محامي ترامب يعتبر أن تغيير نظام طهران يحقق السلام في الشرق الأوسط
نتنيــاهــو يفـضّـــل مواجهــة إيـــــران «عاجلاً وليس آجلاً»
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يفضّل مواجهة إيران «عاجلاً وليس آجلاً» في صراع في طور التبلور، على خلفية تصرفات طهران في سورية. في وقت قال محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعمدة نيويورك السابق، رودي جولياني، إن تغيير النظام الإيراني يحقق السلام بالشرق الأوسط، فيما حذرت طهران واشنطن من أنها ستندم «ندماً تاريخياً» في حال قررت الانسحاب من الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مستهل اجتماعه الأسبوعي مع مجلس الوزراء في القدس المحتلة، إن إسرائيل «عاقدة العزم» على وقف «العدوان الإيراني» ضد إسرائيل.
وأكد أنه «حتى إذا انطوى الأمر على صراع، فليكن عاجلاً وليس آجلاً».
وأضاف أن «الدول غير المستعدة لاتخاذ خطوة في الوقت المناسب ضد العدوان القاتل ضدها، تدفع الثمن أكبر بكثير لاحقاً، لا نريد تصعيداً ولكننا مستعدون لأي سيناريو».
وجاء ذلك في إطار تحذير نتنياهو من الوجود العسكري الإيراني في سورية منذ شهور، حيث قال إن طهران، إلى جانب ميليشيات «حزب الله» المتحالفة مع إيران، تسعيان إلى تأسيس جبهة جديدة ضد إسرائيل في سورية، في الوقت الذي تهدأ الحرب الأهلية هناك.
وتقول إيران إنها تعمل في سورية بناء على طلب من الحكومة السورية.
وقال نتنياهو إن إيران تنقل إلى سورية نظماً مضادة للطائرات وصواريخ سطح - سطح وطائرات من دون طيار، من أجل «إلحاق الضرر» بإسرائيل.
ويأتي بيان نتنياهو قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإعادة فرض العقوبات على إيران، وهو ما يمكن أن يكتب حروف نهاية الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم عام 2015.
ولطالما احتج نتنياهو على الاتفاق، قائلاً إنه لا يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي في غضون سنوات. وقدم نتنياهو، الأسبوع الماضي، مجموعة من الوثائق قال إنها تثبت أن إيران تخطط لمواصلة برنامج الأسلحة النووية في وقت لاحق.
في السياق، قال محامي الرئيس الأميركي، رودي جولياني، أمام مؤتمر المعارضة الإيرانية تحت عنوان «تحرير إيران من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية»، إن ترامب تحدث علناً عن رغبته في تغيير نظام الحكم بإيران، والانسحاب من الاتفاق النووي.
وأكد أن ترامب «مهتم بالقدر نفسه بتغيير النظام في إيران، مثله مثل كل أولئك المجتمعين في هذا المؤتمر».
ورأى أن تغيير النظام في إيران هو «السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط»، وشدد في كلمته على أن «هذا أكثر أهمية من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، على حد تعبيره.
يأتي ذلك فيما تجمع الآلاف من أنصار المعارضة الإيرانية في هذا المؤتمر، وعلى رأسهم منظمة «مجاهدي خلق» و«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، في فندق غراند حياة بالعاصمة واشنطن، الذي نظمته رابطة الجاليات الإيرانية - الأميركية، حيث حضروا من 40 ولاية أميركية للمؤتمر.
من جهته، قال وزير الطاقة الأميركي السابق الحاكم السابق لولاية نیومكسيكو، بيل ريتشاردسون، في كلمته أمام المؤتمر، إنه يجب دعم الانتفاضة الإيرانية ورغبة الشعب الإيراني في إقامة دولة حرة وديمقراطية تعيش بسلام مع جيرانها، مؤكداً أن «وقت التغيير قد حان».
بدورها، عبرت عضو الكونغرس الأميركي، إيليانا رزلهتنن، عن دعمها للمؤتمر، وقالت: إنكم تمثلون صوت الشعب الإيراني، أولئك الذين يتظاهرون في شوارع المدن الإيرانية».
أما عضو الكونغرس الأميركي، إليوت انجل، فأكد أن هناك داعمين في الكونغرس للمعارضة الإيرانية، وقال: «إنهم يريدون العمل على إحقاق السلام والاستقرار في إيران».
من جهتها، قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، في رسالة مسجلة للمؤتمر إن «الشعب الإيراني الذي انتفض، في ديسمبر الماضي، وسجل انتفاضته بمئات المظاهرات والاحتجاجات، يعمل على الإطاحة بنظام ولاية الفقيه برمته، ويطالب المجتمع الدولي، وبالتحديد الحكومات الغربية، بدعم انتفاضة إيران للإطاحة بالنظام».
ودعت رجوي المجتمع الدولي إلى إجبار النظام على إطلاق سراح المعتقلين في انتفاضة ديسمبر، والاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك المئات من المواطنين العرب والأكراد، وإنهاء المضايقات ضد مزارعي أصفهان.
وأضافت أن الاتفاق النووي منح النظام «تنازلات غير مبررة»، وأكدت أن «قطع أذرع النظام الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط» يجب أن يكون «مبدأ أساسياً في أي اتفاق».
وذكرت رجوي أن «الملالي استخدموا امتيازات الاتفاق النووي لقمع الشعب الإيراني، وقتل الشعب السوري، ولدعم الميليشيات في لبنان واليمن».
وطالبت بتفكيك المشروعين النووي والصاروخي للنظام، وطرد قوات الحرس الثوري من دول المنطقة، وإجبار هذا النظام على وقف التعذيب والإعدام.
إلى ذلك، حذرت طهران واشنطن من الانسحاب من الاتفاق النووي، لكن من دون تحديد نياتها بدقة.
وقال الرئيس، حسن روحاني، في خطاب نقله التلفزيون الإيراني إن «أميركا إذا انسحبت من الاتفاق النووي سترى نفسها عاجلاً النادمة تاريخياً» على ذلك. وأكد أنه «في جميع هذه الحالات، على الولايات المتحدة أن تعرف أننا صامدون أمام جميع المؤامرات».
وأضاف «أعلن للجميع أن الحكومة قامت، قبل أشهر، بإبلاغ جميع القطاعات التنفيذية للبلاد بالأوامر والتعليمات اللازمة، ومنها منظمة الطاقة النووية الإيرانية، إذ إنني شخصياً قابلت كبار مسؤوليها، فضلاً عن إعطائنا التعليمات والأوامر اللازمة في الشأن الاقتصادي» من دون مزيد من التفاصيل.
في هذه الأثناء، بدأ وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أمس، زيارة لواشنطن تستمر يومين، حيث سيبحث بشكل رئيس الملف الإيراني.
وقال في بيان إن الغربيين «موحدون في جهودهم لمواجهة هذا النوع من السلوك الإيراني الذي يجعل منطقة الشرق الأوسط أقل أماناً».
ورأى جونسون أنه يتعين «الحفاظ» على الاتفاق مع إيران «مع تطويره بغرض أن يؤخذ في الاعتبار القلق المشروع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news