55 شهيداً برصاص الاحتلال في غزة.. والإمارات تدين التصعيد
استشهد 55 فلسطينياً، بينهم سبعة أطفال، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعه لآلاف الفلسطينيين الذين زحفوا صوب السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة، ضمن مسيرات العودة في الذكرى الـ70 للنكبة، فيما افتتحت الولايات المتحدة، أمس، سفارتها في القدس المحتلة في خطوة أثارت استنكاراً دولياً واسعاً، بينما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخطوة «يوماً عظيماً لإسرائيل»، مؤكداً في الوقت نفسه التزام واشنطن بالتوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. في حين دانت دولة الإمارات التصعيد الإسرائيلي في غزة، واستنكرت استخدام القوة ضد الفلسطينيين العزل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 55 وإصابة أكثر من 2000 آخرين جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لآلاف الفلسطينيين الذين زحفوا صوب السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة، كما قصفت طائرات ومدفعية الاحتلال عدداً من الأهداف في القطاع.
وقصفت قوات الاحتلال موقع فلسطين شمال قطاع غزة بثلاثة صواريخ من طائرات حربية، فيما استهدفت مجموعة من الشبان حاولوا اجتياز السلك شمال بيت حانون بقذيفتين مدفعيتين، وكذلك قصفت نقطة رصد للمقاومة شرق جباليا شمال القطاع بقذيفتين.
وسقط أربعة من الشهداء و15 جريحاً في القصف الذي استهدف نقطة الرصد شمال جباليا.
وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة عن استشهاد أربعة من منتسبيها برصاص الاحتلال أثناء القيام بمهامهم وتأدية واجبهم الوطني في مسيرات العودة بذكرى النكبة.
ودانت دولة الإمارات، بشدة، التصعيد الإسرائيلي الذي يشهده قطاع غزة.
وعبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل، الذين يمارسون حقهم في التظاهر والمطالبة بحقوق مشروعة، محذرة من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطر.
وشددت على رفض الإمارات القاطع لاستخدام القوة في مواجهة المسيرات السلمية، التي انطلقت في الذكرى الـ70 للنكبة، مطالبة بحقوق عادلة.
ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق، مجددة تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت والمستمر تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في غزة.
وقال للصحافيين في فيينا، أمس: «نشهد تصعيداً في النزاعات. أشعر بالقلق الشديد للأحداث في غزة مع سقوط عدد مرتفع من القتلى».
ودعت فرنسا «جميع الفرقاء» إلى تجنب «تصعيد جديد» في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: «في وقت يتصاعد التوتر على الأرض، تدعو فرنسا جميع الفرقاء الى التحلي بالمسؤولية بهدف تجنب تصعيد جديد».
بدورها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى «أقصى درجات ضبط النفس».
وقالت في بيان: «قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال وأصيب المئات بنيران إسرائيلية خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة. ونتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح».
وأضافت: «على إسرائيل احترام حق الاحتجاج السلمي ومبدأ عدم الإفراط في استخدام القوة. وعلى حماس ومن يقودون التظاهرات في غزة ضمان أن تظل غير عنيفة، ويجب ألا يستغلوها لأغراض أخرى».
ودعت موغيريني الجانبين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة التزام الاتحاد الأوروبي بدوره في محاولة تعزيز السلام في المنطقة.
في السياق، دشنت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في مدينة القدس المحتلة، أمس، وفي خطوة مثيرة للجدل سار حفل تدشين السفارة كما كان مخططاً له، وبحضور مسؤولين أميركيين بينهم ابنة ترامب إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وكلاهما يشغلان منصب مساعدين في البيت الأبيض.
وقال ترامب في كلمة مصورة للحفل: «إسرائيل دولة ذات سيادة، ومن حقها اختيار عاصمتها».
وأضاف: «اليوم نفتتح رسمياً سفارة الولايات المتحدة في القدس. تهانينا، لقد مر وقت طويل». ووصف المدينة بأنها «العاصمة الحقيقية لإسرائيل»، و«العاصمة التي أقامها الشعب اليهودي منذ قديم الأزمنة، وهذا أمر مهم».
إلى ذلك، قال ترامب: «أملنا الأكبر هو للسلام»، على الرغم من أن خطوته تسببت بإغضاب الفلسطينيين.
وبحسب ترامب فإن واشنطن «تبقى ملتزمة بشدة بتسهيل اتفاق سلام دائم».
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حفل تدشين السفارة: «الرئيس ترامب.. عبر اعترافك بالتاريخ فإنك دخلت التاريخ». وأضاف: «نحن في القدس، ونحن هنا لنبقى».
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مجدداً، التزام الولايات المتحدة «بسلام عادل وشامل بين إسرائيل والفلسطينيين»، بمناسبة تدشين السفارة الأميركية في القدس.
وأزاحت إيفانكا ترامب يرافقها وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين الستار عن شعار السفارة، كإشارة رسمية لافتتاح المقر.
وقالت إيفانكا: «نرحب بكم رسمياً وللمرة الأولى في السفارة الأميركية، هنا في القدس عاصمة إسرائيل».
واستنكرت المجموعة الدولية وفي مقدمتها بريطانيا، أقرب حليف للولايات المتحدة، وروسيا، نقل السفارة الأميركية إلى القدس الذي سبق أن رفضته 128 دولة من أصل الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها الى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع» المدينة المقدسة. وأضافت أن «السفارة البريطانية في إسرائيل مقرها في تل أبيب، ولا نعتزم نقلها».
وفي موسكو، قال الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، رداً على سؤال حول ما إذا كان نقل السفارة الاميركية يثر مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة: «نعم، لدينا مثل هذه المخاوف، وسبق أن عبرنا عنها». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الولايات المتحدة خسرت «دور الوسيط» في الشرق الأوسط بعد قرارها نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب الى القدس.
وقال: «نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع، وبالتالي تخسر دور الوسيط في عملية السلام» في الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس «خطوة بالغة الخطورة» معتبراً أن الإدارة الأميركية لا تدرك «أبعادها الحقيقية».
واعتبرت الحكومة الأردنية أن افتتاح السفارة الأميركية في القدس يشكل «خرقاً واضحاً» لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أنه «إجراء أحادي باطل لا أثر قانونياً له، ويدينه الأردن».
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان، «دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وجدد العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
وقال في رسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن هذه «الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة». ووصفها بـ«العمل الأحادي الجانب الذي يتنافى مع ما دأبت الأسرة الدولية في التأكيد عليه».
وهاجم الرئيس الفلسطيني، افتتاح الولايات المتحدة سفارتها في مدينة القدس، واعتبرها «بؤرة استيطانية أميركية في القدس الشرقية».
وأكد عباس، في كلمة خلال افتتاح اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله، أن الولايات المتحدة «لم تعد وسيطاً» بعد نقل السفارة، وشدّد على أنه لن يتم قبول أي صفقة أو مبادرة تعرضها واشنطن بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال: «إذا كان ولابد، فنحن لن نقبل إلا بوساطة دولية، تأتي من خلال مؤتمر دولي بعدد من دول العالم، وليس بدولة واحدة على الإطلاق». ودان «المجازر» في قطاع غزة، ودعا إلى تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام حداداً على الشهداء، بالإضافة إلى إضراب اليوم، لمرور 70 عاماً على النكبة.