دي ميستورا يتحدث عن المحادثات السورية المرتقبة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف. إي.بي.إيه

دي ميستورا: نشهد حراكاً في العملية السياسية بسورية ولكن بلا انفراجة كبرى

أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، الصحافيين، أمس، أن مسؤولين أميركيين سينضمون إلى محادثات في جنيف في وقت لاحق هذا الشهر، بشأن تشكيل لجنة دستورية سورية، في مؤشر على حراك في عملية بدت عرضة لخطر التعطل، إلا أنه لا يتوقع انفراجة كبيرة، فيما قال الرئيس السوري بشار الأسد، إنه لايزال منفتحاً على تسوية سياسية مع المعارضة في جنوب البلاد، إلا أنه أشار إلى أن الخيار العسكري لايزال أيضاً على الطاولة.

وفي التفاصيل، قال دي ميستورا للصحافيين «نشهد حراكاً، وسنسعى للمزيد منه»، مضيفاً أنه لا يتوقع انفراجة كبرى.

ويعتزم دي ميستورا أن يجتمع مع مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين، مطلع الأسبوع المقبل، وقال إنه يتوقع اجتماعاً مشابهاً بعده بأسبوع مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان وأردنيين.

يأتي ذلك في وقت قال الرئيس الأسد إنه لايزال منفتحاً على تسوية سياسية مع المعارضة في جنوب البلاد. وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية، نشرت نصها وكالة الأنباء السورية الرسمية: «بعد تحرير الغوطة، كان لدينا خياران (في الجنوب): إما المصالحة أو التحرير بالقوة. واقترح الجانب الروسي إعطاء فرصة للتسوية والمصالحة، مثلما حدث في مناطق أخرى».

ورأى الأسد أن القضية لم تحل، وأن الروس والأميركيين والإسرائيليين يتواصلون مع بعضهم بعضاً.

وفي المقابلة، اتهم الأسد الولايات المتحدة وإسرائيل بإعاقة الحل السياسي، من خلال ممارسة الضغط على المعارضة. وقال أيضاً إن إيران ليس لديها قواعد عسكرية في سورية.

ومع ذلك، أوضح أن هناك مستشارين إيرانيين إلى جانب متطوعين إيرانيين يقودهم ضباط إيرانيون. وأضاف: «لا شيء يمنع وجود مثل هذه القوات. إيران دولة حليفة، كما هي الحال مع روسيا».

ورداً على سؤال حول وجود «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران في سورية، قال الأسد: «(حزب الله) عنصر أساسي في الحرب، والمعركة طويلة، وستستمر الحاجة إلى هذه القوة العسكرية لوقت طويل».

وأضاف: «عندما ترى إيران أو (حزب الله) أن الإرهاب قد تم القضاء عليه، فإنهما سيقومان بإبلاغنا بأنهما يريدان العودة إلى أوطانهما».

من ناحية أخرى، أعلنت القوات المسلحة التركية، أمس، أن مسؤولين عسكريين من تركيا والولايات المتحدة توصلوا إلى اتفاق بشأن خطة لمدينة منبج السورية، خلال اجتماع في شتوتغارت هذا الأسبوع، وقرروا تقديم الخطة إلى رئيسي الدولتين، قبل إجراء مزيد من المحادثات.

في السياق نفسه، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد، أن الولايات المتحدة وجنودها موجودون في سورية ليس فقط للقضاء على تنظيم «داعش»، بل لمواجهة النفوذ الإيراني أيضاً.

ربما تكون هذه المرة الأولى التي تعلن فيها واشنطن صراحةً أن مواجهة إيران جزء من سياستها ومن مهمتها في سورية، فقد أشار ساترفيلد، خلال إجابته عن سؤال حول إمكانية انسحاب القوات الأميركية من سورية بالقول لأحد أعضاء اللجنة الفرعية في مجلس النواب الأميركي «إن أي قرار بسحب القوات الأميركية من أي مكان في سورية مرتبط بالقضاء على (داعش)، وبتطبيق سياستنا لمواجهة إيران في المنطقة». وكان مسؤولون في الإدارة الأميركية أشاروا إلى هذا الأمر منذ عام، عندما كانت قوات سورية الديمقراطية، بدعم من الأميركيين، تتقدّم باتجاه مدينة دير الزور، وقالوا حينها إنهم يضعون نصب أعينهم القضاء على «داعش» لكنهم يبقون أعينهم على الإيرانيين.

حينها ذكرت مصادر في المعارضة السورية نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن هدف إدارة دونالد ترامب، هو قطع الطريق الإيراني السريع، الذي يبدأ في إيران ويمرّ من بغداد، ويصل إلى دمشق وبيروت.

ما أثار المخاوف من تراجع الأميركيين عن هدفهم، هو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن منذ أسابيع أنه يريد سحب القوات الأميركية قريباً، ودعا فريق مجلس الأمن القومي إلى اجتماع لاتخاذ قرار بهذا الشأن، وتمّ تسريب أنباء عن أنه أصرّ على موقفه خلال الاجتماع، وحذّر من أنه لا يريد العودة إلى مناقشة هذا الموضوع مرة أخرى خلال ستة أشهر.

لكن أشياء كثيرة حصلت خلال الأشهر والأسابيع الماضية، فقد وصلت قوات سورية الديمقراطية إلى محيط دير الزور، وهي تسيطر على المناطق شمال نهر الفرات، وهي على مسافة قصيرة من الطريق الدولي الذي يصل العاصمتين العراقية والسورية، كما بدأت واشنطن التحدث بشكل واضح عن مواجهة النفوذ الإيراني.

وأشار ساترفيلد بوضوح، خلال جلسة الاستماع إلى أن هدف الولايات المتحدة «هو أن نراهم يغادرون كل سورية، وليس فقط المنطقة الجنوبية الغربية».

وكان ساترفيلد يجيب عن سؤال بشأن تراجع القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها من مناطق قريبة من الجولان، وربما يعني ذلك بقاء القوات الأميركية لفترة طويلة في سورية، وأيضاً محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التوصّل إلى اتفاق حول هذه القضية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قمة محتملة خلال الأسابيع المقبلة.

الأكثر مشاركة