إسرائيل تهدّد باغتيال الأسد حال سماحه لإيران باستخدام أراضي سورية لمهاجمتها

37 قتيلاً من قوات النظـام في هجوم مضاد لـ «داعش» جنوب دمشق

معارضون وعائلاتهم ينتظرون حافلات لإجلائهم من مدينة الرستن بريف حمص إلى ريف حلب. أ.ف.ب

قُتل 37 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، جراء هجوم مضاد شنه تنظيم «داعش» ضد مواقعهم في جنوب دمشق. في وقت هددت إسرائيل، أمس، باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد رداً على أي هجوم إيراني ضدها من داخل الأراضي السورية.

وقالت مصادر في المعارضة السورية، إن 37 عنصراً من قوات النظام والموالين لها قتلوا خلال معارك مع تنظيم «داعش» في حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بينهم عناصر أعدموا ميدانياً على يد «داعش».

وأكدت المصادر نفسها أن 13 عنصراً من المقاتلين الفلسطينيين، أغلبهم من «لواء القدس» الفلسطيني، قتلوا خلال معارك في شارع العروبة بين مخيم اليرموك والحجر الاسود جنوب دمشق، والذي استعاده عناصر تنظيم «داعش» من قوات النظام والفصائل الفلسطينية يوم السبت الماضي.

ونفت المصادر «ما تشيعه وسائل الإعلام الحكومية السورية والمقربون منها من سقوط قتلى في صفوف عناصر المعارضة ومسلحي داعش».

وقالت: «إلى الآن لم تبث تلك الوسائل صوراً للقتل، وأن ما خسرته فصائل المعارضة ومسلحي داعش لا يتجاوز 20 عنصراً على الرغم من القصف الجوي، بينما تجاوزت خسائر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها أكثر من 500 قتيل، بينهم ضباط برتب عليا خلال معارك أحياء جنوب دمشق، ومخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم والعسالي والزين جنوب دمشق».

وأنهت الحملة العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية للسيطرة على أحياء جنوب دمشق يومها الـ18، حيث سيطرت على أكثر من 70% من مخيم اليرموك والحجر الأسود.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 31 عنصراً من قوات النظام السوري خلال يومين جراء هجوم مضاد شنه «داعش» ضد مواقعهم في جنوب دمشق.

وتمكنت قوات النظام الأسبوع الماضي من قطع الطريق الواصل بين مخيم اليرموك والحجر الأسود، وفق المرصد، إلا أن «داعش» شنّ السبت هجوماً مضاداً ونجح في إعادة فتح الطريق.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»: «تستمر عمليات الكر والفر لمقاتلي تنظيم داعش منذ شن الهجوم، وأسفرت عن مقتل 31 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له، غالبيتهم في كمائن» نصبها المتطرفون.

وأضاف أن قوات النظام تتقدم ببطء منذ السبت الماضي، وإن كانت سيطرت على عدد من المواقع والمباني إلا أنها لم تحقق أي تقدم استراتيجي.

ويسيطر «داعش» على نحو 80% من مخيم اليرموك و40% من الحجر الأسود، فضلاً عن أجزاء من حيي القدم والتضامن.

وتواصل قوات النظام منذ السبت استهداف مناطق سيطرة المتطرفين بالغارات والسلاح المدفعي، وفق عبدالرحمن الذي أشار الى انه منذ بدء الهجوم في 19 أبريل قتل أكثر من 150 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها مقابل 120 من تنظيم «داعش»، وأسفرت المعارك أيضاً عن مقتل 47 مدنياً.

من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، إن رد إسرائيل على أي هجوم إيراني ضدها من داخل الأراضي السورية ربما يكون الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد، ملمحاً إلى احتمال أن يكون الأسد نفسه هدفاً للاغتيال.

ومنذ فبراير الماضي اشتد الخلاف بين إسرائيل وإيران بشأن سورية، ما أثار مخاوف من تصعيد كبير قبل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقب بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وفي التاسع من أبريل أسفرت ضربة جوية ضد قاعدة سورية عن مقتل سبعة من قوات الحرس الثوري الإيراني. واتهمت طهران إسرائيل بتنفيذ هذه الضربة وتوعدت بالانتقام، ما دفع إسرائيل إلى التهديد بتوسيع هجماتها ضد أهداف عسكرية إيرانية في سورية.

وفي تصعيد لتلك التحذيرات، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، أمس، إن الأسد ربما يجد نفسه هدفاً لإسرائيل.

وأضاف شتاينتز، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر، لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني «إذا سمح الأسد لإيران بتحويل سورية إلى قاعدة عسكرية ضدنا، لمهاجمتنا من الأراضي السورية، فعليه أن يعرف أنها ستكون نهايته ونهاية نظامه».

ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أن إسرائيل ربما تغتال الأسد، قال شتاينتز: «دمه سيكون مباحاً».

ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزارة الحرب على هذه التصريحات.

وتدعم إيران وميليشيات «حزب الله» اللبنانية وروسيا حكومة دمشق في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ سبع سنوات. وتخشى إسرائيل من أن تعزز إيران وجودها في سورية، وأن تشكل مع «حزب الله» جبهة سورية لبنانية ضدها.

وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية، أول من أمس، ما وصفته بأنه تحذير من أجهزة المخابرات الإسرائيلية من أن إيران تخطط لهجوم صاروخي من داخل سورية ضد قواعد عسكرية إسرائيلية.

وفسر محللون هذا الإعلان بأنه تحذير لإيران بأن خططها مفضوحة.

ويلتقي نتنياهو غداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حيث يناقشان الملف السوري الذي تدعم فيه موسكو بقاء الأسد في السلطة.

وفي تلميح إلى بوتين قال شتاينتز: «على من يحرص على بقاء الأسد، أن يبلغه بضرورة منع الهجمات على إسرائيل».

إلى ذلك، بدأت أمس، عملية اجلاء مقاتلين معارضين وعائلاتهم من مناطق سيطرتهم في حمص وسط سورية، بموجب اتفاق مع روسيا يقضي بخروجهم بعد الانتهاء من تسليم سلاحهم الثقيل.

وتوصلت الفصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي المحاذيين، بداية الشهر الجاري، إلى اتفاق يقضي بوقف لاطلاق النار في مناطق سيطرتهم وأبرزها مدن الرستن وتلبيسة والحولة، قبل تسليمهم سلاحهم الثقيل، ثم خروج الراغبين من المقاتلين والمدنيين باتجاه حلب في الشمال السوري.

 

تويتر