شابان سوريان يمران بجوار لوحة إعلانية كبيرة للرئيس بشار الأسد في قلب دمشق. أ.ف.ب

فشل الاتفاق بين القوات الروسية ومسلحي درعا البلد.. وقوات النظام تحاصر جيوب المعارضة

أعلنت مصادر عسكرية سورية، أمس، فشل الاتفاق بين القوات الروسية ومسلحي المعارضة في مدينة درعا البلد، فيما قال مقاتلون من المعارضة إن الجيش وحلفاءه فرضوا حصاراً، أمس، على جيب المعارضة في مدينة درعا، وإنهم في طريقهم للسيطرة بالكامل على المدينة، عقب ارتفاع عدد القرى والبلدات التي انضمت لاتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سورية إلى 90، بينما عاد 200 ألف نازح إلى قراهم في درعا.

1000

شخص من منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية، يعتزم الجيش الروسي إجلاءهم عبر ممر إنساني.

وفي التفاصيل، قالت المصادر إن الاتفاق بين القوات الروسية، ومسلحي المعارضة، في مدينة درعا البلد فشل، مشيرة إلى أن الوفد الروسي الذي كان في مدينة درعا عاد إلى دمشق.

ولفتت إلى أن نحو 100 حافلة كانت موجودة في الملعب البلدي على مدخل مدينة درعا، غادرت المدينة باتجاه العاصمة دمشق.

وكشفت المصادر عن أن «وفداً روسياً وصل (أمس) إلى بلدة طفس شمال مدينة درعا للتوصل إلى اتفاق مع مسلحي البلدة، بينما تابعت وحدات من الجيش طريقها للسيطرة على الحدود السورية الأردنية، حيث وصلت إلى بلدة زيزون جنوب غرب مدينة درعا وسط انسحاب المسلحين باتجاه ريف درعا الغربي، والقنيطرة الجنوبي الشرقي».

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم مقاتلي المعارضة في مدينة درعا «أبوشيماء»، إن آلافاً عدة محاصرون الآن، بعد أن دخل الجيش قاعدة رئيسة غربي المدينة من دون قتال.

وقال المتحدث، لـ«رويترز»، إن الجيش والمقاتلين المتحالفين معه طوقوا درعا بالكامل.

وتوجه استعادة الأسد درعا بالكامل صفعة معنوية كبيرة للمعارضة، إذ إن المدينة كانت رمزاً للاحتجاجات السلمية ضد النظام، التي امتدت إلى مختلف أرجاء سورية. وسحقت السلطات الاحتجاجات، ما مهد الطريق للحرب الأهلية.

وكان ممثلو المعارضة وضباط روس توصلوا إلى اتفاق، الجمعة الماضية، يقضي بتسليم درعا وبلدات أخرى في محافظة درعا الجنوبية على الحدود مع الأردن، في نصر جديد للأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.

وقبل الاتفاق أجبر العديد من القرى والبلدات في محافظة درعا على العودة لسيادة الدولة، بعد حملة قصف جوي روسي عنيف على مراكز حضرية، ما أدى إلى أكبر موجة نزوح للمدنيين، منذ بدء الصراع قبل أكثر من سبع سنوات.

ومن المفترض أن الاتفاق يسمح للمقاتلين، الذين يرفضون السلام بالمغادرة لمناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال البلاد، قبل تسليم الأسلحة وعودة سيادة الدولة.

وقال «أبوشيماء» إن هناك مقاتلين كانوا يرغبون في الذهاب إلى إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض بعد الحصار، مشيراً إلى اجتماع، عقد أول من أمس، قال إن وسيطاً مع الجيش رفض فيه بوضوح طلبهم المغادرة.

ويقول المقاتلون إن الاتفاق لا يسمح للجيش بدخول معاقلهم، ويسمح بتشكيل قوات محلية من المقاتلين السابقين، تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية.

وقال «أبوشيماء» إن هناك الكثير من المخاوف، وإنهم لا يثقون بالروس، ولا بـ«النظام». وتابع إن المعارضين الباقين في مدينة درعا لايزالون متحصنين في مواقعهم على جبهة القتال.

وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء، أمس، نقلاً عن مركز المصالحة الروسي في سورية، أن الجيش الروسي يعتزم إجلاء ما يصل إلى 1000 شخص من منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية، عبر ممر إنساني قرب مدينة درعا.

وأضافت الوكالة، نقلاً عن المركز، أن المغادرين سيتوجهون إلى محافظة إدلب في شمال سورية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المركز قوله إن عدد القرى والبلدات، التي انضمت لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، ارتفع إلى 90.

يأتي ذلك في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بعودة 200 ألف نازح إلى بلداتهم وقراهم، في محافظة درعا جنوب سورية.

وأضاف المرصد، في بيان صحافي، أن الأغلبية الساحقة ممن كانوا على الحدود السورية - الأردنية عادوا إلى قراهم وبلداتهم، التي شهدت عمليات «تعفيش» كبيرة وواسعة، نفذتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها لممتلكات مواطنين، من أثاث وسيارات وماشية، وغيرها من الممتلكات.

من ناحية أخرى، هددت إسرائيل، أمس، «برد عنيف» على أي محاولة من القوات السورية، للانتشار في منطقة حدودية منزوعة السلاح في هضبة الجولان، حيث تتقدم القوات السورية في مناطق خاضعة لمقاتلي المعارضة بجنوب البلاد.

وتم إعلان الجولان منطقة منزوعة السلاح، بموجب هدنة تراقبها الأمم المتحدة، وقعت قبل 44 عاماً بين الدولتين.

الأكثر مشاركة