عباس يعتذر عن تصريحاته بشأن اليهود.. وليبرمان يرفض

إسرائيل تقمع المشاركين في «جمعة عمال فلسطين»

صورة

أطلقت القوات الإسرائيلية، أمس، الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المحتجين الفلسطينيين على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، في الجمعة السادسة «جمعة عمال فلسطين»، من مسيرة العودة الكبرى. وفيما قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتذاره، بعد اتهامه عن تصريحاته الأخيرة بشأن اليهود، سارع وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، برفض اعتذار عباس، قائلاً اعتذاراته غير مقبولة.

«منظمة التحرير»: المرحلة الانتقالية

التي نصّ عليها اتفاق أوسلو

«لم تعد قائمة».

وتفصيلاً، أصيب عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، أمس، شرق قطاع غزة، في إطار مسيرات العودة الشعبية. واندلعت مواجهات في مناطق متفرقة على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، في إطار الجمعة السادسة من مسيرات العودة الكبرى.

وتجمّع مئات الشبان الفلسطينيين على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي الإسرائيلي في شرق مدينة غزة، وبدأوا في إلقاء الحجارة، بينما كان جنود إسرائيليون قبالتهم يحتمون وراء سواتر رملية، فيما كانت تسمع أصوات إطلاق رصاص بين وقت وآخر، لإبعاد المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات مطاطية.

وكان آلاف الفلسطينيين قد توافدوا منذ ساعات صباح أمس، للتظاهر في المناطق الشرقية لقطاع غزة، قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، وأدوا صلاة الجمعة في خيام الاعتصام.

وأعلنت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة في غزة، إطلاق اسم جمعة «جمعة عمال فلسطين»، على الجمعة السادسة من المواجهات، لتزامنها مع يوم العمال العالمي، ودعت إلى أوسع حشد شعبي فيها.

في وسط قطاع غزة، كان عدد من الفتية شرق مخيم البريج للاجئين يجهزون نحو 50 طائرة ورقية لتطييرها، بعد تثبيت زجاجات حارقة فيها في اتجاه المناطق الزراعية الإسرائيلية.

وقال القيادي في حركة «حماس» إسماعيل رضوان، الذي وصل إلى منطقة تبعد نحو 400 متر عن الحدود الإسرائيلية شرق مدينة غزة «ماضون في مسيرة العودة وكسر الحصار الإسرائيلي، الاحتلال ليس له إلا أن يرحل عن أرضنا».

وبحسب إحصاءات فلسطينية رسمية، استشهد 45 فلسطينياً، وجرح أكثر من 6000 منذ بدء مسيرات العودة الشعبية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة في 30 من مارس الماضي.

وتستهدف هيئة مسيرات العودة، التي تضم فصائل وجهات حقوقية وأهلية، استمرار فعالياتها حتى تصل ذروتها في 15 من الشهر الجاري، عند إحياء الذكرى السنوية رقم 70 ليوم النكبة الفلسطينية.

من جهة أخرى، قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتذاره أمس، بعد اتهامه بمعاداة السامية، وذلك بعدما قال في كلمة إن الاضطهاد التاريخي لليهود الأوروبيين نجم عن سلوكهم، وليس دينهم.

ودان عباس في بيان أصدره مكتبه في رام الله معاداة السامية، وقال إن المحرقة «أشنع جريمة في التاريخ». وصدر البيان بعد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني استمر أربعة أيام، أدلى خلاله عباس بالتصريحات عن اليهود.

وجاء في البيان «إذا شعر الناس بالإهانة من خطابي أمام المجلس الوطني الفلسطيني، وخاصة من أتباع الديانة اليهودية، فأنا أعتذر لهم. وأود أن أؤكد للجميع أنه لم يكن في نيتي القيام بذلك، وأنني أؤكد مجدداً احترامي الكامل للدين اليهودي، وكذلك غيره من الأديان السماوية».

ووجه قادة إسرائيليون ويهود ودبلوماسيون انتقادات لعباس (82 عاماً)، واتهموه بمعاداة السامية، وإنكار المحرقة، بعد تصريحاته يوم الاثنين، خلال كلمته الافتتاحية أمام المجلس الوطني الفلسطيني. وفي فقرة مطولة بشأن التاريخ، قال عباس إن اليهود «كانوا كل 10-15 سنة يتعرضون لمذبحة من دولة ما، منذ القرن الـ11 حتى (الهولوكوست)».

وسريعاً رفض وزير الدفاع الإسرائيلي اعتذار عباس. وكتب على «تويتر» «أبومازن ناكر بائس للمحرقة، أعد رسالة دكتوراه عن إنكار المحرقة، ونشر لاحقاً كتاباً عن إنكار المحرقة. هذه الطريقة التي يجب معاملته بها. اعتذاراته غير مقبولة».

ويوم الأربعاء اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عباس بمعاداة السامية، وإنكار المحرقة.

وفي اعتذاره أمس، قال عباس «وأود أيضاً أن أكرر إدانتنا للمحرقة النازية، كونها أشنع جريمة في التاريخ، وأن أعرب عن تعاطفنا مع ضحاياها».

وتابع «كذلك فإننا ندين معاداة السامية بجميع أشكالها، ونؤكد التزامنا بحل الدولتين، والعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن».

من جهته، أعلن المجلس المركزي الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية فجر أمس، بعد اختتام أعماله في رام الله، أن التزامات الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو والقاهرة وواشنطن، «لم تعد قائمة»، مجدداً رفضه قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلن المجلس المركزي في بيانه الختامي اتخاذ قرارات، أبرزها اعتبار «أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو والقاهرة وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات، لم تعد قائمة». وكلف المجلس «اللجنة التنفيذية بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية، ووقف الاستيطان». ورفض «الحلول المرحلية والدولة ذات الحدود المؤقتة، ودولة غزة».

تويتر