قطر «الحمدين» محطة هجوم وانتقاد ورفض من قبل الرأي العام الإيراني
قال «مركز المزماة للدراسات والبحوث» إن قطر التي سارعت إلى الارتماء في أحضان ملالي إيران، للاستقواء بهم على الأشقاء العرب، بعد افتعالها للأزمة الراهنة، باتت اليوم محطة هجوم وانتقاد ورفض من قبل الرأي العام الإيراني، الذي أصبح ينظر إليها على أنها عبء على الشعب الإيراني، مثلها مثل «حزب الله» اللبناني والميليشيات الحوثية، وغيرها من الأدوات الإيرانية التي تنهب قوت الشعب الإيراني.
ويظهر الناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي في إيران نفرتهم من الدوحة، ويرون أن مساندة إيران لقطر في عزلتها قد جاءت على حساب جيب المواطن الإيراني، الذي يعاني الكثير من الأزمات والمشكلات الاقتصادية والمعيشية، حيث تحدثت التقارير الصحافية عن ارتفاع ملموس في السلع والمواد الغذائية في إيران، بسبب تصدير جزء منها إلى قطر.
وأكد المركز أن الشعوب الإيرانية تعلم أن سبب هذا الدعم والتقارب بين نظام الحمدين ونظام الملالي هو التعاون القائم بينهما على دعم الإرهاب، وليس من باب المساعدات الإنسانية أو الوقوف إلى جانب شعوب المنطقة، بل هو باب آخر من أبواب التدخلات الإيرانية في المنطقة، والتي أهدر عليها النظام الإيراني مليارات وثروات المواطنين، ويدركون أن ما تقوم به إيران وقطر من سياسات تدعم النزاعات في المنطقة، يصب في مصلحة إسرائيل، على عكس ما تروج له هذه الأنظمة من دعمها للمقاومة ضد الكيان الصهيوني.
وأضاف المركز أن الشعوب الإيرانية عبرت خلال التظاهرات التي شهدتها معظم المدن الإيرانية عن رفضها للتدخلات الإيرانية في دول المنطقة، وتساءلت كثيراً عن جدوى هذه التدخلات، وطالبت النظام الإيراني بوقفها، وإيقاف هدر الأموال على الجماعات المسلحة، والاهتمام بإيجاد حلول للأزمات الداخلية.
إضافة إلى تلك النظرة القاتمة التي تحملها الشعوب الإيرانية تجاه النظام القطري، تتصاعد أيضاً تحذيرات العديد من السياسيين والخبراء الإيرانيين من إقامة علاقات مع تنظيم في طريقه إلى الزوال، معتبرين ذلك خطأ استراتيجياً ارتكبه النظام الإيراني في وقوفه إلى جانب نظام له تاريخ في دعم الإرهاب، ومعزول دولياً وإقليمياً، ما يثبت بالدليل القاطع إرهابية السياسات الإيرانية، بل ويعد اعترافاً إيرانياً بدعم الإرهاب. في المقابل، يدعو بعض المتشددين في إيران إلى استغلال الأزمة القطرية استغلالاً سياسياً واقتصادياً، ويطالبون بحلب البقرة القطرية قدر الإمكان، معتبرين ذلك فرصة يمكن لإيران أن تحقق منها ملايين الدولارات، ويؤكدون أن على قطر أن تدفع ثمن دعم إيران لها سياسياً وأمنياً، وإلزامها باستيراد بعض السلع والمواد الإيرانية، وإن كانت ليست بحاجة لها، ويدعو البعض إلى عدم الثقة بالنظام القطري، ويرددون المثل الذي يقول «من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس»، وإذا كان النظام القطري قد تآمر على أشقائه العرب، فإنه سيتآمر على إيران يوماً ما.
وأوضح المركز أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية تتعمد التقليل من شأن أهمية قطر، والإشارة إليها على أنها دويلة صغيرة تحت الحماية الإيرانية، لكنها لا تتردد في الإفصاح عن النوايا الإيرانية الحقيقية في دعوتها إلى استغلال الدوحة في تمدد وتوسيع نفوذ إيران في المنطقة، وتحويلها إلى مركز لضرب أمن واستقرار دول الخليج العربي، وإدخال الأدوات والمؤسسات الإيرانية إلى قطر لنشر التشيع، والترويج لنظام الولي الفقيه، والعمل على استقطاب الجاليات العربية القاطنة في قطر قدر الإمكان، وجلبها لمصلحة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة. إن كل ما يحمله الرأي العام الإيراني، سواء الحكومي أو الشعبي تجاه قطر سلبي للغاية، فالحكومي ينظر إلى قطر نظرة استغلال وعدم ثقة، بينما الشعبي يرى أن قطر عبء على الداخل الإيراني، وسببت مزيداً من الأزمات المعيشية للمواطن، ودعم النظام الإيراني للنظام القطري يثبت إرهابية هذه الأنظمة.