«الصحة» السعودية تؤكد عدم وجود حالات وبائية في موسم الحج الحالي
الحجاج ينفرون من عرفات إلى منى اليوم لرمي الجمرات ونحر الهدي
نفر حجاج بيت الله الحرام، مساء أمس، إلى مزدلفة استعداداً للتوجه إلى مشعر منى ورمي الجمرات ونحر الهدي وأداء بقية المناسك، ضمن أبرز مناسك الحج، وذلك بعد أن أتموا الركن الأعظم في حج هذا العام وهو الوقوف بعرفات، فيما أكدت وزارة الصحة السعودية عدم وجود حالات وبائية في موسم حج هذا العام.
وتفصيلاً، تتوجه جموع حجاج بيت الله الحرام، اليوم، إلى مشعر منى لرمي الجمرات ونحر الهدي وأداء بقية المناسك، بعد أن استقرت على صعيد عرفات الطاهر بعد توجههم إليه صباح أمس التاسع من شهر ذي الحجة، ليؤدوا ركن الحج الأعظم، ويشهدوا الوقفة الكبرى في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمّن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وشهدت الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن، البالغ عددهم مليونان و300 ألف، من منى إلى عرفات، انسيابية ومرونة.
وكانت جموع من حجاج بيت الله الحرام توافدت منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة، أمس، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، والاستماع لخطبة عرفة.
وامتلأت جنبات المسجد، الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به البالغة مساحتها 8000 متر مربع، بضيوف الرحمن، حيث اكتسى المسجد حلة بيضاء كأنه قطعة إحرام منسوجة في رداء واحد بالتصاق والتئام حجاج بيت الله الحرام بعضهم بعضاً.
وعززت قوات تأمين الحج من إجراءاتها الأمنية والتنظيمية، وشوهدت طائرات مروحية تقوم بدوريات جوية للاطمئنان على سهولة تحرك الحجيج.
وأكد وزير الصحة السعودي، الدكتور توفيق الربيعة، أنه لم تسجل أي حالة وبائية في موسم حج هذا العام.
وقال الربيعة إن هناك تعاوناً وتنسيقاً مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة الدول التي يوجد بها أوبئة أو بعض الأمراض التي تحتاج من الوزارة إلى اهتمام ومتابعة، بحيث يتم التنسيق مع تلك الدول قبل وصول الحجاج إلى المملكة، ويتم تحديد التطعيمات الوقائية التي يحتاجها الحجاج من كل دولة، ويتم متابعتهم للحصول على التطعيمات والتحصينات المهمة.
وأطلقت المملكة العربية السعودية المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء»، إحدى أهم وأبرز أدوات القياس، المتمثلة في قياس رضا ضيوف الرحمن عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم خلال موسم حج هذا العام.
يأتي ذلك لمواكبة جهود المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل إجراءات أدائهم فريضة الحج، واستكمالاً للخطط والبرامج التي يعزز من خلالها المركز دعم عمليات تحسين الخدمات الحكومية للمستفيدين وتطويرها من خلال قياس جودتها ورضا المستفيدين عنها.
يُشار إلى أن المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء» مركز حكومي مستقل، ويرتبط تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء، ويرأس مجلس إدارته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويهدف إلى قياس أداء الأجهزة العامة سواءً في أهدافها الاستراتيجية أو برامج رؤية المملكة 2030.
ومن ضمن الأمور التي تم توفيرها خلال حج العام الجاري، غرف صغيرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار مربعة مصنوعة من الألياف الزجاجية والبلاستيك، ولها مفتاح ممغنط، بعد أن كانت فكرة تبدو بعيدة للغاية عن الصورة النمطية للحج في السعودية، إلا أنها أصبحت متاحة مجاناً للتجربة خلال هذا الموسم.
أمنياً، أكد قائد قوات أمن الحج بالمملكة العربية السعودية، الفريق أول ركن خالد بن قرار الحربي، جاهزية منشأة الجمرات لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، عبر منظومة أمنية مكونة من الأمن العام (قوة المشاة) ومن قوات الطوارئ الخاصة الموكل لها إدارة وتنظيم حركة الحشود في منشأة الجمرات.
وأوضح أنه تم وضع العديد من الخطط الأمنية بالتنسيق مع الجهات لتسهيل حركة تفويج الحجاج، التي تكفل الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، مفيداً أنه سيتم توزيع الحجاج القادمين للجمرات من مختلف الجهات والطرق على مختلف الأدوار بمنشأة الجمرات وفق خطط وآليات أعدت منذ وقت مبكر بما يضمن نجاح وتسهيل عملية دخولهم لمنشأة الجمرات.
وأشار قائد قوات أمن الحج إلى أنه تم وضع العديد من الخطط الأمنية لتفويج الحجاج إلى مشعر مزدلفة ثم منى لرمي جمرة العقبة بعد منتصف ليلة العاشر من شهر ذي الحجة، موضحاً الطرق التي سيسلكها الحجاج القادمون للجمرات، منها: نفق المعيصم وطرق الجوهرة وسوق العرب والشارع الجديد وطريق المشاة المظلل وغرب مكة والششة وشارع الحج والعزيزية وشارع صدقي ومحطة النقل العام ومجر الكبش وطريق للحجاج الساكنين في العمائر والقادمين عن طريق قطار المشاعر.
وأفاد بأنه سيتم مراقبة وصول حجاج بيت الله الحرام في المنشأة عبر مركز القيادة والسيطرة، الذي يستخدم أكثر من 550 كاميرا تعمل على مدار الساعة، وترتبط مباشرة بمركز القيادة والسيطرة بالأمن العام، ويعمل على إدارته كوادر بشرية مؤهلة على أعلى درجات الاحترافية في مجال مراقبة وإدارة الحشود.
وشدد الفريق أول الحربي على الدور الإنساني والخدمي الذي يقدمه رجال قوات الطوارئ الخاصة في منشأة الجمرات مع زملائهم في مختلف المواقع من أفراد مختلف القوات الأمنية المشاركة في الحج، منطلقين في ذلك من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ثم بتوجيهات الحكومة السعودية بما ينقل الصورة الصحيحة والمشرفة لأبناء هذا الوطن العزيز الذي يتشرف ويفخر بخدمة حجاج بيت الله الحرام كل عام.
وأوضح أن قوات الطوارئ الخاصة أعدت خططها لتفويج الحجيج في منشأة الجمرات بما يضمن سهولة حركة المشاة عند رمي الجمرات منذ أول أيام التشريق وحتى نهاية اليوم الـ13 من شهر ذي الحجة، وتقديم كل ما يحتاجون إليه من خدمات وعمليات الإرشاد والإسعاف، وتقديم العون للمرضى وكبار السن والأطفال، وغيرها من الخدمات الأخرى التي يسعد أفراد قوات الطوارئ الخاصة بتقديمها خلال موسم الحج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news