العملة التركية فقدت 19% من قيمتها خلال يوم.. و70% منذ بداية العام
ترامب يضاعف جمارك واردات الصلب والألمنيوم من تركيا.. والليرة تهوي
عاشت الليرة التركية، أمس، يوم جمعة «أسود»، فقدت فيه 19% من قيمتها أمام الدولار خلال يوم واحد، و70% من قيمتها منذ بداية العام الجاري، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم على ورادات الصلب والألمنيوم التركية، وبعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتفصيلاً، قال ترامب، أمس، إنه أمر بزيادة الرسوم على واردات من تركيا، حيث تصبح رسوم استيراد الألمنيوم 20%، والصلب 50%، مع تصاعد التوترات بين البلدين العضوين بحلف الأطلسي، بسبب احتجاز تركيا قساً أميركياً، وخلافات دبلوماسية أخرى.
وأثناء كلمة أردوغان لحض الأتراك على دعم الليرة المنهارة، قال ترامب في تغريدة على «تويتر»، صباح أمس: «أصدرت للتو أمراً بمضاعفة رسوم الصلب والألمنيوم في ما يتعلق بتركيا في الوقت الذي تتراجع فيه عملتهم، الليرة التركية، تراجعاً سريعاً أمام دولارنا القوي جداً». وأضاف «رسوم الألمنيوم ستصبح 20%، والصلب 50%، علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة حالياً!».
وتراجعت الليرة بنسبة 7% أمام الدولار منتصف يوم أمس، لكنها عاودت الهبوط مرة أخرى لتصل إلى تراجع بنسبة 9%، عقب تصريحات لأردوغان ناشد فيها الأتراك تحويل ما يمتلكون من الدولار إلى ليرة، ما أدى بشكل مباشر إلى ارتفاع التراجع اليومي لليرة أمام الدولار إلى 19%.
وتم التداول بالعملة الوطنية بقيمة 6.6115 ليرات للدولار عصر أمس، بعدما وصلت إلى 6.87 ليرات للدولار فور إعلان ترامب.
وانخفضت العملة التركية بنسبة تقترب من 70%، منذ بداية العام، رافعة كلفة البضائع للشعب التركي، كما هزت ثقة المستثمرين الدوليين بالبلاد.
ومن أسباب تلك الاضطرابات، المواجهة مع الولايات المتحدة بشأن قس أميركي، يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بالتجسس والإرهاب، والمرتبطة بمحاولة انقلاب فاشلة في البلاد قبل عامين.
وتطالب واشنطن بإطلاق سراح القس، وفرضت عقوبات مالية على وزيرين تركيين، وحذرت من اتخاذ إجراءات إضافية.
في غضون ذلك، يشعر المستثمرون بالقلق من السياسات الاقتصادية لأردوغان، الذي فاز بفترة رئاسة جديدة في يونيو الماضي، مع سلطات جديدة شاملة.
ويمارس أردوغان ضغوطاً على البنك المركزي، لعدم رفع أسعار الفائدة من أجل الاستمرار في تغذية النمو الاقتصادي. ويدعي أن المعدلات الأعلى تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وهو عكس ما تقوله النظرية الاقتصادية القياسية.
وقد ارتفعت أسعار الذهب، أمس، مع تعزز الطلب على المعدن كملاذ آمن بفعل أزمة الليرة التركية، بينما يشهد الدولار صعوداً أيضاً، ما يرفع كلفة الذهب لمشتريه بالعملات الأخرى.
وتدافع المستثمرون على الدولار كملاذ آمن، في ظل انهيار العملة التركية، بما يصل إلى 23% إلى مستوى قياسي منخفض، وانحدار الروبل الروسي إلى أقل سعر له في أكثر من عامين، وملامسة اليورو والجنيه الإسترليني أضعف مستوياتهما في عام.
وقال أولي هانسن، المحلل في بنك «ساكسو»، إنه مع امتداد اضطرابات تركيا إلى أسواق أخرى، فإن الذهب، الذي ينظر إليه تقليدياً كاستثمار آمن في أوقات الضبابية، قد استقطب بعض الاهتمام الإضافي.
وأضاف: «هناك معركة قائمة بين تعزز الدولار وبعض الطلب على الملاذات الآمنة، الناشئ عن خطر انتقال عدوى انهيار الليرة».
ويتجه الذهب لإنهاء الأسبوع دون تغير يذكر، بعد تراجع السعر لأربعة أسابيع متتالية.
وارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.2% إلى 1222.80 دولاراً للأوقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news