيون المنفلتون من عقالهم، إنما تتم تحت بصر وحماية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي».
وأكدت الرئاسة، في البيان، أنها ستتوجه إلى المؤسسات الدولية كافة، ذات العلاقة، «من أجل ضمان معاقبة هؤلاء الإرهابيين، وتوفير حماية للأماكن الدينية، ولأبناء الشعب الفلسطيني».
وذكرت مصادر فلسطينية أن مستوطنين أضرموا، فجر أمس، النار في مسجد الشيخ سعادة أبوشاهر في بلدة عقربا، وخطوا شعارات عنصرية على جدران المسجد الخارجية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المسجد.
وقال عضو المجلس البلدي لبلدة عقربا، يوسف ديريه، لوكالة فرانس برس: «اتصل بي إمام المسجد فجراً، ليخبرني بإشعال النار. من ستر الله أن النيران لم تصل إلى السجاد أو الكهرباء، وإلا لاحترق المسجد بكامله».
وأضاف «لقد أظهرت كاميرات الفيديو أن مستوطنين وصلوا نحو الساعة الثالثة إلا ثلثاً فجراً، وداروا حول المسجد بحثاً عن أضعف نقطة يصلون من خلالها، وفي النهاية قام أحدهم بسكب البنزين على الباب وحول المسجد، والثاني بخط شعارات عنصرية منها (الانتقام)، و(تدفيع الثمن)».
وينتهج ناشطون من اليمين المتطرف الإسرائيلي، ومستوطنون متطرفون، منذ سنوات، سياسة انتقامية تعرف باسم «تدفيع الثمن»، تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية، وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية، وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادراً ما يتم توقيف الجناة.