جنود من قوات النظام يرفعون علامة النصر وهم يشرفون على عملية إجلاء مئات المسلحين من جنوب دمشق. إي.بي.إيه

19 قتيلاً من جنود النظام بمعـارك مع «داعــش» جنــوب دمشق

قتل 19 جندياً من قوات النظام السوري وحلفائها، أمس، في الاشتباكات مع تنظيم «داعش» المستمرة منذ أيام، للسيطرة على منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق، والتي يسيطر عليها التنظيم، في وقت طالب «المجلس العربي لعشائر الجزيرة والفرات» الولايات المتحدة وروسيا، التدخل لوقف القتال بين «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) و«قوات النخبة» التابعة لـ«تيار الغد»، الذي يتزعمه رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد الجربا، والحليفتين لواشنطن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 19 جندياً من قوات النظام السوري وحلفائه قتلوا في المعارك المستمرة منذ أيام للسيطرة على منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق، الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش».

وأكد تصاعد القتال بين قوات النظام المدعومة بميليشيات من «حزب الله» اللبناني وإيران، ومسلحي التنظيم في جنوب دمشق، حيث تركز القتال في حي الحجر الأسود ومحيط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي التضامن.

ورافق القتال قصف مكثف بالقذائف المدفعية والصاروخية، إضافة إلى القصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات المروحية، والقصف من الطائرات الحربية على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» جنوب دمشق.

وتسيطر قوات النظام السوري على معظم أجزاء حي الحجر الأسود، وإن لم تكمل السيطرة عليه بالكامل بعد، لكنها تمكنت من تضييق الخناق على مسلحي التنظيم، ومقتل عدد من أفراده.

وقال المرصد إن عدد جنود النظام السوري والموالين له الذين قتلوا في معركة السيطرة على الحجر الأسود منذ 19 أبريل الماضي، ارتفع إلى 142 قتيلاً، من بينهم 18 ضابطاً، في حين ارتفع عدد قتلى «داعش» إلى 111 قتيلاً.

وذكرت مصادر سورية محلية أن قوات النظام حقّقت تقدماً من جهتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وسيطرت على مبنى ناحية الحجر الأسود وصالة نادي عمال القنيطرة، بعد انسحاب مسلحي «داعش».

في السياق، استمر مسلحو المعارضة السورية وأسرهم، أمس، في مغادرة جيب جنوب دمشق إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال سورية.

وبدأ انسحاب المسلحين من الجيب الخميس الماضي، بعد استسلامهم. ومن المتوقع أن يغادر نحو 5000 من المسلحين وأفراد أسرهم بيت سحم وببيلا ويلدا.

من ناحية أخرى، طالب «المجلس العربي لعشائر الجزيرة والفرات» الولايات المتحدة وروسيا، أول من أمس، التدخل لوقف القتال بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) وقوات النخبة التابعة لتيار الغد، الذي يتزعمه رئيس الائتلاف السوري المعارض السابق أحمد الجربا.

وقال المجلس في بيان، «إن قوات سورية الديمقراطية قامت بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم عنيف تصدت له قوات النخبة فجر الرابع من مايو 2018، وإننا في المجلس العربي في الجزيرة والفرات نحمل (قسد) مسؤولية هذا العمل الخطر، الذي يهدّد بفتنة عربية كردية، وينذر بالمزيد من إراقة الدم السوري، ويترك منطقة الجزيرة والفرات مفتوحة على جميع الاحتمالات».

وطالب المجلس «القوى الفاعلة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا، بأن تأخذ على عاتقها إيقاف خطورة ما يجري في منطقة لا يوجد فيها سوى العنصر العربي».

وأكد أحد شيوخ المجلس العربي، طلب عدم ذكر اسمه، لوكلة الأنباء الألمانية أن سبب الهجوم يعود إلى طلب (قسد) من «قوات النخبة» تسليم أسلحتهم، وتهديدهم بضربهم جوياً من التحالف الدولي في حال رفضوا.

وأضاف «أقدمت مجموعة مؤلفة من نحو 50 عنصراً من قوات سورية الديمقراطية على مهاجمة منزل أحد قياديي قوات النخبة في قرية أبوحمام في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، الخميس، مطالبين بتسليم كامل أسلحتها».

وكشف عضو المجلس أن «السبب الرئيس للخلاف أن الوحدات الكردية التي تسيطر على القرار ترفض وجود أي فصيل عربي في المنطقة، لأنه يشكل عليهم خطراً، خصوصاً في ظل رفض أبناء العشائر العربية التحاق بقوات (قسد)، والتوجه إلى قوات النخبة، في منطقة لا وجود للأكراد فيها على الإطلاق».

وشاركت «قوات النخبة» في عملية تحرير محافظة الرقة إلى جانب «قوات سورية الديمقراطية»، وشهدت اشتباكاً بين الطرفين أكثر من مرة في محافظتي الحسكة ودير الزور.

إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية لـ«رويترز»، إن القوى الغربية تدرس مقترحاً فرنسياً لإنشاء آلية جديدة بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، تمكنها من تحديد المسؤولية عن الهجمات بذخائر محظورة.‬‬

ولا تستطيع المنظمة التي يوجد مقرها في لاهاي سوى تحديد ما إذا كانت هذه الهجمات قد وقعت أم لا، وليس الجهة التي نفذتها.

ومن شأن وضع آلية جديدة منحها هذا الدور الذي اضطلعت به لجنة تحقيق مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سورية، إلى أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد تجديد تفويضها في نوفمبر الماضي.

وقال دبلوماسي فرنسي كبير «كل ما يتعلق بسورية يواجه عرقلة في مجلس الأمن الدولي، وفي العموم نرى استهانة متكررة وممنهجة بأطر العمل متعددة الأطراف بما في ذلك انتشار الأسلحة الكيماوية».

وأضاف «نحتاج آلية لتحديد المسؤولية».

لكن من المرجح أن يواجه المقترح الفرنسي مقاومة من روسيا ودول أخرى.

ولم تحظ مبادرات طرحت في الآونة الأخيرة بالمنظمة للتنديد بسورية لاستخدامها أسلحة كيماوية بالدعم الكافي.

 

الأكثر مشاركة