شهيدان في غزة.. والإضراب الشامل يعمّ الأراضي الفلسطينية
تنديد دولي واستدعاء سفـراء.. وسط دعوات للتحقيق في المجازر الإسرائيلية
تواصلت، أمس، ردود الفعل الدولية المنددة باستشهاد 61 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، فيما عمدت بعض الدول إلى استدعاء السفراء الإسرائيليين، احتجاجاً على استشهاد عشرات الفلسطينيين، وسط دعوات واسعة للتحقيق في المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين العزل، في وقت عم فيه إضراب شامل جميع الأراضي الفلسطينية، حداداً على أرواح شهداء غزة، بالتزامن مع استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال في غزة.
واستمرت ردود الفعل الدولية، المنددة بالمجازر الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، تزامناً مع تدشين السفارة الأميركية في القدس.
وطلبت تركيا من السفير الإسرائيلي في أنقرة، إيتان نائيه، مغادرة البلاد مؤقتاً، احتجاجاً على استشهاد عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة. كما دعا رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، الدول الإسلامية التي تربطها علاقات باسرائيل إلى «إعادة النظر فيها».
وأعربت روسيا عن «أشد القلق»، وصرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن «الوضع، خصوصاً مقتل عشرات من الفلسطينيين، يثير أشد القلق بالتأكيد».
وقال بيسكوف «إن موسكو عبرت، منذ البداية، عن القلق إزاء أعمال الولايات المتحدة، التي يمكن أن تؤدي إلى إثارة التوتر في الشرق الأوسط». وتابع «مع الأسف هذا ما تسببت به».
ودعت الصين إلى ضبط النفس «خصوصاً» من جانب إسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، إن الصين «قلقة جداً، إزاء الحصيلة الكبيرة للنزاع الدامي على حدود غزة».
وأضاف «نعارض العنف ضد المدنيين، وندعو الجانبين خصوصاً إسرائيل إلى ضبط النفس، وتفادي تصعيد التوتر».
ورفض مجلس الوزراء السعودي، الذي عقد جلسة، أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن بيان لمجلس الوزراء تأكيده «أن هذه الخطوة تمثل انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني، التي كفلتها القرارات الدولية». وأضافت «أن حكومة المملكة سبق أن حذرت من العواقب الخطرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة، لما تشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم». ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط «بأشد العبارات ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في حق الفلسطينيين العزل»، واصفاً ما تقوم به بأنه «يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب».
وطالبت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التابعة للجامعة العربية، المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق في «جرائم الاحتلال الإسرائيلي».
وأيدت الحكومة البريطانية إجراء تحقيق مستقل «حول الأحداث الدامية في قطاع غزة».
وقال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اليستير برت، رداً على سؤال في البرلمان البريطاني، إن «المملكة المتحدة تؤيد تحقيقاً مستقلاً بشأن ما حصل»، بعدما عطلت واشنطن، أول من أمس، إصدار مجلس الأمن الدولي بياناً، يدعو إلى تحقيق مستقل.
بدورها، أعلنت الحكومة الألمانية تأييدها إجراء تحقيق مستقل حول الأحداث في قطاع غزة، لكنها حملت حركة «حماس» مسؤولية المواجهات الدامية.
وقال شتيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة أنغيلا ميركل والحكومة: «يمكنني القول باسم الحكومة الألمانية إننا نؤيد أيضاً أن تلقي لجنة مستقلة بالضوء على أعمال العنف والمواجهات الدامية، في المنطقة الحدودية».
واستدعت إيرلندا السفير الإسرائيلي في دبلن، زئيف بوكر، للاحتجاج، وأعربت عن «صدمتها وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى، في قطاع غزة».
كما استدعت بلجيكا السفيرة الإسرائيلية لديها، سيمونا فرانكل، إثر إدلائها بتصريحات وصفت جميع الضحايا في غزة بأنهم «إرهابيون». ودعت بلجيكا إلى تحقيق دولي تشرف عليه الأمم المتحدة حول المواجهات الدامية، فيما دعا رئيس الوزراء، شارل ميشال، إلى «تحقيق دولي، تجريه الامم المتحدة»، معتبراً أن «أعمال العنف التي ارتكبت في قطاع غزة مرفوضة».
ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة اعتداء القوات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين العزل، في قطاع غزة. وطالب المجتمع الدولي باستنكار الجرائم، التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني أمام أنظار العالم، داعياً الأمم المتحدة إلى ممارسة مسؤوليتها القانونية والسياسية في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، ووضع حد لانتهاكات إسرائيل وممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
في السياق، عم إضراب شامل جميع الأراضي الفلسطينية، حداداً على أرواح الشهداء، الذين ارتقوا في قطاع غزة بمجزرة مروعة ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي.
شمل الإضراب المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والجامعات، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، كما أعلنت جميع النقابات والمصارف التزامها بالإضراب. وجاء قرار الحكومة التزاماً بقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعلن فيه الحداد الوطني العام.
واندلعت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، في عدد من مدن الضفة الغربية، أمس، للتعبير عن الغضب والاحتجاج على أحداث غزة الدموية، وإحياء للذكرى الـ70 للنكبة.
وخرجت مسيرات شعبية باتجاه الحواجز العسكرية ونقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي، من بينها حاجز بيت إيل ووسط مدينة الخليل وعند المدخل الجنوبي لبيت لحم، إضافة لحاجز حوّارة جنوب نابلس.
وأصيب العشرات بالرصاص، واختناقاً بالغاز المسيل للدموع.
وفيما شيع الفلسطينيون شهداء أول من أمس، استشهد فلسطينيان برصاص الاحتلال، إثر تجدد المواجهات على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد ناصر غراب (51 عاماً)، وبلال بدير حسين الأشرم (18 عاماً) برصاص الاحتلال شرق البريج، وسط قطاع غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news