بومبيو: الولايات المتحدة لم تستهدف أوروبا عندما انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني. إي.بي.إيه

واشنطن تأمل اتفاقاً ناجحاً يحمي العالم من سلوك إيران المؤذي

أعربت الولايات المتحدة، أمس، عن أملها بأن تتمكن مع أوروبا من التوصل إلى اتفاق ناجح يحمي العالم من «سلوك إيران المؤذي»، بعد انسحاب البيت الأبيض من الاتفاق النووي الحالي، فيما أعربت إيران عن أملها بمستقبل «أكثر وضوحاً» للاتفاق النووي الإيراني.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن واشنطن لاتزال راغبة في العمل مع شركائها الأوروبيين بشكل «وثيق» للتوصل إلى اتفاق جديد لمواجهة «سلوك إيران المؤذي».

وقال لتلفزيون «فوكس نيوز»، أمس «آمل أن نستطيع في الأيام والأسابيع المقبلة التوصل إلى اتفاق ناجح فعلاً، يحمي العالم من سلوك إيران المؤذي، ليس فقط بشأن برنامجهم النووي، ولكن كذلك بشأن صواريخها وسلوكها السيئ».

وأضاف «وسأعمل بشكل وثيق مع الأوروبيين لمحاولة تحقيق ذلك».

وأكد أن الولايات المتحدة لم تستهدف أوروبا عندما انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني، الأسبوع الماضي، وبعد أن هدد الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تواصل العمل هناك.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن أمله أن تثمر جولته التي بدأت من بكين، أمس، التوصل إلى صورة «أكثر وضوحاً» عن مستقبل الاتفاق النووي، الذي يواجه خطر الانهيار، عقب انسحاب واشنطن منه، في مستهل حراك دبلوماسي لإنقاذه.

وقال ظريف خلال لقاء في بكين مع نظيره الصيني وانغ يي «نأمل خلال هذه الرحلات الحصول على صورة أكثر وضوحاً عن مستقبل الاتفاق النووي»، حسبما نقلت عنه وكالة «اسنا» الطلابية شبه الرسمية باللغة العربية.

• جون بولتون يرى أن فرض عقوبات أميركية على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران أمر «محتمل».

ويزور ظريف موسكو وبروكسل للتشاور مع بقية الدول الموقعة على الاتفاق الذي أبرم في 2015 وندد به الرئيس الأميركي.

وأثار قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق، وإعادة فرض العقوبات على طهران، غضب حلفائها الأوروبيين، إضافة إلى الصين وروسيا.

وكانت الصين بين الدول الست الكبرى إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي توقع على الاتفاق، الذي تم رفع العقوبات بموجبه مقابل التزام طهران بعدم حيازة أسلحة نووية.

ولدى وصوله إلى بكين، قال ظريف إن طهران مستعدة «لجميع الخيارات. إذا كان الاتفاق سيستمر، يجب العمل على ضمان مصالحنا»، بحسب «اسنا».

وأشاد ظريف بالشراكة «الاستراتيجية الشاملة» بين الصين وإيران، في حين قال وانغ «آمل وأؤمن بأن تسهم زياراتكم هذه إلى دول عدة في حماية مصالح إيران الوطنية والمشروعة، والسلام والاستقرار في المنطقة».

وقبل مغادرته، أصدر ظريف بياناً عبر «تويتر» ينتقد «الإدارة المتطرفة» للرئيس ترامب، ونبه إلى أن إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم «على المستوى الصناعي من دون أي قيود»، إلا إذا قدمت القوى الأوروبية ضمانات ملموسة لاستمرار العلاقات التجارية، على الرغم من إعادة العقوبات الأميركية.

وسارع ترامب إلى الرد، مساء السبت، عبر «تويتر»، وكتب أن «موازنة إيران العسكرية ارتفعت بنسبة 40% منذ التوصل إلى الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه من قبل (الرئيس السابق باراك) أوباما، في مؤشر آخر على أن كل شيء كان كذبة كبيرة». وفي طهران، أعرب دبلوماسيون أوروبيون عن غضبهم جراء قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي، مشيرين إلى احتمال أن يقوض ذلك سنوات من العمل الدؤوب لاستعادة العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إيران.

وقالت دبلوماسية غربية معنية بالمسائل التجارية، رفضت الكشف عن هويتها «انتقلنا من أجواء الاندفاع نحو تحقيق الثروة (التي سادت) منذ التوقيع (على الاتفاق النووي) إلى أزمة تثير الاكتئاب».

وأضافت «ننتظر حالياً معرفة الكيفية التي سيرد بها الاتحاد الأوروبي. في حال مال نحو مهادنة الولايات المتحدة، فسيضيع كل التقدم الذي أحرزناه منذ 2015».

وتتحرك حالياً التيارات المتشددة، التي لطالما عارضت خطوات الرئيس حسن روحاني لتحسين العلاقات مع الغرب، ضد جهود إنقاذ الاتفاق النووي.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة أنباء «فارس» المرتبطة بالمحافظين عن قائد حرس الثورة اللواء محمد علي جعفري، قوله إن «الأوروبيين أعلنوا مراراً أنه لا يمكنهم الوقوف أمام إجراءات الحظر الأميركية، لقد منحنا الأوروبيين الفرصة، ولكن عليهم أن يعطوا الضمانات، لكنني استبعد أن يفعلوا ذلك».

وأضاف «لذا، ينبغي علينا متابعة مسار الاكتفاء الذاتي الوطني والصناعة النووية بالاعتماد على الطاقات الداخلية».

من جهته، قال الرئيس الإيراني، أمس، إن طهران ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي، إذا ضمنت حماية مصالحها، مضيفاً أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق «انتهاك للمعايير الأخلاقية».

وأشار خلال اجتماع مع رئيس سريلانكا، مايثريبالا سيريسينا، الذي يزور طهران، إلى أن «الانسحاب الأميركي انتهاك للمعايير الأخلاقية والسياسية والسبل الدبلوماسية السلمية والمقررات العالمية».

إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أمس، إن فرض عقوبات أميركية على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي «محتمل».

وأضاف في برنامج «ستيت اوف ذا يونيون» على محطة «سي.إن.إن»، أن «هذا أمر محتمل، يتوقف على سلوك الحكومات الأخرى».

الأكثر مشاركة