ميركل تؤكد من بيروت: عودة اللاجئين السوريين تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة
شددت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أمس، على أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في موقف يأتي على خلفية التوتر بين وزارة الخارجية اللبنانية، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إزاء هذا الملف. وأبلغ وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، الشهر الجاري، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإيقاف طلبات الإقامة المقدمة لصالح موظفيها، متهماً إياها بـ«عدم تشجيع النازحين السوريين على العودة، لا بل تخويفهم» من ذلك.
وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بالسراي الحكومي في بيروت: «أكدتُ مع المسؤولين أن عودة اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتم إلا عبر اتفاق، ومحادثات مع منظمات الأمم المتحدة».
وتابعت «نريد الإسهام بالتوصل إلى حل سياسي في سورية، يمكننا من عودة اللاجئين إلى سورية، ونتعاون مع مفوضية اللاجئين»، مشيرة إلى أن ذلك «لابد أن يحدث، عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم».
من جهته، قال الحريري خلال المؤتمر الصحافي مع ميركل «الحل الدائم الوحيد للنازحين السوريين، هو في عودتهم إلى سورية بشكل آمن وكريم»، مضيفاً «متمسكون بموقفنا بعودة النازحين بأسرع وقت ممكن». وتابع «النزوح أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل».
وحذرت منظمات دولية، بينها المجلس النرويجي للاجئين، و«سايف ذي شيلدرن»، و«كير»، في تقرير مشترك، مطلع شهر فبراير، من مسارات مثيرة للقلق يتم اتباعها لترويج إعادة اللاجئين في عام 2018.
وذكر التقرير أن «مئات آلاف اللاجئين في خطر أن يتم دفعهم إلى العودة إلى سورية عام 2018، رغم استمرار العنف والقصف اللذين يهددان حياة المدنيين».
ويستضيف لبنان، بحسب مسؤولين محليين، نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون لاجئ مسجلين لديها. وكرر مسؤولون لبنانيون، في الأشهر الأخيرة، المطالبة بضرورة عودة اللاجئين إلى مناطق توقفت فيها المعارك بسورية. وكانت ميركل قد أكدت التزام بلادها بدعم لبنان، ومساعدته، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرةً إلى أن «لبنان هو نقطة انطلاق جيدة للأنشطة في المنطقة».
وتعد بيروت المحطة الثانية لميركل في المنطقة بعد عمان. والتقت ميركل في بيروت رئيس البرلمان نبيه بري، قبل أن تلتقي الحريري، ثم التقت الرئيس اللبناني ميشال عون، قبل مغادرتها إلى برلين.