واشنطن تحض الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات
حضت الولايات المتحدة، أمس، الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، في وقت أكدت فيه حركة «حماس» رفض كل ما سيخرج عنه اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، الذي انطلقت أعماله في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، معتبرة أن الأطر السياسية التي تنبثق عنه «لا تمثل» الشعب الفلسطيني.
يتغيب عن اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني أكثر من 100 من أعضائه البالغ عددهم 740. |
وحض وزير الخارجية الأميركي الجديد، مايك بومبيو، الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، في ختام محادثاته في عمان، المحطة الأخيرة في جولته الشرق أوسطية الهادفة خصوصاً إلى حشد الدعم، واطلاع الحلفاء على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء الاتفاق النووي الإيراني.
وبحث بومبيو أوضاع المنطقة مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، أمس، قبل لقائه العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بعدما كان زار السعودية وإسرائيل، أول من أمس.
وعلى الرغم من عدم لقائه أي مسؤول فلسطيني خلال جولته في المنطقة، حض بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك في عمان مع نظيره الأردني، الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال إن «على الإسرائيليين والفلسطينيين الانخراط في العملية السياسية»، مضيفاً «نحض الفلسطينيين على العودة إلى الحوار السياسي».
واستشهد 45 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة منذ بداية تظاهرات انطلقت تحت اسم مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، فيما جرح أكثر من 1500. لكن بومبيو، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض انتقاد استخدام إسرائيل للقوة القاتلة، قائلاً «نرى أن الإسرائيليين لديهم الحق بالدفاع عن أنفسهم، ونحن ندعم ذلك».
من جهته، أكد الصفدي أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين «هو السبب الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة»، وأن حل الدولتين «هو الطريق الوحيد» لتحقيق السلام. وقبل مغادرته عمان، بحث بومبيو عملية السلام مع العاهل الأردني، على ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وأكد الملك «أهمية تكثيف الجهود، إقليمياً ودولياً، لإيجاد آفاق سياسية للتقدم نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الجانبين».
وأضاف أن ذلك يجب أن يكون «استناداً إلى حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية».
وشدد الملك على أن «حل الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشكل خطوة مهمة وأساسية باتجاه تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط».
وأثار قرار ترامب اعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وخطة نقل السفارة الأميركية إليها، الشهر المقبل، غضب الفلسطينيين الذين قاطعوا الاتصالات مع كبار المسؤولين الأميركيين، مؤكدين أن واشنطن ليست وسيطاً نزيهاً لتحقيق السلام.
وكانت الحكومة الأردنية أكدت أن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل «يشكل خرقاً للشرعية الدولية والميثاق الأممي»، وحذرت من «تداعيات خطرة» للقرار.
وحول الملف النووي الإيراني، قال بومبيو، إن «كلا بلدينا يعرفان التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة».
وأضاف «بحثنا أفضل السبل لمواجهة النفوذ الإيراني ومع كل حلفائنا تباحثنا حول احترام الاتفاق النووي».
من ناحية أخرى، شكك رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في شرعية اجتماعات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعلن أن الحركة لن تلتزم بما سيصدر عنها.
وانطلقت أعمال المجلس الوطني الفلسطيني، مساء أمس، وتستمر ثلاثة أيام في دورة عادية، للمرة الأولى منذ عام 1996، تزامناً مع سعي الرئيس محمود عباس إلى تعزيز موقعه قبل نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وقال هنية في خطاب غرب غزة «إننا نرفض مخرجات هذا المجلس الوطني، وإن الأطر السياسية التي تخرج عنه لا تمثل الشعب الفلسطيني».
وأضاف «هذا المجلس لن يعالج أزمة الشرعية، ولن يمنح الغطاء للخيار السياسي».
وأكد أن «(حماس) لن تقف عند تسجيل الموقف ورفض ما يجري، بل سيكون لهذا الأمر ما بعده، وستضطر الحركة لاتخاذ مواقف واضحة للحفاظ على القضية الفلسطينية ومصالح شعبنا العليا»، وقال «ستعيد (حماس) النظر في مواقفها بشأن منظمة التحرير، طالما قيادتها تقفل الأبواب تجاه المجموع الوطني».
وأشار إلى أن المجلس الوطني «سيخرج عنه بيان سياسي ومجلس مركزي (لمنظمة التحرير) ولجنة تنفيذية لا تضم (حماس) و(الجهاد الإسلامي)».
وقال إن منظمة التحرير «ستظل إن بقيت على هذا الحال تعيش أزمة الشرعية، فلا يعقل أن تكون ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني من دون أن تضم حركتي حماس والجهاد الإسلامي».
ويتغيب عن الاجتماع أكثر من 100 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 740، بينهم عشرات المتحالفين مع «حماس»، وأبلغوا قرارهم هذا في رسالة تعارض عقد الاجتماع.