ريمة وعوضية.. نجاح في عمل يهيمن عليه الرجال
مابين الجزائرية كريمة دايخي،والسودانية عوضية عبدالله، قصة نجاح وقاسم مشترك جمع الأثنين في مهنة يهمن عليها الرجال،وهي بيع السمك..ففي قرية بوهارون الساحلية الجزائرية، تساوم كريمة دايخي الصيادين على الأسماك التي تقدمها في مطعمها وهي عازمة على شق طريقها في عالم يهيمن عليه الرجال.
وقالت كريمة لرويترز وهي تبيع حساء السمك و«البريك»، وهو طبق محلي من السمك الملفوف في خبز محمص بالكشك الخاص بها على جانب الطريق «كان علي أن أجاهد وأفرض نفسي. ولم يكن أمامي خيار آخر لإطعام ستة أطفال وتعليمهم والعناية بهم بعد وفاة زوجها».
ودايخي ليست وحيدة في هذا الصدد، فالحرب الأهلية التي شهدت مقتل نحو 200 ألف شخص خلال تسعينات القرن الماضي خلفت عددا لا يحصى من الأرامل.
وقال السيدة دايخي البالغة من العمر 52 عاما «الرجال هنا هم كذلك من يوردون لي الأسماك، لذلك لابد أن أكون موجودة في الميناء حيث لا يوجد نساء»“.
وتقع قرية بوهارون على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من الجزائر العاصمة وهي مقصد سياحي في الصيف وتنتشر بها مطاعم صغيرة تبيع السردين المشوي والحبار والقريدس «الروبيان» والبريك. وتكسب كريمة رزقها من هذا العمل.
ومن الجزائر الي السودان حيث قالت عوضية عبدالله آدم الشهيرة بـ«عوضية سمك» صاحبة محلات السمك الأشهر بمدينة أمدرمان أنها تفتخر كثيراً بلقب «عوضية سمك» وبحياتها الأولى التي بدأتها من الصفر والمعاناة الكبيرة التي واجهتها في الحياة منذ أن كانت بائعة شاي لا تملك شيئاً إلى صاحبة أشهر محلات لبيع الأسماك في قلب أمدرمان، مضيفة: «تجربتي علمتني ألا يأس مع الحياة وأن المرأة القوية تستطيع أن تكابد وتكافح لتكون أنموذجاً مشرفاً لأسرتها ومجتمعها»، مشيرة إلى أن الشهرة لم تتعبها بقدر ما خلقت لها علاقات اجتماعية واسعة في كل مكان.
وحكت صاحبة أشهر مطعم، يقدم المأكولات البحرية في الخرطوم، مسيرتها في حياة العمل الطويلة رغم إعاقتها وعدم حصولها على التعليم، وتابعت عوضية البالغة من العمر 65 عاما «لم تتح لي الفرصة لنيل التعليم، لكن الحياة علمتني الكثير»، مشيرة إلى أنها، عملت بأعمال عدة مختلفة قبل أن تنتقل إلى سوق «الموردة» المعروف ببيع الأسماك، في مدينة أم درمان، المجاور للعاصمة الخرطوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news