30 قتيلاً في «مأساة» انهيار جسر بمدينة جنوى الإيطالية
لقي 30 شخصاً على الأقل مصرعهم، أمس، بعد انهيار جسر معلق للسيارات في مدينة جنوى شمال غرب إيطاليا وسط انهمار أمطار غزيرة، في حادث وصفته الحكومة بأنه «مأساة فادحة».
وجاء انهيار قسم كبير من الجسر فوق خط للسكك الحديدية بينما كان الجسر يخضع لأعمال صيانة، وفيما كانت منطقة ليغوريا حيث تقع جنوى، تشهد أمطاراً غزيرة.
وصرح وزير الداخلية ماتيو سالفيني للصحافيين في كاتانيا في صقلية «للأسف، فإن نحو 30 شخصاً لقوا مصرعهم، فضلاً عن عدد كبير من الإصابات الخطرة»، مضيفاً: «أشكر رجال الإطفاء والإسعاف والمتطوعين الذين تدخلوا منذ اللحظة الاولى ومازالوا يحفرون لإنقاذ الأرواح».
وقال عمال إنقاذ يبحثون بين الأنقاض لأن هناك «عشرات» الضحايا، فيما تقوم المروحيات بنقل الناجين على نقالات من الجسر المدمر.
وعلقت سيارات وشاحنات بين الأنقاض، كما تضررت مبانٍ مجاورة بسبب قطع الاسمنت الكبيرة التي سقطت، بحسب مراسل «فرانس برس» من الموقع.
ويعتبر انهيار جزء كبير من الجسر وسقوطه على خط للسكك الحديدية في المدينة، أكثر انهيارات الجسور دموية منذ سنوات في البلد الأوروبي.
وقال رجل الإطفاء الفرنسي باتريك فيلاردري، الذي وصل من مدينة نيس للمساعدة في جهود الإنقاذ إن المهمة شاقة.
وأضاف: «تم إجلاء أولى الضحايا، والآن علينا أن نبحث في أنقاض المباني، ولكن هناك آلاف الأطنان من الاسمنت».
وأظهرت صور جوية انهيار 200 متر من جسر «موراندي» في منطقة صناعية في غرب جنوى. وقالت أجهزة الإطفاء الإيطالية إن الانهيار وقع عند الظهر.
وقال وزير النقل والبنى التحتية الإيطالي دانيلو تونينللي على موقع «تويتر»: «أتابع بخوف كبير ما حدث في جنوى، وما يبدو أنه مأساة فادحة».
وتعهد سالفيني بمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
وقال: «أتعهد أمام الإيطاليين بتحديد مسؤوليات كارثة غير مقبولة، لأنه ليس من الممكن العمل والموت بهذا الشكل عام 2018».
وأضاف: «لقد عبرت هذا الجسر مئات المرات، لكنني الآن سأبذل كل ما في وسعي لأحصل على أسماء المسؤولين السابقين والحاليين. من غير المقبول الموت بهذه الطريقة في إيطاليا».
وأوضح أن «هناك مناطق في إيطاليا بحاجة إلى أن تكون آمنة، وإذا كانت هناك التزامات خارجية تمنعنا من إنفاق الأموال التي نحتاجها لسلامة المدارس والطرق السريعة، فسيتعين علينا طرح سؤال حول الاستمرار في احترام هذه الالتزامات أو وضع سلامة الإيطاليين فوق أي اعتبار آخر. من الواضح أنني اخترت الخيار الثاني».
ولم يعرف على الفور سبب الكارثة رغم أن أجهزة الأرصاد الجوية في منطقة ليغوريا، أصدرت تحذيراً من عاصفة أمس.
وقالت هيئة الطرق على موقعها إن «أعمال صيانة كانت تجرى عند قاعدة الجسر»، مضيفة أنه تم إرسال رافعة إلى الموقع للمساعدة في أعمال الإنقاذ.
وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء إن الجزء المنهار سقط على خط للسكك الحديدية على مسافة 100 متر أسفل الجسر، وإن سيارات وشاحنات سقطت مع الجسر.
وكتبت أجهزة الطوارئ على «تويتر»: «رجال الإطفاء يعملون معنا كما تم إرسال فرق إنقاذ وكلاب بوليسية».
وهبطت أسهم شركة أتلانتيا الإيطالية التي تدير معظم شبكات الطرق الإيطالية بما فيها جسر السيارات المنهار، في بورصة ميلانو بعد الحادث.
وسجلت أسهم الشركة انخفاضاً بنسبة 9.7% لتصل إلى 22.48 يورو في منتصف بعد ظهر أمس، بعد أن تم تعليقها مؤقتاً عندما تجاوز الانخفاض نسبة 10%.
وفي بيان، أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، عن «تعاطفه العميق وتعازيه الحارة لعائلات وأصدقاء القتلى وللشعب الإيطالي».
كما بعثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بتعازيها.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «تويتر» أن فرنسا «تقف إلى جانب إيطاليا في هذه المأساة، ومستعدة لتقديم كل الدعم الضروري».
وتقع جنوى البالغ عدد سكانها نصف مليون، بين البحر وجبال شمال غرب إيطاليا، وتكثر فيها الجسور العلوية والأنفاق نظراً لوعورة تضاريسها.
واستكمل بناء جسر موراندي في عام 1967 ويمر من فوق عشرات خطوط السكك الحديدية والمنطقة الصناعية.
وكان أحد المصانع الواقعة بجانب أحد أعمدة الجسر مباشرة فارغاً، أمس، بسبب عطلة رسمية، ويبدو أنه أصيب بأضرار طفيفة.
ويعتبر الحادث حلقة جديدة من سلسلة انهيارات الجسور في إيطاليا المعرضة للنشاط الزلزالي، والتي انعكست حالة الركود الاقتصادي على بنيتها التحتية بشكل عام.
وفي مارس العام الماضي قتل شخصان عند انهيار طريق علوي بالقرب من انكونا على ساحل الأدرياتيكي.
• انهيار قسم كبير من الجسر فوق خط للسكك الحديدية جاء بينما كان الجسر يخضع لأعمال صيانة، وفيما كانت منطقة ليغوريا، حيث تقع جنوى، تشهد أمطاراً غزيرة.